حددت عُمان أهدافاً وطنية طموحة لمعالجة تغير المناخ، مع توجيهات تهدف إلى تحقيق انبعاثات كربونية صافية صفرية بحلول عام 2050. ويشكل هذا الهدف جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الأداء البيئي وهو جزء من رؤية عُمان 2040.
وتتضمن الرؤية عدداً من التدابير الاحترازية، بما في ذلك الترويج للسيارات الكهربائية، واستخدام خلايا وقود الهيدروجين للشاحنات لمسافات طويلة، واعتماد الوقود الحيوي.
تعمل عُمان على تشجيع استخدام المركبات الكهربائية من خلال تقديم حوافز مثل التخفيضات الضريبية، والإعانات، وتطوير البنية الأساسية للشحن. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة تدريجياً على تحويل أسطولها إلى المركبات الكهربائية لتكون قدوة وتقود سوق المركبات الكهربائية.
وتجري دراسة خلايا وقود الهيدروجين كحل قابل للتطبيق للنقل لمسافات طويلة نظرًا لكثافتها العالية من الطاقة وأوقات التزود بالوقود السريعة، مع الاستثمار في البحث والتطوير لتحسين تقنيات إنتاج وتخزين الهيدروجين. ويتم دمج الوقود الحيوي، المنتج من المواد العضوية، في قطاع النقل لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما تستكشف عُمان استخدام الموارد المتاحة محليًا لإنتاج الوقود الحيوي، وبالتالي دعم الصناعات المحلية والحد من الاعتماد على الواردات.
عُمان تسعى إلى توفير وسائل نقل منخفضة الكربون
بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي، فإن التغييرات السلوكية ضرورية للحد من البصمة الكربونية. تستثمر عُمان في البنية الأساسية للنقل العام، مثل الحافلات وأنظمة المترو، لجعلها أكثر كفاءة وسهولة في الوصول إليها. كما يتم إجراء حملات توعية عامة لتشجيع استخدام وسائل النقل العام بدلاً من المركبات الخاصة. وعلاوة على ذلك، يتم الترويج لمبادرات مشاركة السيارات من خلال خدمات التنقل المشتركة واللوائح والحوافز لتقليل عدد المركبات على الطريق وتشجيع الرحلات المشتركة.
لقد شكل الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية الناتجة عنه تحديًا كبيرًا لكوكبنا لعدة عقود من الزمن، مما أدى إلى حدوث خلل واضح في الأنظمة البيئية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية.
وقد ساهمت أنشطة بشرية مختلفة في تفاقم هذه المشكلة، وخاصة من خلال زيادة انبعاثات الكربون. والجدير بالذكر أن قطاع النقل العالمي مسؤول عن ما يقرب من ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، حيث يساهم النقل البري وحده بنحو خمسة وسبعين في المائة من هذه الانبعاثات.
