هل أحمد بن ماجد عُماني أم إماراتي؟ ولماذا هذا الخلاف؟

هل أحمد بن ماجد عُماني أم إماراتي؟ ولماذا هذا الخلاف؟

أثار الانتماء الوطني للملاح العربي الشهير أحمد بن ماجد جدلاً واسعًا في الأوساط التاريخية والأكاديمية، خاصة بين دولتي سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، نظرًا لأهميته في تاريخ الملاحة البحرية العربية والإسلامية.

المولد والنشأة

ولد أحمد بن ماجد عام 821هـ/1418م في مدينة جلفار، وهي مدينة تاريخية تقع في منطقة الخليج العربي. وتُعد جلفار جزءًا من إمارة رأس الخيمة اليوم، وهي إحدى الإمارات السبع في دولة الإمارات العربية المتحدة. لكن في زمن ابن ماجد، كانت جلفار تتبع لممالك بحرية مثل مملكة هرمز، وكانت مرتبطة ارتباطًا ثقافيًا وتجاريًا وسياسيًا بعُمان.

الانتماء الجغرافي في السياق التاريخي

عند الحديث عن الانتماء الوطني لشخصية تاريخية مثل أحمد بن ماجد، لا بد من النظر إلى الخريطة السياسية في القرن الخامس عشر، وليس إلى الحدود الحديثة. فلم تكن هناك دولة الإمارات أو سلطنة عُمان بالشكل الحالي، بل كانت هناك كيانات وممالك متغيرة. وكان إقليم جلفار ومحيطه جزءًا من الامتداد الحضاري والثقافي العُماني الأوسع، ولذلك يعتبره كثير من العُمانيين شخصية عُمانية تاريخية.

سبب الخلاف

يرجع الخلاف بشكل رئيسي إلى:

  1. التحولات الجغرافية والسياسية الحديثة: أصبحت جلفار ضمن دولة الإمارات (إمارة رأس الخيمة)، ما دفع العديد من الإماراتيين إلى اعتباره شخصية وطنية إماراتية.
  2. الروابط التاريخية والثقافية: يحتج العُمانيون بأن ابن ماجد كان جزءًا من الحضارة العُمانية البحرية، خصوصًا أن تأثيره امتد إلى مناطق كثيرة من المحيط الهندي والخليج العربي حيث كانت لعُمان سيادة بحرية قوية.
  3. غياب تحديد صريح في مؤلفات ابن ماجد: لم يصرّح ابن ماجد بوضوح في كتبه عن ولائه السياسي أو الوطني حسب المفهوم الحديث، بل اكتفى بالحديث عن نسبه العدناني وتحدث عن تجاربه ومهاراته البحرية.

الرأي الأكاديمي

يتفق معظم الباحثين على أن ابن ماجد شخصية عربية خليجية، نشأ في بيئة بحرية عربية، وكان يمثل ثقافة بحرية مشتركة تشمل عُمان وساحل الخليج. ولا يمكن إنكار ارتباطه التاريخي والثقافي بكل من عُمان وجلفار، ما يجعله شخصية تراثية تتجاوز الانتماءات الحديثة.

الخلاصة

أحمد بن ماجد هو أحد رموز الحضارة العربية الإسلامية في علم الملاحة. سواء اعتُبر عُمانيًا أو إماراتيًا، فإنه يبقى فخرًا مشتركًا للمنطقة بأسرها، وشخصية بحرية عالمية ساهمت في تطور الملاحة البحرية عبر العصور. ويبقى من الأفضل النظر إلى إرثه العلمي والإنساني بما يتجاوز الجغرافيا السياسية الحديثة.

شاهد ايضا

احمد بن ماجد اسد البحار

Visited 31 times, 1 visit(s) today

الرابط المختصر للمقال: https://bayanelm.com/?p=31119

Related Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *