اخبار

رحلة فنان عبر المسرح



مسقط 13 أغسطس

وجد عبد الملك بن ياسر البوسعيدي، الطالب المتحمس للغة العربية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، دعوته في فرقة المسرح بالجامعة، حيث يشغل حاليًا منصب رئيسها.

بدأت رحلة عبد الملك نحو المسرح بشكل غير متوقع، حيث ركز في البداية على الدراسة الأكاديمية فقط، لكن فضوله دفعه إلى الانضمام إلى فرقة المسرح. ما بدأ كمشاركة عابرة سرعان ما تحول إلى شغف عميق، دفعه من مشارك إلى رئيس لجنة الديكور، وفي النهاية إلى قيادة الفرقة.

يصف عبد الملك المسرح الجامعي بأنه أكثر من مجرد مسرح؛ فهو مهد للتعبير الفني حيث صقل العديد من الفنانين مواهبهم على مر السنين. ورغم أن عام تأسيس المسرح غير واضح، فإن إرثه واضح من خلال المخرجين والممثلين والكتاب الناجحين العديدة الذين أنتجهم.

وكان من أهم المؤثرين في مسيرة عبد الملك الدكتورة رحيمة الجابري، التي تجاوزت تعاليمها أساسيات التمثيل، مؤكدة على أهمية العاطفة والسرد والتعبير الحقيقي.

تحت قيادة عبد الملك، ازدهرت مجموعة المسرح، مدفوعة برؤية واضحة: تعزيز سمعة جامعة السلطان قابوس، وإظهار ليس فقط التميز الأكاديمي ولكن أيضًا الحياة الثقافية النابضة بالحياة. وعلى الرغم من مواجهة تحديات مثل العقبات اللوجستية والاختلافات الإبداعية، يؤكد عبد الملك على أهمية التشاور والتعاون، وخاصة مع المشرف ذي الخبرة للمجموعة.

وحققت الفرقة المسرحية نجاحاً كبيراً، حيث قدمت عروضاً مؤثرة مثل مسرحية “الغرباء لا يشربون القهوة” للمخرج عبدالله بن زاهر المسكري، والتي تناولت القضية الإسلامية الفلسطينية. ومن بين العروض الأخرى الجديرة بالملاحظة مسرحية “القيادة بدون هاتف” بمناسبة أسبوع المرور، بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية، والكوميديا ​​”كوميديا ​​أرغوث” التي أخرجها عبد الملك نفسه، في مهرجان جامعة الشرقية.

يؤمن عبد الملك إيمانًا راسخًا بقوة المسرح في تشكيل وجهات النظر وتعزيز الوعي الثقافي، وغالبًا ما يقتبس مقولة “أعطوني مسرحًا، وسأعطيكم أمة مثقفة”. هذه الفلسفة تدفع المجموعة إلى إنشاء عروض تعليمية وإلهامية. كان التعاون، سواء داخل الجامعة أو مع شركاء خارجيين مثل المؤسسات الحكومية، أمرًا بالغ الأهمية لنجاحهم.

بالنسبة لعبد الملك، كانت قيادة المجموعة المسرحية تجربة تحويلية، علمته الصبر والمرونة والجوهر الحقيقي للقيادة. بالنظر إلى المستقبل، يتصور مستقبلًا حيث تستمر المجموعة المسرحية في النمو، وتصبح أفضل مع كل يوم يمر. مع الخطط لعروض جديدة ومهرجانات ومجموعة متنوعة من الأنشطة، فإن مستقبل مسرح الجامعة واعد حقًا.

وفي رسالته الوداعية، أكد عبد الملك على أهمية الفنون، قائلاً: “لا حياة لمن لا يملك الفن”. وبالنسبة له ولأعضاء فرقة المسرح الجامعي، فإن الفن ليس مجرد هواية، بل هو جزء حيوي من الحياة، يشكل الهويات ووجهات النظر العالمية.

مواضيع مشابهة

“زراعة الأعضاء هي الخيار الأخير لإنقاذ الحياة”

bayanelm

عمان وتركيا تعتزمان تعزيز العلاقات في مجال التعاون في مجال التعليم العالي

bayanelm

الرياضة والثقافة يمكن أن تسد الفجوة بين الأمم: الوفد الباكستاني

bayanelm