تواصل سلطنة عمان وضع معايير في مجال الإدارة البيئية، كما يتضح من تصنيفاتها الرائعة في مؤشر الأداء البيئي (EPI). ويشكل هذا المؤشر، الذي يضم 58 مؤشرًا فرعيًا عبر فئات مختلفة، أداة حيوية لتقييم الصحة البيئية لأي بلد وفعالية سياساته.
وبحسب الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه، فقد حققت سلطنة عمان أعلى التصنيفات التي تعكس التزامها بالحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الممارسات المستدامة.
وفي قطاع الثروة السمكية، احتلت السلطنة المرتبة 17 عالمياً، والخامسة عربياً، والرابعة على الشرق الأوسط، والأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. ويؤكد هذا التصنيف العالي التزام الدولة بممارسات الصيد المستدامة، والإدارة المسؤولة للموارد البحرية، ودعم مجتمعات الصيد المحلية.
وفي مجال الزراعة، حققت عُمان المرتبة 29 عالميًا واحتلت مكانة رائدة بين الدول العربية والشرق أوسطية ودول مجلس التعاون الخليجي. ويعكس هذا الاعتراف الجهود المستمرة لتعزيز الممارسات الزراعية وزيادة الإنتاج المحلي وضمان الأمن الغذائي مع الحفاظ على البيئة.
علاوة على ذلك، فقد وضع مؤشر الموارد المائية السلطنة في المرتبة التاسعة عالميًا، والثانية عربيًا ودول مجلس التعاون الخليجي، والثالثة على مستوى الشرق الأوسط. ويسلط هذا الإنجاز الضوء على الإدارة الفعالة للموارد المائية في البلاد، وهو عنصر حاسم في منطقة تتميز بالظروف القاحلة وندرة المياه.
وقال الدكتور الحبسي: خططنا الإستراتيجية مصممة لضمان مستقبل الأمن الغذائي في سلطنة عمان، حيث نظل ملتزمين بتحقيق نظام أمن غذائي متكامل ومستدام.
في حين أن تصنيفات برنامج EPI واعدة، إلا أنها تسلط الضوء أيضًا على الحاجة إلى بذل جهود مستمرة لمواجهة التحديات البيئية. مع استمرار عمان في تطوير قطاعي الزراعة وصيد الأسماك، فمن الضروري تحقيق التوازن بين النمو والاستدامة البيئية.
وتكمن إحدى الفرص الرئيسية في تبني تقنيات زراعية مبتكرة وممارسات صيد مستدامة تعمل على تقليل التأثير البيئي مع تعظيم الإنتاجية. إن تركيز الحكومة على جذب الاستثمارات المحلية والدولية في هذه القطاعات يمكن أن يعزز قدرات السلطنة في مجال الإدارة البيئية.
يتطلب التنفيذ الناجح للممارسات المستدامة المشاركة الفعالة للمجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة والقطاع الخاص. ومن خلال تمكين المزارعين والصيادين والنساء الريفيات، يمكن لسلطنة عمان إنشاء قطاع زراعي ومصائد أسماك أكثر مرونة.
