التجارة الدولية
عرف الإنسان التبادل التجاري منذ القدم وإن لم يكن بنفس المسمى، حيث كانت المقايضة الوسيلة التي يستخدمها
الأفراد للحصول على احتياجاتهم المختلفة قبل استخدام العملة في عمليات البيع والشراء، إذ أسهم إدخال العملة في زيادة
التبادل التجاري وتنظيمه بين الأفراد داخل الدولة الواحدة (تجارة داخلية) أو بين الدولة والدول الأخرى (تجارة دولية).
وتُعدُّ التجارة الدولية (International Trade) من الأنشطة الاقتصادية المهمة في البناء الاقتصادي لأي دولة، ويُقصد بها
تبادل السلع والبضائع والخدمات ورأس المال بين الدول. إذ تقوم الدول من خلالها بتصدير السلع والمنتجات التي تفيض عن حاجة السوق المحلية وتسمى بالصادرات، واستيراد ما تحتاجه من مواد خام ومنتجات مختلفة وتسمى بالواردات. ويُعتبر التطور في وسائل النقل والمواصلات بسبب الثورة الصناعية العامل الرئيسي الذي نشّط التبادل التجاري بين أقاليم العالم المختلفة. وتسهم التجارة الدولية في التنمية الاقتصادية للدول، إذ تسعى دول العالم إلى تحقيق فائض في ميزانها التجاري عن طريق زيادة قيمة الصادرات مقابل الواردات؛ مما يُمكّنها من استغلال عوائد الفائض في برامج التنمية المختلفة.
العوامل المؤثرة في التجارة الدولية:
تتأثر التجارة الدولية بعدة عوامل، أهمها:
البيئة الطبيعية: تُؤثر عناصر البيئة الطبيعية مثل المناخ والتربة والمياه في تباين الموارد الطبيعية وتوزيعها الجغرافي على سطح الأرض، وبالتالي تنوُّع السلع والمنتجات المصنّعة، مما يسهم في قيام التبادل التجاري بين أقاليم العالم المختلفة.
السُّكان: يُعتبر السُّكان أهم العوامل المؤثرة في الإنتاج الاقتصادي لأي دولة، فهم أداة الإنتاج وهدفه.
حيث يؤثر عدد السُّكان وتركيبهم العمري وتوزيعهم الجغرافي ومستوى معيشتهم وتعليمهم في التبادل التجاري بين دول العالم. فعلى سبيل المثال، يزداد التبادل التجاري في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة أو المستوى المعيشي المرتفع.
التطور الاقتصادي: تتأثر التجارة الدولية بالمستوى الاقتصادي لدول العالم، حيث يسهم ذلك في تبادل المواد الخام والسلع والخدمات بين الدول. ويختلف نوع السلع المصدرة والمستوردة باختلاف المستوى الاقتصادي للدولة، فبينما تستورد الدول المتقدمة صناعيًّا المواد الخام وتصدر السلع المصنعة، تقوم الدول الأقل تطورًا باستيراد كميات كبيرة من السلع الاستهلاكية وتصدير المواد الخام.
النقل والاتصالات: يُعدُّ النقل مكمِّلا لعملية الإنتاج حيث لا تكتمل عملية إنتاج السلع إلا بنقلها إلى الأسواق باستخدام وسائل النقل المختلفة. وساعد تطور وسائل النقل في سهولة نقل المواد الخام والمنتجات والخدمات المختلفة حول العالم ، مما زاد من حجم التبادل التجاري بين الدول. إذ أصبح بالإمكان نقل مختلف أنواع السلع لمسافات طويلة خلال فترة زمنية قصيرة، وأدى تطور الاتصالات إلى ظهور نوع جديد من التجارة يعتمد على وسائل الاتصال الحديثة.
الاتفاقيات التجارية:
تسهم الاتفاقيات التجارية الثنائية والإقليمية والدولية في تحرير التجارة وتسهيل تبادل السلع والمنتجات المختلفة بين دول العالم، حيث تقوم الدول بعقد اتفاقيات تجارية مع غيرها من دول العالم لتسهيل حركة السلع والبضائع من جهة وخفض التعرفة الجمركية من جهة أخرى. كما يعدَّ إنشاء المناطق التجارية الحرة وسيلة فعّالة لتحرير التجارة وعقد الاتفاقيات التجارية.
وتعتبر اتفاقيات التجارة الحرة من أهم الاتفاقيات التجارية المؤثرة في التبادل التجاري بين دول العالم.
السياسات الحكومية:
تتأثر التجارة الدولية بالتوجهات السياسية لدول العالم، حيث تتيح سياسة الدولة وانفتاحها على الاقتصاديات العالمية حرية كبيرة في التصدير والاستيراد مع جميع دول العالم. وتتدخل الكثير من الدول في وضع قوانين محلية وفرض رسوم جمركية بما يتناسب وأوضاعها الداخلية؛ مما يؤثر على تعاملاتها التجارية مع الدول الأخرى.
تعريف الميزان التجاري
الميزان التجاري Balance of Trade (BOT)
هو الفرق بين قيمة واردات الدولة وقيمة صادراتها خلال فترة زمنية معينة. ويمكن حسابه كالآتي:
(قيمة الصادرات – قيمة الواردات).
ما هي التعرفة الجمركية Tariff
هي ضريبة تفرضها الدولة على السلع المستوردة لحماية المنتجات الوطنية وتشجيع التصدير والاستثمار.
ما هي المنطقة التجارية الحرة Free Trade Zone:
وتُعرف أيضًا بمنطقة معالجة الصادرات، وهي منطقة خاصة في الدولة يتم إنشاؤها بهدف تقليل المعوقات التي تواجه التجارة مثل الرسوم الجمركية. حيث تتميز تلك المناطق بمنح تسهيلات لحركة التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية.
اضف الى معلوماتك:
(اتفقت دول مجلس التعاون الخليجي في الأول من يناير عام ٢٠٠٣م على تعرفة جمركية موحدة بواقع ٥٪ على السلع الأجنبية المستوردة من خارج دول المجلس، مع إعفاء عدد من السلع الضرورية من الرسوم الجمركية» الأمانة العامة لمجلس التعارن لدول الخليج العربية (٢٠١٢م)
