ويشير التقرير الذي نشرته شركة كاسبرسكي، وهي شركة عالمية للأمن السيبراني والخصوصية الرقمية، إلى أن قطاع الاتصالات تعرض لأكبر عدد من الهجمات الإلكترونية على قواعد البيانات والسرية. ويرجع هذا في الغالب إلى اهتمام المهاجمين بالبيانات الحساسة واستغلال العلاقات الموثوقة. كما كانت وسائل الإعلام الجماهيرية مستهدفة تقليديًا، في حين قد تكون شركات تطوير البناء جذابة للجهات الفاعلة المهددة بسبب استخدامها المكثف للمقاولين من الباطن.
وفي عُمان، نجحت وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التعامل بفعالية مع أكثر من 460 حادثة تتعلق بالأمن السيبراني في عام 2023. ويأتي هذا الإجراء السريع نتيجة لجهود السلطنة لحماية البنية الأساسية الرقمية من الهجمات والحفاظ على المرونة السيبرانية. وأبلغت عُمان عن 140 حالة من الجرائم الإلكترونية في عام 2023، ارتفاعًا من 126 حالة في عام 2022، مع زيادة الحالات المتعلقة بالمحتوى عبر الإنترنت إلى 2686 حالة في عام 2023 من 2519 حالة في عام 2022.
وفقًا لإحصائيات Kaspersky Managed Detection and Response (MDR) للفترة من يناير إلى يونيو 2024، كان هناك 284 حادثة أمن سيبراني لكل 10000 نظام في قطاع الاتصالات. وشهدت شركات الوسائط الإعلامية 180 هجومًا لكل 10000 نظام، بينما تبعتها قطاعات البناء والتطوير الغذائي والصناعي بـ 179 و122 و121 حادثة على التوالي.
قال سيرجي سولداتوف، رئيس قسم الكشف والاستجابة المدارة في كاسبرسكي: “إذا تم شن هجوم إلكتروني ناجح على شركة اتصالات، فقد يتم الكشف عن سجلات ملايين العملاء، بما في ذلك تفاصيل الاتصال وأرقام الضمان الاجتماعي ومعلومات بطاقات الائتمان”. يمكن أن تؤدي هذه الهجمات أيضًا إلى مزيد من استغلال العلاقات الموثوقة بين العملاء، مما يجعل القطاع جذابًا لمجرمي الإنترنت.
وأشار سولداتوف أيضًا إلى أن منظمات وسائل الإعلام الجماهيرية أصبحت مستهدفة بشكل متزايد، وخاصة أثناء الصراعات الدولية حيث تلعب دورًا حاسمًا في حرب المعلومات. وأضاف التقرير أن شركات تطوير البناء أصبحت مستهدفة بسبب تدفقاتها النقدية الكبيرة واعتمادها على المقاولين من الباطن، مما يجعلها عرضة للهجمات من خلال البنية التحتية للشركاء الموثوق بهم والتصيد الاحتيالي.