تعكس المبادرات الرئيسية مثل الطريق المزدوج من عبري إلى البطحاء، وتطوير طريق الرسيل، والمرحلة الأولى من طريق الباطنة الساحلي، التزام السلطنة بالبنية التحتية المتقدمة التي تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين وتدفع النمو الاقتصادي.
الطريق المزدوج من عبري إلى البطحاء: تعزيز الاتصال الإقليمي
يعد الطريق المزدوج من عبري إلى البطحاء مشروعًا بارزًا يعزز الاتصال البري بين عمان والمملكة العربية السعودية. ويمتد هذا الطريق عبر صحراء الربع الخالي، ويبلغ طوله 725 كيلومتراً، ويبدأ من دوار عبري في محافظة الظاهرة وينتهي عند تقاطع البطحاء في المملكة العربية السعودية. ويبلغ طول الجزء العماني 161 كيلومترا، بينما يبلغ طول الجزء السعودي 564 كيلومترا. ومنذ افتتاحه في ديسمبر 2021، أصبح هذا الطريق الحيوي شريانًا رئيسيًا للتجارة والسياحة، حيث يسهل حركة البضائع والمسافرين ويقلل وقت السفر والمسافة بشكل كبير، وبالتالي تعزيز الميزة التنافسية لعمان في المنطقة.
ويلتزم هذا المشروع التعاوني بمعايير السلامة والتنقل العالمية، مع إضافة محطات استراحة وخدمات للمسافرين. ويعزز الطريق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول الخليج ويدعم أهداف عمان المتمثلة في الاستدامة والتنمية الشاملة.
طريق الرسيل: شريان اقتصادي رئيسي
يعد طريق الرسيل جزءًا مهمًا من شبكة الطرق في سلطنة عمان، ويربط مسقط بالمناطق الصناعية والتجارية الرئيسية مثل منطقة الرسيل الصناعية. أدت التحسينات الشاملة إلى تقليل الازدحام وتحسين تدفق حركة المرور، مما أدى إلى تلبية متطلبات زيادة نشاط النقل. ونظراً لوجود مناطق صناعية رئيسية على طول هذا الطريق، فإن تطويرها يعزز القطاعين الصناعي والتجاري، ويسهل الخدمات اللوجستية، ويحسن الخدمات للمستثمرين والصناعيين.
وتتوافق هذه التحسينات، التي تشمل إضافات الجسور والتقاطعات وتوسعات الحارات، مع رؤية عمان لتحسين نوعية الحياة وتنقل أكثر سلاسة. يقلل الطريق الذي تم تطويره من وقت السفر ويعزز السلامة ويدعم تطلعات السلطنة الاقتصادية.
مشروع طريق الباطنة الساحلي: تعزيز الخدمات اللوجستية والوصول الساحلي
وفي إنجاز هام آخر للبنية التحتية، وقعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات عقدًا بقيمة 79 مليون ريال عماني في أبريل 2024 لاستكمال المرحلة الأولى من طريق الباطنة الساحلي. وتشمل هذه المرحلة رصف الأجزاء المتبقية وازدواجية الروابط بين بركاء والسويق وإنشاء جسر بديل لدوار السويق. ومن المتوقع أن يحفز المشروع الأنشطة التجارية والصناعية من خلال تحسين الاتصالات بين المراكز اللوجستية في موانئ بركاء والسويق ومدينة خزائن الاقتصادية. كما أن تعزيز الاتصال على طول المناطق الساحلية سيدعم السياحة أيضًا من خلال توفير وصول أفضل إلى الوجهات الساحلية الشهيرة.
تمهيد الطريق للتوسع الاقتصادي والتنمية المستدامة
تشكل مشاريع الطرق هذه جزءًا من الإستراتيجية الوطنية لسلطنة عمان لتعزيز شبكة النقل وتحسين كفاءة الخدمات اللوجستية. ومن خلال تسهيل التجارة والنقل داخل السلطنة وإلى الحدود الإقليمية، فإنها تفتح فرصًا جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تخلق فرص عمل وتعزز الاستقرار الاقتصادي وتعزز دور عمان كمركز لوجستي إقليمي.
وبتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، تجسد مشاريع البنية التحتية هذه رؤية عمان 2040، والتي تضع الأساس للازدهار المستدام. ومن خلال إعطاء الأولوية للمعايير العالية للسلامة والجودة، تعد هذه التطورات بفوائد طويلة المدى، مما يضمن مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.