وقد تم تصميم البرنامج لدعم أهداف التنمية المستدامة للدولة وتعزيز نمو القدرات القيادية بين الشباب العماني. ويهدف إلى تزويدهم بالمهارات اللازمة لتلبية متطلبات عالم سريع التطور. تعكس هذه المبادرة رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، الرامية إلى تنشئة جيل جديد من القادة الوطنيين الديناميكيين، المجهزين بالكامل بالقدرات والمهارات المبتكرة الأساسية لتشكيل مستقبل عمان.
ويركز برنامج FLP، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة (HBKU) في قطر، وGLOBIS، وMatterz، وKAOSPILOT، وFLP، على تنمية ثقافة الابتكار المؤسسي بين المشاركين، وتزويدهم بالقدرة على التنقل بفعالية في التغييرات السريعة وتعزيز المواهب والكفاءات العمانية. كما هدفت إلى تعزيز المهارات القيادية، وتمكين المشاركين من تطوير القدرات القيادية الفعالة، والتفكير الاستراتيجي، وقدرات حل المشكلات. بالإضافة إلى ذلك، أكد البرنامج على أهمية الابتكار وقيادة التغيير الإيجابي داخل مكان العمل، مما يضمن إعداد المشاركين جيدًا للمساهمة في تلبية الاحتياجات المتطورة لصناعاتهم ومجتمعاتهم.
وأوضح هلال الريامي، مدير برنامج قادة المستقبل، أن البرنامج يأتي انعكاساً لرؤية الأكاديمية في تنشئة قيادات وطنية شابة تمتلك القدرة على الابتكار وإحداث تأثير إيجابي هادف في مجتمعاتهم.
واستهدف البرنامج على وجه التحديد 50 شابًا عمانيًا من مؤسسات عامة وخاصة متنوعة، حيث قدم لهم رؤى قيمة من خلال مجموعة متنوعة من الوحدات، والتي تضمنت ثلاث جلسات شخصية وثلاثة مختبرات للمواهب. وركزت هذه الجلسات على تعزيز القدرات القيادية، واستكشاف دراسات الحالة الدولية الناجحة، وتعزيز فطنة الأعمال. وكان الهدف الشامل لجميع هذه الوحدات هو تزويد المشاركين بمهارات الاستعداد للمستقبل وتمكينهم من تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجالات تخصصهم.
وذكر أيضًا أن البرنامج تضمن زيارة إلى اليابان، حيث أتيحت للمشاركين الفرصة لاستكشاف المؤسسات التعليمية وريادة الأعمال المختلفة والتواصل مع القادة اليابانيين الشباب لتبادل الأفكار والخبرات. وتم خلال الزيارة استكشاف موضوعات رئيسية مثل التقدم التكنولوجي السريع، واستراتيجيات إدارة التغيير الفعالة، ورعاية الإبداع والابتكار في مكان العمل، وتنفيذ ممارسات القيادة المستدامة. وتهدف الرحلة إلى توسيع وجهات نظر المشاركين، وتوسيع فهمهم للتجارب والثقافات العالمية، وإلهامهم برؤى جديدة وأفكار مبتكرة يمكن تنفيذها في حياتهم المهنية والشخصية.
وصفت مريم التوبي، إحدى المشاركات في برنامج FLP، تجربتها بأنها رحلة غير عادية وتحويلية، مما أتاح لها الفرصة لاكتشاف آفاق جديدة أثناء مواجهة التحديات المهنية. ومن خلال الوحدات التعليمية الشاملة للبرنامج ومختبرات المواهب الملهمة، اكتسبت رؤى قيمة وأدوات عملية عززت بشكل كبير قدراتها القيادية وشحذت رؤيتها الاستراتيجية.
وأضافت: “كان هذا البرنامج أكثر من مجرد تجربة تعليمية؛ لقد كان رحلة عميقة لاكتشاف الذات، حيث أصبح كل تحدٍ فرصة، وتحول الإلهام إلى معرفة وخبرة قابلة للتنفيذ. لقد مكنني ذلك من المضي قدمًا في ثقة متجددة، مستعدة لإحداث تأثير إيجابي وهادف في مجال عملي، بينما تزودني بفهم أعمق للأهمية الحاسمة لصياغة حلول مبتكرة لتحقيق أولوياتنا الوطنية.
كما تحدث محمد الهنائي عن كيف شكلت هذه التجربة علامة تحول في رحلته المهنية والشخصية. ووصف البرنامج بأنه أكثر من مجرد دورات تدريبية أو محاضرات نظرية؛ لقد كانت رحلة ديناميكية وشاملة قدمت التحديات والفرص، وأعادت في نهاية المطاف تشكيل نهجه في القيادة واستراتيجيات العمل. على مدار ستة أشهر من التعلم العملي المكثف، مزج البرنامج ببراعة الرؤية الإستراتيجية مع التطبيق الملموس في العالم الحقيقي.
وأضاف: “كان التركيز الأساسي للبرنامج على القيادة التحويلية، حيث تم تجهيزنا بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات من وجهة نظر شمولية، ومواءمة القرارات اليومية مع رؤية مستدامة للمستقبل. ولم تكن مجرد تجربة تعليمية ولكن مختبر حي ومتنفس، حيث أتيحت لي الفرصة لاختبار قدرتي على التكيف مع البيئات المتطورة وتطوير حلول مبتكرة لتلبية المتطلبات المعاصرة، وكانت إحدى السمات البارزة للبرنامج هي مختبرات الابتكار ومساحات الحوار التفاعلي، والتي قدمت لي فرصة لا تقدر بثمن فرصة ل التعاون مع قادة من قطاعات متنوعة، وتبادل الأفكار ووجهات النظر التي ستشكل نهجي في القيادة للمضي قدمًا.
وقد أتاح البرنامج للمشاركين فرصة فريدة للتعاون مع خبراء ومتخصصين مشهورين في القيادة والإدارة، سواء من داخل السلطنة أو على المستوى الدولي. ولم توسع هذه التجربة وجهات نظرهم فحسب، بل عززت أيضًا شبكاتهم المهنية، ومكنتهم من خلق تأثير إيجابي دائم في حياتهم المهنية ومجتمعاتهم.
يؤكد برنامج FLP على تفاني الأكاديمية الملكية للإدارة في تطوير التميز القيادي في القطاعين العام والخاص في سلطنة عمان. ومن خلال تمكين المهنيين الذين يتمتعون بأحدث الابتكارات والخبرة الإدارية، تواصل الأكاديمية المساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للدولة وإلهام الجيل القادم من القادة التحويليين.