انعقدت القمة الافتراضية برئاسة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات.
وألقى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق المعظم كلمة نقل فيها تحيات وتمنيات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- للحكومة والشعب الهندي لاستضافة القمة التي حملت عنوان “جنوب عالمي متمكن من أجل مستقبل مستدام”، كما عبر عن تحياته الخاصة لجمهورية الهند بمناسبة يوم الاستقلال.
وقال صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد خلال الكلمة: “إن التعاون أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى في ظل التحديات الخطيرة التي يواجهها العالم والتي تؤثر على أمنه واستقراره. فقد شهدت السنوات الأخيرة اضطرابات سياسية واقتصادية وصراعات مسلحة أدت إلى تصعيد التوترات الإقليمية القائمة. ونحن نؤمن بأن الحلول المستدامة لهذه التحديات لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الحوار والتعاون والعمل المشترك لترسيخ دعائم الأمن والسلم الدوليين”.
وفي كلمته أكد صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد على القضية الفلسطينية التي وصفها بأنها “من أخطر قضايا المنطقة والتي تتطلب موقفاً عادلاً من هذه المجموعة وبقية المجتمع الدولي”.
“إن موقفنا يجب أن يكون موقفاً داعماً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه، وموقفاً من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة التي عانت من آثار هذه القضية غير المحلولة، وخاصة في ظل الاحتلال الإسرائيلي المستمر وغير الشرعي للأراضي الفلسطينية والعربية منذ عام 1967، بالإضافة إلى انتهاك إسرائيل لجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتجاهلها للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان الدولية وانتهاكها للقانون الإنساني الدولي”.
وفي حديثه عن أهداف التنمية المستدامة العالمية وقضايا أخرى، قال صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد إن سلطنة عمان رسمت من خلال “رؤية عمان 2040” خارطة طريق لتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام قائم على الابتكار والمعرفة. وأضاف سموه: “نعتقد أن المستقبل يتطلب منا ليس فقط تطوير الاقتصاد ولكن أيضًا حماية البيئة وضمان رفاهية المجتمع بأكمله. ويتم ذلك من خلال الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الأزرق والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة”.
وأشار صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد إلى أن السلطنة وضعت أهدافاً طموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من خلال استراتيجيات متكاملة للطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، مؤكداً أن السلطنة تؤمن بأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب تعاون الجميع على المستويين الإقليمي والدولي بما يخدم الاستراتيجيات الوطنية في بناء اقتصادات مزدهرة ومستدامة في الجنوب العالمي.
كما أكد صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد دعم سلطنة عمان لمبادئ هذه القمة، معرباً عن دعم السلطنة للعمل البناء بين الأصدقاء في الجنوب العالمي لتحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة لشعوبهم في التنمية والرخاء والأمن والاستقرار.
تناولت القمة مجموعة واسعة من القضايا ذات الأهمية بالنسبة للدول النامية، وأبرزها تغير المناخ. وأكدت على الحاجة إلى معالجة التأثير غير المتناسب لتغير المناخ على الدول النامية واستكشاف الحلول لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام بيئيًا، مع التركيز بشكل خاص على تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
كما تناولت القمة مسألة الحوكمة العالمية التي تهدف إلى تحقيق هيكل حوكمة عادل يمنح الدول النامية صوتًا وتمثيلًا أكبر. وشددت على الحاجة إلى تعاون دولي أفضل من خلال العلاقات الدبلوماسية والتعاون بين دول الجنوب العالمي، لمعالجة التحديات المشتركة مثل الأزمات الصحية وعدم الاستقرار الاقتصادي والأمن الغذائي.
حضر القمة الافتراضية سعادة الشيخ خليفة علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وسعادة الشيخ خليفة حمد البادي أمين عام مكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، وسعادة أحمد هاشل المسكري رئيس دائرة مجلس التعاون والجوار الإقليمي بوزارة الخارجية.
