أحد المخاوف الأساسية هو فترات الانتظار الطويلة للمواعيد في مرافق الرعاية الصحية العامة، والتي يمكن أن تمتد أحيانًا إلى ستة أشهر أو حتى سنة. وتشير لبنى الخروصي، موظفة حكومية، إلى أن هذا التأخير يدفع الكثيرين إلى طلب العلاج في الخارج. كما تسلط الضوء على أن خيارات الرعاية الصحية الخاصة في عمان محدودة من حيث المرافق المتقدمة، مما يدفع الناس إلى التفكير في وجهات مثل كيرالا وتايلاند.
ومع ذلك، أصبح هذا الأخير أكثر تكلفة. يشعر بعض الأفراد أيضًا بالحاجة إلى رأي ثانٍ، أو في بعض الحالات، يبحثون عن علاجات غير متوفرة محليًا، مثل جراحات العمود الفقري المتخصصة.
وتؤكد مريم راشد الفزاري، رئيس قسم متابعة الخريجين في جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، على عامل التكلفة. وتوضح قائلة: “إن الإجراءات الطبية، وخاصة العمليات الجراحية، غالباً ما تكون أرخص بكثير في بلدان أخرى”. وهذا أمر جذاب بشكل خاص عندما يقترن بأوقات انتظار أقصر، والوصول إلى التقنيات المتطورة، وعدم الكشف عن هويته التي يسعى إليها المرضى الذين يخضعون لعلاجات حساسة، مثل إجراءات الخصوبة أو تأكيد الجنس.
إضافة إلى المحادثة، يشير داود الحديدي، عالم دين، إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وانعدام الثقة بشكل عام في النتائج الطبية المحلية. يتأثر العديد من المرضى بالإعلانات عبر الإنترنت التي تروج لمقدمي الرعاية الصحية الأجانب.
وبالمثل، تشير لبنى بنت حميد الإسماعيل إلى أن الافتقار إلى التعاطف في تقديم نتائج الاختبارات أو العلاج يمكن أن يؤدي إلى تآكل الثقة في الرعاية الصحية المحلية.
ووفقاً للإعلامي همام البادي، فإن الاتجاه المتزايد يعكس عدم الرضا عن أنظمة الرعاية الصحية المحلية والرغبة في الحصول على خدمات طبية أسرع وأكثر كفاءة. وبالمثل، يشير نصر الله، وهو خبير إعلامي آخر، إلى أن تآكل الثقة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية هو الذي يدفع المرضى وأسرهم إلى طلب العلاج خارج عمان.
ويؤكد آخرون، مثل نامراتا دانواني منغاني، صاحب فندق، وبينا حمزة، رجل الأعمال، على توفر علاجات متخصصة في الخارج للأمراض النادرة أو العمليات الجراحية المنقذة للحياة مثل علاج السرطان.
ويشاركه فيصل النبهاني من الوزارة هذا الشعور، الذي يعتقد أن الافتقار إلى خدمات طبية معينة وأوقات الانتظار الطويلة هي عوامل رئيسية تدفع العمانيين إلى طلب الرعاية الصحية في الخارج.
يلخص أحمد المخيني، الخبير الاستراتيجي وخبير مراكز الأبحاث، الأمر بالإشارة إلى أن الدوافع الأساسية لطلب الرعاية الطبية في الخارج هي التكلفة والتخصص والجودة.
ونتيجة لذلك، تتدفق ملايين الريال العماني إلى خارج البلاد كل عام للحصول على خدمات الرعاية الصحية، ويطالب الكثيرون بتخفيض تكاليف العلاج والضرائب المحلية، إلى جانب الجهود المبذولة لجذب الاستثمار الأجنبي في قطاع الرعاية الصحية في سلطنة عمان لتعزيز المرافق والخبرات.