اخبار

ما تراه قد لا يكون حقيقيا



مسقط: غالبًا ما يقوم المؤثرون والمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي بفصل الشباب والمراهقين عن الواقع. تفرز التطبيقات الاجتماعية متابعين يطمحون إلى أسلوب حياة فخم من خلال نسخ الاتجاهات دون قافية أو سبب. ومع ذلك، يقول الخبراء إن الشباب يجب أن يكونوا على دراية بمزالق وسلبيات استهلاك مثل هذا المحتوى.

يوضح الدكتور أحمد عبد الله، المتخصص في علم النفس الاجتماعي: “يتعرض الشباب والمراهقون لضغوط كبيرة لتحديد هويتهم وتحديد قيمهم وأهدافهم. وعندما يرون أسلوب حياة المشاهير فإنهم يميلون إلى اعتباره قدوة، مما يجعلهم يسعون جاهدين لتحقيق نمط الحياة هذا حتى لو كان لا يتناسب مع قدراتهم أو واقعهم.

وبمجرد وقوعهم في السحر، قد يبدأ الشباب في التفكير في الحصول على ما لا يستطيعون تحمله، مما يعرضهم لخطر الديون الشخصية. بل قد يسعى البعض إلى تحقيق أسلوب الحياة هذا بوسائل غير قانونية. والأسوأ من ذلك أن المقارنة المستمرة بحياة المشاهير قد تؤدي إلى الشعور بالنقص وتزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

تقول الدكتورة مريم الشمري، أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود: “إن المتابعة المفرطة للحياة الباهظة على وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى توقعات غير واقعية عن الحياة. ولا يدرك الكثير من المراهقين أن ما يظهر على هذه المنصات ليس صورة كاملة عن حياة الشخص بل هو منتقى وتعديل ليظهر في أفضل حالاته. وهذا يجعل الشباب يقارنون حياتهم الحقيقية بما يرونه ويشعرون بعدم كفاية تجاه واقعهم.

ودور الوالدين هو توعية الأبناء بأن ما يتم عرضه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة انعكاسًا للواقع، وأن بعض هذه الصور قد تكون معدلة أو مبنية على استراتيجيات تسويقية.

كما يلعب الأهل دوراً مهماً في تعزيز القيم التي تساعد الشباب على فهم الحياة، مثل قيمة الادخار وأهمية تحقيق أهداف واقعية. وينصح الدكتور عبد الله بفتح قنوات تواصل بين الوالدين والأبناء حتى يتمكن الأخير من التعبير عن مشاعره وأفكاره حول ما يرونه ويطلبون الوضوح.

ويمكن للمؤسسات التعليمية أيضًا أن تلعب دورًا فعالًا في تعليم الشباب. يمكن للمدارس تقديم برامج توعية حول الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي وتوجيه الطلاب حول كيفية التمييز بين المحتوى الترويجي والمعلومات. ويمكن أيضًا تقديم دورة تعليمية إعلامية خاصة لتعليم الشباب الأساليب التي يستخدمها المشاهير للتأثير على متابعيهم وتشجيعهم على التفكير النقدي فيما يتعرضون له.

الحل لا يكمن في منع الشباب من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بل في مساعدتهم على تحقيق توازن صحي في طريقة تفاعلهم معها. وينصح الخبراء الشباب بتقليل الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عند متابعة حسابات المشاهير. وبدلاً من ذلك، يمكنهم استغلال هذا الوقت لتطوير مهاراتهم الشخصية وممارسة الأنشطة التي تساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم.

للتغلب على التأثير السلبي لأنماط الحياة الباهظة التي يظهرها المشاهير، يمكن اعتماد مجموعة من الاستراتيجيات لمساعدة الشباب على تطوير فهم أعمق للحياة. ومن هذه الاستراتيجيات:

1. التوعية المجتمعية: من خلال الحملات الإعلامية التي تسلط الضوء على تأثير المظاهر السطحية وتكشف واقع وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن نشر الوعي بين الشباب والمراهقين حول أهمية التركيز على أنفسهم وعدم مقارنة أنفسهم بما يرونه.

2. تشجيع القدوة الحقيقية: بدلاً من التركيز على حياة المشاهير، يمكن تسليط الضوء على دور الشخصيات التي تقدم محتوى إيجابياً وبناءً.

3. تطوير الذات والتخطيط الواقعي: من الضروري تشجيع الشباب على وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق والتركيز على تطوير الذات، حتى يتم تحفيزهم لمواجهة التحديات بقدراتهم الحقيقية.

مواضيع مشابهة

جامعة السلطان قابوس تتفوق في تصنيف QS

bayanelm

عُمان تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف

bayanelm

هيئة تنظيم الاتصالات تطلق مزاداً للأرقام التي تبدأ بالرقم 9

bayanelm