وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد الدكتور مهاد أن “لجنة الحوار الاجتماعي” التابعة للوزارة سرّعت وتيرة العمل والتعاون والشراكة مع أطراف الإنتاج الثلاثة (الحكومة وأصحاب العمل والعمال)، ما أدى بدوره إلى ارتفاع الإنتاج بما يواكب سوق العمل العالمي.
وقال إن الوزارة تعمل على تطوير أدوات السوق وتعزيز الدعم لمؤسسات القطاع الخاص ورفع الحوافز للمنشآت، وأضاف أن قانون العمل واللوائح ذات الصلة من المقرر أن تعمل على استقرار سوق العمل والاستجابة للتقدم المحرز في السوق العالمية.
ولم يكن الاجتماع مجرد نقاش روتيني، بل كان بمثابة تلاقي للخبرات من القطاعين العام والخاص.
وقد شارك الخبراء والمتخصصون، الذين يتمتع كل منهم بفهم عميق للاقتصاد المحلي وديناميكيات التوظيف، في تبادل قوي للأفكار. وقد تشكل حوارهم من خلال إدراك مشترك للتحديات التي تواجه سوق العمل المحلية، فضلاً عن الفرص التي قد تؤدي، إذا تم استغلالها، إلى تحويل المشهد الاقتصادي في ظفار.
ومن خلال هذا الاجتماع انبثقت خطة استراتيجية، تم تحديدها من خلال ثلاث مبادرات أساسية، تم تصميم كل منها لمعالجة جانب حاسم من جوانب سوق العمل.
وتتركز المبادرة الأولى على تطوير القوى العاملة الوطنية.
وإدراكًا لحقيقة مفادها أن سوق العمل الديناميكية والمتطورة تتطلب قوة عاملة مجهزة بالمهارات ذات الصلة، اتفق الطرفان على إنشاء برامج تدريبية متخصصة. ويتم تصميم هذه البرامج لتلبية المتطلبات المحددة للصناعات اليوم، مما يضمن أن العمال العمانيين ليسوا فقط قابلين للتوظيف ولكن أيضًا قادرين على المنافسة. بالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح إنشاء منصة توظيف عبر الإنترنت. وستعمل هذه المنصة كجسر بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل، مما يبسط عملية التوظيف ويعزز معدلات التوظيف.
وتستهدف المبادرة الثانية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تعتبر في كثير من الأحيان العمود الفقري لأي اقتصاد حيث تلعب دوراً حاسماً في خلق فرص العمل وتنويع الاقتصاد.
وأكد الاجتماع على أهمية توفير الدعم المالي والفني لهذه الشركات، حيث من المتوقع أن يؤدي هذا الدعم ليس فقط إلى تحفيز خلق فرص عمل جديدة، بل وأيضاً إلى تنشيط الاقتصاد المحلي، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الازدهار والتوسع بشكل مستدام.
وتهدف المبادرة الأخيرة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. وتم الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة لمراقبة تنفيذ المبادرات المقترحة. وستتولى هذه اللجنة مهمة ضمان تنفيذ الاستراتيجيات بكفاءة ومعالجة أي عقبات يواجهها المستثمرون على الفور.
ويعتمد نجاح هذه المبادرة على الاعتراف بأن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال جهد تعاوني يستفيد من نقاط القوة في كلا القطاعين.