وتتمتع المدينة بمزايا استثمارية نسبية وتنافسية مشجعة.
وتتمتع السلطنة بموقع استراتيجي على بحر العرب، ومفتوح على المحيط الهندي، وبالقرب من ممرات الملاحة الدولية، مما يمنحها أهمية اقتصادية كبيرة على طريق التجارة العالمية. ومن المتوقع أن تصبح السلطنة بوابة لوجستية للمنطقة ومركزاً تجارياً يربط بين الشرق والغرب.
بدأ بناء مدينة الدقم الحديثة مع تدشين ميناء الدقم وحوض أسياد الجاف في عام 2007. وعلى مر السنين، استقطبت الدقم اهتمامًا محليًا ودوليًا كمشروع حديث يهدف إلى جذب الاستثمارات والخبرات العالمية، وتعزيز العديد من المشاريع الاقتصادية، وخلق المزيد من فرص العمل للشباب العماني.
مشاريع الاستثمار
وتبلغ مساحة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم 2000 كيلومتر مربع، وتحتضن مجموعة من الاستثمارات، بما في ذلك المشاريع الصناعية والتجارية والسياحية، فضلاً عن مشاريع النقل والتطوير العقاري والخدمات اللوجستية.
ومنذ تأسيسها، رحبت الدقم بالمستثمرين، وافتتحت رسمياً شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية (OQ8) تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم.
تعد مصفاة الدقم ثالث وأكبر مصفاة نفط في سلطنة عمان، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 230 ألف برميل يومياً. كما تضم الدقم أكبر ميناء تجاري وصناعي متعدد الأغراض، قادر على التعامل مع أحدث جيل من سفن الحاويات.
كما تضم الدقم أكبر ميناء للصيد في عمان، وهو مصمم لدعم الصناعات البحرية والصناعات ذات الصلة. وقد تم إنشاء منطقة صناعية للمأكولات البحرية وتجهيز الأغذية لتعزيز القيمة الاقتصادية لموارد الصيد في الدقم. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر الدقم بحوضها الجاف لإصلاح السفن وصيانتها وبنائها، ومحطة تخزين النفط الخام في رأس مركز، ومصنع كروة للحافلات المتخصص في الحافلات والمركبات المدرعة، ومحطة الطاقة والمياه المتكاملة في الدقم، والتي تزود مصفاة الدقم ومنشأة تخزين النفط بالطاقة والمياه الصناعية.
وفي العام الماضي، وخلال منتدى الدقم الاقتصادي، تم توقيع عدة اتفاقيات لوضع الدقم كلاعب رئيسي في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء. وتمهد هذه الاتفاقيات الطريق أمام الدقم لقيادة صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المنشآت الفندقية البارزة، بما في ذلك فندق كراون بلازا الدقم ذو الأربع نجوم، والذي تستثمر فيه شركة عمان للتنمية السياحية (عمران) التابعة لهيئة الاستثمار العمانية، وفندق بارك إن باي راديسون الدقم ذو الأربع نجوم، بتمويل من القطاع الخاص.
المعالم الحضرية
على جانبي طريق السلطان سعيد بن تيمور في قلب الدقم، تصطف مجموعة من المباني التجارية الحديثة، تتنافس على جذب العملاء من السكان المحليين والمقيمين والسياح الذين يزورون هذه المدينة النابضة بالحياة.
يعكس هذا الطريق فلسفة الدقم الحديثة، فهو طريق واسع بثلاث حارات في كل اتجاه، وتحيط به مساحات خضراء وطرق خدمية، ويجسد رؤية المدينة في أن تكون في متناول الجميع، ويحتوي الطريق على علامات السلامة المرورية وأنظمة الإضاءة الذكية الموفرة للطاقة وإشارات المرور لإدارة التدفق، وسيلاحظ أي سائح أو مستثمر يصل إلى الدقم التحول الذي شهدته المدينة، عبر طريق مسقط-سناو-الدقم أو طريق هيما-جازر-الدقم، حيث يؤدي الطريق الأول إلى مصفاة الدقم، بينما ينقل الطريق الثاني الزوار إلى مطار الدقم الذي يعمل كحلقة وصل حيوية للنقل الجوي مع رحلات يومية تربط الدقم بمطار مسقط الدولي والعديد من الوجهات الدولية.
في حين يسهل طريق السلطان سعيد بن تيمور الحركة التجارية على طوله ويوجه المركبات نحو مصفاة الدقم والرصيف الصناعي والمدينة الصناعية الصينية ومصنع تصنيع الحافلات، يوفر طريق السلطان قابوس اتصالاً سلسًا بين المطار وميناء الدقم.
إن الهدف الأساسي منه لا يقتصر فقط على ضمان النقل السلس للقادمين أو المغادرين عبر المطار، بل أيضاً تعزيز الارتباط اللوجستي بين ميناء الدقم ومركز الشحن الجوي في المطار.
تعكس المباني التي تم تشييدها على طول طريق السلطان قابوس الطراز المعماري الحديث الذي تم إنشاؤه في الدقم، ومن الأمثلة البارزة مبنى هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومبنى حصاد الذي تم تمويله باستثمارات حكومية، ومبنى بلادي للتجارة ومواد البناء الذي تم تمويله باستثمارات من القطاع الخاص الأجنبي.
مدينة للجميع
وعلى مر السنين، نجحت الدقم في تلبية توقعات واحتياجات سكانها وزوارها، وتطورت إلى مدينة تستوعب مختلف الجنسيات. وقد احتضن المجتمع المحلي هذا التنوع بحرارة، وشارك بنشاط في تشكيل مستقبل المدينة الجديدة.
يعد قطاع التعليم عنصرًا أساسيًا في تعزيز الاستقرار والتوازن بين العمل والحياة في المدينة. ترحب مدرسة أسعد العالمية بالطلاب العمانيين والدوليين في مجتمع مدرسي متنوع. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف الدقم العديد من المدارس الحكومية والخاصة التي تقدم تعليمًا عالي الجودة. ومن المتوقع افتتاح أول كلية جامعية في الدقم في العام الدراسي 2024/2025، مما سيعزز القطاع التعليمي، سواء على مستوى المدرسة أو التعليم العالي.
وفي قطاع الرعاية الصحية، يعمل مستشفى الدقم الذي تديره وزارة الصحة جنباً إلى جنب مع العديد من مرافق الرعاية الصحية الخاصة التي أنشئت في السنوات الأخيرة لتعزيز الخدمات الصحية في الدقم.
وبحلول نهاية يونيو الماضي، وصل عدد المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة في الدقم إلى سبعة مستشفيات ومراكز صحية، بالإضافة إلى ستة صيدليات تعمل في المنطقة.
وفي قطاع الرياضة والترفيه، يعد مركز عمان للبولينج خياراً شائعاً للشباب والعائلات على حد سواء، حيث يوفر مجموعة متنوعة من المرافق. ويضم المركز صالة بولينج تضم 12 حارة، وشاشات عرض عالية الجودة، وحسابات دقيقة للنتائج. ويلبي المركز المعايير العالية، مما يسمح له باستضافة المسابقات المحلية والدولية. ومؤخراً، توسع المركز بإضافة ثلاثة مبانٍ جديدة، تشمل ملاعب تنس البادل ومركز للياقة البدنية.
وفي قطاع المنتزهات والترفيه، يعد مخيم شاطئ الدقم ومنتزه الأطفال من الوجهات المميزة.
كما يجري العمل حالياً على إنشاء حديقة عامة جديدة في حي صاي الجديد، بمساحة 13 ألف متر مربع، وستضم الحديقة ملاعب للأطفال ومسارات للمشي ومساحات خضراء. وتعد حي صاي جزءاً من خطة التنمية الشاملة لمنطقة الدقم الاقتصادية الخاصة، وصممت لتكون حياً نموذجياً يتماشى مع خطط الاستدامة البيئية.
وفي قطاع السياحة تعد حديقة الصخور والشواطئ ومحمية المها العربي من أبرز الوجهات السياحية للسياح والمقيمين، وتتمتع الدقم ببيئة فريدة ومتنوعة تجعلها نقطة جذب سياحية رئيسية على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي.
المدينة المفضلة للعيش والعمل والاستقرار
وتؤكد المشاريع العديدة الجارية في الدقم، سواء في البنية الأساسية أو في قطاعات الاستثمار المختلفة، على الازدهار الاقتصادي الذي تشهده المدينة. ومع وجود أكثر من 2300 نشاط اقتصادي عامل في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وخيارات متنوعة في التعليم والرعاية الصحية، وأصول سياحية غنية، تلبي الدقم توقعات سكانها كمدينة مفضلة للعيش والعمل والإقامة. وتتطور المدينة باستمرار لتقدم لسكانها المزيد من التنوع والثراء والإثارة كل يوم.