تعتبر ذكرى المولد النبوي الشريف من أهم المناسبات الدينية وتحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين في سلطنة عمان.
وتتميز سلطنة عمان بتقاليدها العريقة في الاحتفال بهذا اليوم حيث تقام الفعاليات الدينية في المساجد والمراكز الإسلامية، وتشمل تلاوة القرآن الكريم وإنشاد الأشعار النبوية وإلقاء المحاضرات الدينية التي تبرز سيرة الرسول وأخلاقه السامية، وفي الوقت نفسه تشكل هذه المناسبة فرصة للتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي.
يقول الشيخ سالم بن ناصر مؤذن أحد مساجد ولاية جعلان بني بو حسن: إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عمان ليس مناسبة دينية فقط، بل هو جزء من الهوية الثقافية والدينية للشعب العماني، ومن خلال هذه المناسبة نحتفي بحياة الرسول الكريم ونستلهم منها القيم التي تحافظ على استقرار المجتمع وتماسكه.
ويمثل هذا اليوم فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية، وتذكير الناس بالرسالة النبيلة التي جاء بها الإسلام. ويعكس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في سلطنة عمان عمق العلاقة التي تربط العمانيين بدينهم ومحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقالت الخبيرة الدينية مريم البلوشي: “يحتفل العمانيون بالمولد النبوي الشريف كفرصة للتذكير بالقيم الإنسانية التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الاحتفال ليس مجرد طقس ديني، بل مناسبة لنقل هذه القيم إلى الأجيال الجديدة وتعليمهم أهمية التمسك بها يومياً، كما يعزز الاحتفال روح التضامن والتماسك بين أفراد المجتمع، ويؤكد على أهمية الوحدة الوطنية في ظل التحديات التي يواجهها العالم اليوم”. ويعد المولد النبوي الشريف فرصة لتسليط الضوء على أهمية التماسك بين القيادة والشعب وتعزيز الوحدة الوطنية، حيث تقام في هذه المناسبة احتفالات رسمية وشعبية تجمع مختلف شرائح المجتمع، وتعزز روح الانتماء والهوية الوطنية.
وتحرص الحكومة العمانية على دعم وإحياء هذه المناسبة من خلال تنظيم الفعاليات الدينية والثقافية على نطاق واسع، حيث يتم تنظيم الأمسيات الدينية في مختلف المحافظات، حيث يجتمع الناس في المساجد والمجالس لتلاوة القرآن الكريم والاستماع إلى الأحاديث النبوية الشريفة، كما تقوم وسائل الإعلام المحلية بتغطية هذه الفعاليات وتسليط الضوء على أهميتها.
ويظل الاحتفال رمزاً للولاء والمحبة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومناسبة لتجديد العهد على القيم الإسلامية التي تشكل أساس حياة العمانيين.
ومن خلال هذا الاحتفال يجدد العمانيون ارتباطهم بتاريخهم وهويتهم الدينية ويؤكدون على أهمية التضامن والوحدة في بناء مجتمع مستقر ومتماسك.
