نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ورشة عمل بعنوان “التعليم من أجل المواطنة العالمية”، وذلك في إطار الجهود المستمرة لرفع مستوى الوعي حول أهمية المواطنة العالمية بين طلاب المدارس في سلطنة عمان.
واستهدفت الورشة طلاب الصفوف من العاشر إلى الثاني عشر، وشارك فيها 50 طالباً من مدارس الحلقة الثانية على مدى يومين. أقيمت في قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر وأدارتها بثينة القاسمية مدربة بقسم القيادة التربوية بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين.
وهدفت الورشة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم من أجل المواطنة العالمية، مع التركيز على غرس وتعزيز مفهوم الهوية العمانية على الساحة العالمية. وتناولت الورشة عدة محاور منها التعريف بمفهوم التربية من أجل المواطنة وأهمية الحفاظ على الهوية العمانية، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز حضور عمان العالمي.
وتم التأكيد على أن المواطنة العالمية تشير إلى الأرض باعتبارها موطنا مشتركا للجميع، ويجب الحفاظ عليه، مع الإشارة إلى أن جميع البشر جزء من أسرة إنسانية واحدة، تقوم على قيم التسامح والاحترام المتبادل للهوية الفريدة لكل ثقافة.
كما ركزت الورشة على دور رؤية عمان 2040 في مواكبة متطلبات التنمية المستدامة، مع التأكيد على ضرورة إعداد المواطن العماني المعاصر للتفاعل مع العالم الخارجي مع الحفاظ على هويته العمانية المبنية على القيم الإسلامية. وتم خلال الورشة عرض نماذج عملية لتطبيق تعليم المواطنة العالمية في الفصول الدراسية، مع تسليط الضوء على استخدام الأساليب التعليمية المبتكرة التي تساهم في بناء جيل واعي قادر على اجتياز العولمة مع الحفاظ على الأصالة والقيم العمانية.
واستعرضت القاسمية العديد من الاستراتيجيات التعليمية التي تساعد في رفع مستوى الوعي بأهمية التكيف مع التغيرات العالمية مع الحفاظ على القيم المحلية. واختتمت الجلسة بتوصيات تهدف إلى زيادة تفعيل تعليم المواطنة العالمية في المدارس، بما يسهم في تخريج جيل من الطلبة العمانيين ذوي الطموحات العالية، القادرين على مواجهة التحديات العالمية دون المساس بهويتهم وقيمهم الثقافية.
وقال حمادة جمعة مدرس التاريخ، إن أهمية الورشة تكمن في غرس شعور الانتماء للوطن لدى الطلاب وتوعيتهم بالفرق بين المواطن الصالح والمواطن السيئ، خاصة في ظل التحديات المعاصرة مثل التحديات الثقافية. الغزو والابتعاد عن القيم المجتمعية العمانية الأصيلة. وأشار إلى أن الطلاب تعلموا الكثير عن هذه القيم ومدى تمسك المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد بهم على الرغم من تحديث المجتمع. وأكد جمعة أن العمانيين يظلون ملتزمين بقيمهم وأخلاقهم الأصيلة المتأصلة في المجتمع العماني منذ القدم، والتي تميزهم وتضمن استمرارية الهوية العمانية الحقيقية.
