تشكل الألعاب التقليدية في سلطنة عمان جزءاً أساسياً من التراث العماني الأصيل وكانت تحظى في السابق باهتمام شريحة كبيرة من الشعب العماني، ولكن للأسف تراجع هذا الاهتمام الآن.
وتقول ابتسام المعمري، مديرة إدارة التراث العالمي بوزارة التراث والسياحة: “نفتقد الأمسيات التي كنا نلعب فيها لعبة “حوليس” تحت الشجرة الضخمة في القرية، حيث تظهر لوحات “حوليس” في كل مكان. والآن أصبح هذا الأمر من الماضي”.
وتضيف أن “هذا التراجع يعود في الأساس إلى أن الأجيال الشابة تقضي وقتا أطول على الأجهزة الإلكترونية. ويتعين على وزارة الثقافة والرياضة والشباب أن تستثمر أكثر في إعادة هذه الألعاب إلى الحياة من أجل أطفالنا والأجيال القادمة”.
ويرى حسن اللواتي مؤسس شركة الألعاب العربية أن الألعاب التقليدية لم تنقرض بل أصبحت تحظى بالاهتمام بين أفراد الأسرة، حيث يقبل العديد من الشباب العماني على ممارسة الألعاب التقليدية بأشكال وتصاميم أكثر سهولة. ويقول علي الهطالي المسؤول بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية: “في رأيي أن هذه الألعاب إذا لم تحظ باهتمام الجهات المعنية فإنها سوف تنقرض تدريجيا بسبب المنافسة من الألعاب الإلكترونية والحديثة مثل كرة القدم وكرة السلة”.
ويرى الكاتب والمؤلف حيدر اللواتي أن تراجع ممارسة الألعاب التقليدية يعود إلى أنماط الحياة الحديثة التي أثرت سلباً على ممارسة هذه الألعاب، ويقول: “هذه الألعاب لم تنقرض ولكن ممارستها تراجعت مع توجه الناس إلى ألعاب أخرى، ففي الماضي كانت العديد من الألعاب التقليدية تُلعب على الشواطئ مثل شاطئ مطرح من المساء إلى الليل، ولكن إنشاء الكورنيش البحري في مطرح قلل من هذه الألعاب، حيث تتطلب بعضها رمالاً ناعمة مثل لعبة “الحوليس”.
هناك العديد من الألعاب الأخرى التي تستخدم فيها العصي الطويلة وقطع الخشب الصغيرة والكرات الصغيرة، ويلعبها فريقان يتألف كل منهما من ستة لاعبين أو أكثر، ومن خلال تسليط الضوء على هذه الألعاب وتشجيع الناس على ممارستها يمكن تقليل الوقت الذي يقضونه أمام الأجهزة الإلكترونية ولعب الألعاب الإلكترونية.
ترى الصحافية ورائدة الأعمال مريم خلفان أن الألعاب الرقمية والذكاء الاصطناعي وتغير مستويات المعيشة نحو أنماط الحياة الحديثة، جعلت الألعاب العمانية التقليدية معرضة بالفعل لخطر الانقراض.
وتضيف: “في أسوأ السيناريوهات، وبسبب فجوات التواصل والافتقار إلى التفاعل الاجتماعي بين الجيل زد والأجيال السابقة، فإن الألعاب العمانية التقليدية في العديد من المجتمعات العمانية تختفي بسرعة”. ويقترح ميران الشيخ، المدير العام لشركة أوثار ظفار للمشاريع الدولية، أن دمج هذه الألعاب في المتاجر أو المعارض أو الفنادق العمانية المحلية يمكن أن يساعد في الحفاظ عليها وربط الناس بثقافة محيطهم.
ترى الأكاديمية مريم بنت راشد بن أحمد الفزارية أن الألعاب العمانية التقليدية مهددة بالانقراض بسبب التقدم التكنولوجي وظهور الألعاب الإلكترونية الحديثة.
وأشارت مريم إلى أن الجهود المبذولة لتوثيق هذه الألعاب وتثقيف الناس حولها، وكذلك دمجها في الأنشطة المدرسية والمهرجانات الثقافية، من شأنها أن تساعد في منع انقراضها.
وتعتقد الدكتورة منار ناصر، استشارية جراحة القولون والمستقيم والجراحة العامة، أن الحفاظ على هذه الألعاب يتطلب جهوداً واعية لسد الفجوات بين الأجيال وإحياء الاهتمام بالتراث العماني.