بالنسبة للعديد من الناس، فإن الاختناق المروري له عواقب حقيقية في العالم الحقيقي.
غالبًا ما يواجه المسافرون تأخيرات كبيرة في الوصول إلى العمل أو المدرسة، مما يؤثر بدوره على الإنتاجية والأداء الأكاديمي.
ورغم الجهود المستمرة لتخفيف الازدحام، بما في ذلك إدخال ساعات العمل المرنة وتركيب إشارات المرور في دوار برج الصحوة، إلا أن هذه الحلول لم توفر الراحة المرجوة.
في الواقع، يزعم البعض أن إشارات المرور لم تفعل سوى زيادة المشكلة، مما دفع العديد من الآخرين إلى التفكير في التركيز بشكل كبير على وسائل النقل العام.
ومن أهم أسباب الازدحام المروري في المنطقة الموقع الاستراتيجي لبرج الصحوة، فهو يشكل تقاطعاً حيوياً يربط محافظة مسقط بالمناطق الأخرى، ما يجعله نقطة عبور رئيسية لآلاف المسافرين.
علاوة على ذلك، أدى العدد المتزايد من المركبات على الطريق إلى تفاقم الوضع، مما أدى إلى تفاقم البنية التحتية المتوترة بالفعل.
ويؤكد أبو أحمد البلوشي، أحد سكان المنطقة، على الأهمية الرمزية والعملية لدوار برج الصحوة، مشيراً إلى أنه يمثل معلماً من معالم النهضة العمانية.
ومع ذلك، يؤكد أيضًا أن موقعها المركزي جعلها نقطة اختناق مروري. ويظل متفائلًا بأن تطوير البنية التحتية في المستقبل، مثل بناء الطرق الجديدة والجسور المعلقة، سيوفر تخفيفًا كبيرًا للاختناقات المرورية.
وتعرب رهف، وهي من سكان منطقة المعبيلة المجاورة، عن هذا الإحباط. وتقول: “نغادر المنزل قبل ساعتين من الموعد المحدد لتغطية مسافة قصيرة نسبيًا تبلغ حوالي 40 كيلومترًا. يؤثر الازدحام على حياتنا اليومية، ونأمل في إيجاد حل دائم قريبًا”، مؤكدة على تأثير حركة المرور على الروتين اليومي.
إن الإجماع بين الركاب واضح: هناك حاجة إلى حل أكثر كفاءة وأطول أمداً. يقترح كثيرون تحويل برج الصحوة إلى محطة مرورية حديثة لا تخفف الازدحام فحسب، بل وتعزز أيضاً سلاسة النقل. وتشمل المقترحات تحسين أنظمة النقل العام، ونشر الوعي حول القيادة الآمنة، وتشجيع الشركات على تبني ممارسات العمل عن بعد لتقليل عدد الركاب خلال ساعات الذروة.
وفي نهاية المطاف، فإن الهدف هو تحويل برج الصحوة من مجرد عنق زجاجة إلى منارة للتقدم، حيث تتدفق حركة المرور بسلاسة مثل تطلعات أولئك الذين يمرون بها يومياً.