أعلنت اللجنة التوجيهية المشرفة على مكافحة ذبابة “الآرنوت” – وهي ذبابة مزعجة تزدهر خلال موسم الخريف – عن تحقيق نجاح كبير في تجربة تدابير المكافحة الجديدة التي تم تجربتها لأول مرة خلال موسم الخريف 2023.
وقد تم تنفيذ الإجراءات التي تركزت على استخدام المبيدات الحشرية ومصائد الكربون في أربعة مواقع مختلفة في محافظة ظفار وهي وادي دربات وعين أرزات وعين صحلنوت وعين جرزيز. وأشارت النتائج إلى أن الحملة كانت فعالة في الحد من أعداد البعوض في المناطق المستهدفة، حيث لوحظ انخفاض ملحوظ في وجود البعوض. وقد قدم هذا النجاح الجزئي للفريق توجيهات واضحة لتحسين البرنامج لهذا العام والتخفيف من أي معالجات قد يكون لها تأثير بيئي.
وتستمر اللجنة هذا العام في مهامها في مكافحة ذبابة “الآرنوت” الموسمية (الاسم العلمي: Forcipomyia)، بالتركيز على استخدام المبيدات الحشرية المدخنة (الدخان) لاستهداف الحشرات البالغة، حيث يتبدد الدخان بسرعة في الهواء ويستهدف الحشرات في ذروتها، محققاً بذلك هدف تقليل أعداد الحشرات مع تقليل الآثار البيئية السلبية. وسيتم استهداف العديد من المواقع السياحية مثل وادي دربات وعين أرزات وعين صحلنوت وعين جرزيز وغيرها من المواقع السياحية في السهول. وسيتم نشر مصائد الكربون في مواقع مختلفة لدراسة فعالية الرش، ومقارنة النتائج بين المناطق المرشوشة وغير المرشوشة، وبناءً على التقارير اليومية، سيتخذ الفريق الإجراءات المناسبة.
وأوضحت اللجنة أن هذه الحملة ستركز على مواقع سياحية محددة فقط للحد من تواجد هذه الحشرة ولن تكون موجهة بشكل عشوائي في المناطق الحرجية ولكن في نطاق محدود مثل مكافحة البعوض التي قد تحدث في المناطق السكنية والسياحية، ومن المعروف أن “الأرنوت” حشرة موسمية لا تظهر إلا في الخريف بعد تشبع التربة بالأمطار، وتبقى يرقاتها كامنة طوال العام حتى بداية موسم الخريف المقبل.
وتتعاون لجنة توجيه مكافحة حشرة “الآرنوت” مع الجهات المعنية لاختيار أحد المقترحات لإجراء دراسة تفصيلية عن دورة حياة هذه الحشرة، وتأثيرها البيئي، وسبل التخفيف من آثارها مع الحفاظ على استدامة النظم البيئية. وستوفر هذه الدراسة منظورًا واسعًا حول حشرة “الآرنوت” والحشرات الأخرى الموجودة في منطقة الخريف.
ويحرص فريق المكافحة على استخدام المبيدات العضوية الأقل ضرراً بالبيئة والتي تتلاشى مع مرور الوقت دون آثار بيئية طويلة الأمد. ورغم أن كافة الأنشطة في المواقع السياحية لها تأثير سلبي على البيئة، إلا أن إعادة تأهيل وتعزيز هذه النظم البيئية، والمساهمة بشكل فعال في زراعة الأشجار البرية، ونثر بذور الأعشاب المحلية، ورفع الوعي البيئي، يساعد في تعويض التأثير السلبي للأنشطة البشرية على البيئة.
تنفذ بلدية ظفار حالياً بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة حملات موسعة لنثر أكثر من 40 مليار بذرة عشبية وأكثر من 68 مليون بذرة أشجار محلية وأكثر من 2 مليون كرة بذور.
وقد تم إنجاز أكثر من 70% من هذه الحملة حتى الآن، كما تم الإعلان عن العديد من المشاريع، وسيتم الإعلان عن مشاريع أخرى قريبًا، والتي تهدف في المقام الأول إلى حماية النظم البيئية ودعم انتشار النباتات المحلية.