يمكن أن تعيق النسبة دون المستوى الأمثل الاهتمام الشخصي الذي يتلقاه كل طفل، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي. تتصارع العديد من المدارس اليوم مع هذا التحدي، مما يؤكد الحاجة الملحة للتغيير.
عندما يدير المعلمون مجموعات أصغر من الطلاب، يمكنهم تقديم الدعم الفردي ومراقبة تقدم كل طفل عن كثب. يسمح هذا النهج للمعلمين بتحديد الطلاب الذين قد يواجهون صعوبات في مواضيع معينة، مما يتيح التدخل والمساعدة في الوقت المناسب.
في المقابل، فإن اكتظاظ الفصول الدراسية يجعل من الصعب على المعلمين تقديم الدعم والتوجيه اللازمين، مما يؤثر على رفاهية الطلاب بشكل عام.
على الصعيد العالمي، يبلغ متوسط نسبة الطلاب إلى المعلمين 24.26 طالبًا لكل معلم، بناءً على بيانات من 86 دولة.
ومع ذلك، فإن النسبة المثالية لتعزيز بيئة التعلم الشخصية تتراوح بين 1:15 و1:20. لا يعزز هذا النطاق الإدارة الفعالة للفصول الدراسية فحسب، بل يعزز أيضًا جودة التعليم. في حين أن نسبة الطلاب إلى المعلمين أمر بالغ الأهمية، فمن الضروري ملاحظة أن عوامل مثل جودة المعلم والموارد المتاحة تؤثر بشكل كبير على النتائج التعليمية.
وفي عمان، تبلغ نسبة الطلاب إلى المعلمين الحالية 9.67، وهو انخفاض طفيف عن 10.13 قبل خمس سنوات. تاريخيًا، في الفترة من 1971 إلى 2018، بلغ متوسط النسبة في عمان 24.84، مما يسلط الضوء على الخطوات الكبيرة التي تم تحقيقها في تحسين إمكانية الوصول إلى التعليم في السلطنة.
ومؤخراً، انعقد مجلس أولياء أمور السيب بقيادة أحمد بن علي الشحي لمعالجة مختلف القضايا التعليمية، بما في ذلك اكتظاظ الطلاب في المدارس. وقد تم الاعتراف بهذه المشكلة باعتبارها واحدة من أهم التحديات التي تؤثر على المؤسسات التعليمية، مما يؤدي إلى انخفاض أداء الطلاب على مستوى العالم.
ولمعالجة الاكتظاظ يخطط المجلس للتنسيق مع المديرية العامة للتعليم بمحافظة مسقط للقيام بزيارات ميدانية للمدارس.
الهدف هو تقييم الظروف واقتراح الحلول المناسبة لأية قضايا مستمرة. يمكن للفصول الدراسية المكتظة أن تطغى على المعلمين، وتستنزف الموارد، وتخلق بيئة يكافح فيها الطلاب لتحقيق النجاح.
في نهاية المطاف، يعد تحقيق النسبة المثلى بين الطلاب والمعلمين أمرًا حيويًا لتعزيز بيئة تعليمية مواتية، مما يضمن حصول جميع الطلاب على الاهتمام والدعم الذي يحتاجون إليه لتحقيق النجاح الأكاديمي.