تاريخ

قيام دولة البوسعيد (١٧٤٤م)

قيام دولة البوسعيد (١٧٤٤م)

ستتعلّم في هذا الدرس :
١- أحوال عمان قبيل قيام دولة البوسعيد .
٢- قيام دولة البوسعيد.
٣- جهود الإمام أحمد بن سعيد في تثبيت أركان الدولة .

مفاهيم تتعلّمها من الدرس :

شط العرب ، السفينة الرحماني ، الوحدة الوطنية.

أحوال عمان قبيل قيام دولة البوسعيد :
شهدت عمان في نهاية دولة اليعاربه وضعاً سياسياً مضطرباً، فبعد وفاة الإمام سلطان بن سيف الثاني عام ١٧١١م. تنافس سيف بن سلطان الثاني ومهنا بن سلطان على تولي الإمامة ، وقد أدّى هذا التنافس إلى اختلاف آراء أهل الحل والعقد حول من يتولى الإمامة، وقد حسم الأمر لصالح سيف بن سلطان ولكنه لم يحسن إدارة الدولة، وهو ما دفع العلماء إلى عزله، ومبايعة سلطان بن مرشد إماما على عمان.

لم يُرضِ هذا القرار سيف بن سلطان فقرر استرداد الإمامة بالقوة ، فاستنجد بالفرس الذين رأوا في ذلك فرصة سانحة للتدخل في الشؤون الداخلية لعمان والسيطرة عليها، فسارع نادر شاة بإرسال جيوشه للسيطرة على عمان، ونجح فى الاستيلاء على أجزاء واسعة منها، وفرض حصاراً بحرياً على صحار التي تركزت بها المقاومة العمانية بقيادة الإمام سلطان بن مرشد الذي توفي في إحدى المعارك ، فقاد المقاومة بعده أحمد بن سعيد والي صحار الذي نجح في إخراج الفرس من صحار
وتحرير بقية عمان منهم.

سلطان بن مرشد (من أئمة اليعاربة):

هو الإمام سلطان بن مرشد بن عدي اليعربي .

عقدت له الإمامة بجامع نخل عام ١١٥١هـ/١٧٣٨م.

استقام على الحق والعدل .

قاد مقاومة العمانيين ضد الفرس في صحار.

الامام احمد بن سعيد (1744-1783)

  • ولد في بلدة أدم الواقعة في المنطقة الداخلية .
  • عمل في بداية حياته بالتجارة وعرف بأمانته وصدقه .
  • كان رجلاً شجاعاً عالي الهمة تميّز بالحنكة والذكاء .
    -بويع بالإمامة عام ١٧٤٤ م، وتوفي في الرستاق ودفن فيها عام ١٧٨٣م.

أدّت المواجهات المستمرة بين العمانيين والفرس إلى سعي أهل عمان إلى توحيد جهودهم ، وحشدها باتجاه تحقيق هدف
أسمى يتلخص بإخراج الفرس، وإعادة الوحدة الوطنية إلى البلاد. وقد باتت الظروف والأحوال العامة مهيآة لظهور رجل قوي يتصدر القيادة لإنجاز عملية التحرير، فكان أحمد بن سعيد البوسعيدي، والي صحار حينئذٍ هو ذلك القائد المنتظر الذي ما لبث العمانيون أن بايعوه إماماً عليهم عام ١٧٤٤م تقديرا منهم لجهوده الحثيثة التي توَجها بالتحرير والوحدة الوطنية حيث قامت دولة البوسعيد ، فنهض بأعمال عدّة لتثبيت أركان دولته ، منها :
١- اتخذ الرستاق عاصمة لهُ.
٢- أوجد رجال الشرطة فكفل بذلك الأمن والاستقرار لرعاياه.
٣- أنشأ جيشاً ثابتاً ومدرباً، وأسطولاً بحرياً قوياً.
٤- أرسى القواعد الإدارية والقضائية في البلاد.
٥- شجَّع التجارة مع الهند وشرقي أفريقيا.
٦- اهتم بالنواحي العمرانية فشيَّد الحصون، والمساجد.
وتمكن الإمام أحمد بفضل أسطوله البحرى ، من فرض نفوذ عمان في الخليج العربي والمحيط الهندي، وفي عهده سيطر الفرس على البصرة . واستنجد أهلها به ، فأعد حملة عسكرية بقيادة ابنه هلال عام ١٧٧٥م، وقد حاول الفرس منع تقدم الأسطول العمانى فمدوا سلسلة حديدية في شط العرب إلا أن السفينة الرحماني تمكنت من قطعها وتم تحرير مدينة البصرة.

السيد سلطان بن أحمد بن سعيد (١٧٩٢ – ١٨٠٤م):
بعد وفاة الإمام أحمد بويع ابنه سعيد بالإمامة فكان زاهداً في الحكم فتولى ابنه حمد السلطة الذي نقل العاصمة إلى مسقط. في عام ١٧٩٢م توفي السيد حمد، وتولى السيد سلطان بن أحمد السلطة في مسقط.ومن أبرز أعماله على الصعيد الداخلي أنه عمل على توحيد البلاد ، والقضاء على الفتن التي حدثت في بعض المناطق، وفرض هيبة الدولة. وبعد أن استتب الأمن في البلاد، وجّه اهتمامه إلى الخارج لاسترداد المناطق التي فقدتها الدولة العمانية ، ولفتح بلادٍ جديدة، ولحماية حدود عمان من الغزو الخارجي.

أبرز الأحداث في عهد السيد سلطان بن أحمد :

١- تعزيز النفوذ العماني في منطقة الخليج العربي :
كان السيد سلطان مهتماً بتأمين الملاحة في منطقة الخليج العربي والمحافظة على الأمن فيها، وذلك لحماية بلاده من الغزو، واستطاع عام ١٧٩٨م أن يسيطر على المنطقة بأسرها ، فقد أخضع جزيرتي قشم وهرمز، وضم بندر عباس وجوادر وشهبار، وتمكن عام ١٨٠٠م من حماية السفن التجارية في منطقة الخليج العربي .

٢ – مساندة البحرين :

كانت البحرين خاضعة للفرس حتى عام ١٧٨٣ م حيث تمكن رجال قبيلة العتوب من طردهم، غير أن الفرس عادوا من جديد، وتمكّنوا من السيطرة عليها، عندها استنجد أهل البحرين بالسيد سلطان فأنجدهم بحملة بحرية بقيادة ولده سالم الذي تمكن من إنهاء الغزو الفارسي .

السيد سعيد بن سلطان (١٨٠٦ – ١٨٥٦م):

تولى الحكم بعد وفاة والده سلطان بن أحمد ١٨٠٦ م وذلك في أثناء الرحلة التي كان يقوم بها بين البصرة وعُمان. ويعد عصره ، من أزهى العصور التي مرت بعمان خلال القرن التاسع عشر الميلادي، فقد انتعشت مسقط خلال حكمه ، فأصبحت من أهم مراكز التجارة في منطقة الخليج العربي .
ويعدّ المؤرخون عهد السيد سعيد بن سلطان الفترة الذهبية في التاريخ العماني الحديث لاعتبارات مهمة منها :

اتِّصافه بالتواضع واتّباع الشورى في أحكامه .

كان سياسياً دبلوماسياً استطاع أن يكوَّن علاقات صداقه مع العديد من الدول الكبرى .

كان ذا عقلية تجارية فذّة استطاع أن ينمِّي الموارد المالية لدولته.

كوّن إمبراطورية واسعة امتدت في آسيا لتشمل عمان، وأجزاء من سواحل الخليج العربي . وفي أفريقيا شملت الساحل الشرقي لأفريقيا من مقديشو شمالاً إلى موزمبيق جنوباً، وامتد نفوذها إلى منطقة البحيرات الاستوائية وأعالي نهر الكونغو .

كان أسطوله البحري ضخماً فقد أمر ببناء العديد من السفن التجارية والحربية، ومن أشهرها:
السفينة ((سلطانة)) و(ليفربول)) و((فكتوريا)) و((الفلك)) و((شاه علم)).

طوَّر الحياة الاقتصادية في الدولة من خلال التشريعات والنظم الاقتصادية والنقدية التي أدخلها. كما أوجد مصادر دخل لدولته فاهتم بالزراعة والصناعة إضافة إلى التجارة .

اتَّخذ من زنجبار عاصمة ثانية لإمبراطوريته ونقلها من جزيرة متواضعة لتصبح حاضرة ومركزاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً لشرقي أفريقيا ووسطها.

اهتم بالنواحي العمرانية، وشيَّد العديد من القصور أشهرها قصر المتوني في زنجبار.

مواضيع مشابهة

الصين تاريخ وجغرافيا وسكان واقتصاد

bayanelm

ماليزيا والعلاقات العمانية

bayanelm

نظم الابحار العمانية القديمة

bayanelm