وعلى مدار 50 عاما، تمكن تلفزيون سلطنة عمان من لعب دور محوري في المشهد الإعلامي المحلي والعربي، ونجح في ترسيخ دوره كمؤسسة إعلامية وطنية بفضل توجهاته الاستراتيجية في تطوير المحتوى والتقنيات. وتعزيز دورها كمنصة إعلامية تعكس رؤية سلطنة عمان نحو مستقبل أكثر إشراقا وتطورا.
بدأ تلفزيون سلطنة عمان رحلته بعد أربع سنوات من انطلاقة النهضة العمانية بقيادة المغفور له جلالة السلطان قابوس ليصبح نافذة إعلامية تنقل صوت عمان ورؤيتها إلى العالم، وتعكس الهوية الثقافية والاجتماعية والسياسية، وتعزز التواصل مع أبناء الوطن ودعم مشاركتهم في البناء والتنمية. شهد تلفزيون سلطنة عمان، على مدى العقود الخمسة الماضية، تحولات كبيرة في المحتوى والتكنولوجيا، ومر بمراحل مختلفة من التطور، ليواكب التغيرات التكنولوجية، وليلعب أدوارا رئيسية في نقل الأحداث وتعزيز الوعي الوطني.
وفي الخطوة الأولى بدأ تلفزيون سلطنة عمان ببث محدود في مسقط وبعض المناطق المجاورة باستخدام أجهزة بسيطة يعرض من خلالها نشرات الأخبار المحلية وخطب السلطان وبرامج تعليمية للتعريف بالمفاهيم الحديثة للنهضة العمانية. وقد مرت على مدار الخمسين عاما الماضية بمراحل كبيرة تلت مرحلة التأسيس، وهي مرحلة التوسع التي امتدت لمدة 10 سنوات منذ عام 1980، تم خلالها توسيع شبكة البث لتغطي معظم محافظات سلطنة عمان. كما تم تطوير المحتوى لتقديم البرامج التعليمية والترفيهية، كما تم تطوير البنية التحتية لشبكة النقل.
وفي عام 1990، بدأت مرحلة التحول الرقمي باستخدام تقنيات البث الرقمي لتحسين جودة الصورة والصوت، مع دخول العالم عصر العولمة. وعمل تلفزيون سلطنة عمان على تحسين جودة الإنتاج، من خلال إطلاق برامج حوارية تغطي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وواصل تلفزيون سلطنة عمان رحلته التطويرية من خلال مرحلة البث الفضائي، مما مكنت قنواته من الوصول إلى جميع أنحاء العالم، في حين تم إطلاق قنوات متخصصة مثل ثقافة عمان وعمان لايف، مما سمح بتنوع المحتوى ليشمل الأخبار والثقافة والرياضة والتغطية المباشرة للمناسبات الرسمية، حيث تجاوز عدد ساعات البث 100 ألف ساعة بث سنوياً، تشمل مختلف أنواع البرامج.
منذ تأسيس تلفزيون سلطنة عمان، لعب ولا يزال يلعب دوراً في تعزيز الهوية الوطنية من خلال بث برامج تركز على تراث عمان وتاريخها العريق. وقد قامت بمهمتها في نقل الأحداث الوطنية الكبرى والخطابات السامية التي عززت روح الانتماء الوطني وربطت مختلف محافظات سلطنة عمان ببعضها البعض. كما ساهمت في نشر الوعي المجتمعي من خلال برامجها التوعوية، ودعم الإنتاج الفني المحلي من خلال البرامج الدرامية والترفيهية العمانية، ونشر الثقافة والتراث العماني من خلال الأفلام الوثائقية وتغطية المهرجانات التراثية، بالإضافة إلى تواجدها الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي، والذي وساعد في الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور.
وقال الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام في حوار مع إذاعة الشباب إن تلفزيون سلطنة عمان واكب كافة مراحل التطور في الرحلة الطويلة لتطور الإعلام العماني وكان له دور كبير في تثقيف وتثقيف الشعب العماني ونشر الوعي، وتطوير الفن والترفيه، وبث الفعاليات في مختلف المجالات، وإنشاء قنوات متخصصة مثل القناة الرياضية والقناة الثقافية، وأخيراً تطوير المنصات الإلكترونية.
وقال سعيد بن تمان العامري مدير عام تلفزيون سلطنة عمان بالإنابة: حرص تلفزيون سلطنة عمان طوال تاريخه على إعلاء قيم ومبادئ النهضة العمانية، وساهم في ترسيخها. الهوية الوطنية والقيم النبيلة، وإبراز النجاحات والإنجازات التي تفتخر بها عمان. وقال إنه مع تطور الإعلام وتنوع أدواته، بقي تلفزيون سلطنة عمان حصنا حصينا ومساهما يعتمد عليه في ومواجهة الشائعات والتضليل، فهو «صوت الحق والواقع والمنطق».
وأضاف أن تلفزيون سلطنة عمان لم يكن على مدى العقود الماضية قناة تبث الأخبار فحسب، بل كان أيضا نافذة على الثقافات المتنوعة، ومنصة تحتضن المبدعين والفنانين لنقل رسائلهم ورؤاهم إلى جمهور واسع. جسر يعزز التفاهم بين الأمم ومرآة تعكس التطور الذي تشهده سلطنة عمان. حيث كان لها دور مهم في توثيق مختلف الإنجازات التي حققتها الدولة في مختلف المجالات.
وقال إن إطلاق قنوات متخصصة في الجانب الثقافي والرياضي يعد تأكيدا على تطور تلفزيون سلطنة عمان، فالرياضة تجمع القلوب وتعزز الروح الجماعية. – أونا