إن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة قد ينقذ حياة ما يصل إلى ثمانية أشخاص. وهو يحمل رسالة إنسانية عميقة، حيث يقدم طوق نجاة لأولئك الذين تحملوا سنوات من المعاناة. ومن المؤسف أن العديد من المرضى لا يتلقون أبدًا تلك المكالمة التي تغير حياتهم والتي تبلغهم بالعثور على متبرع مناسب بالأعضاء، مما يفوتهم فرصة ثانية للبقاء على قيد الحياة.
وباعتبارها تقدمًا رائدًا في الطب الحديث، فقد أحدث التبرع بالأعضاء تحولًا كبيرًا في حياة الأفراد، مما مكنهم من عيش حياة أكثر صحة واكتمالاً. وقد قطعت سلطنة عمان خطوات كبيرة في هذا المجال، وخاصة من خلال الجهود المبذولة لرفع مستوى الوعي بالتبرع بالأعضاء والأنسجة. وقد وصلت هذه الجهود إلى نقطة تحول في عام 2021 مع إنشاء المركز الوطني لزراعة الأعضاء. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2018، تم تقديم لوائح لتنظيم نقل وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية.
وبحسب وزارة الصحة، فقد سجل أكثر من 12 ألف شخص في سلطنة عمان كمتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة. وفي العام الماضي وحده، أجريت 19 عملية زرع كلى و11 عملية زرع كبد بنجاح بعد توقف وظائف جذع الدماغ أو توقف القلب والتنفس بشكل لا رجعة فيه. ويلعب المتبرعون الأحياء أيضًا دورًا بالغ الأهمية، وخاصة الأقارب حتى الدرجة الرابعة أو غير الأقارب، بشرط موافقة لجنة زراعة الأعضاء بوزارة الصحة.
أكد الدكتور قاسم بن محمد الجهضمي رئيس قسم التبرع بالأعضاء بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء أن زراعة الأعضاء هي العلاج الأكثر فعالية لحالات فشل الأعضاء مثل فشل الكلى والكبد وهي حالات تصيب الملايين في جميع أنحاء العالم.
تعد عمليات التبرع بالأعضاء وزراعتها من أكثر الإجراءات الطبية تعقيدًا، وتتطلب تنسيقًا دقيقًا بين أطراف متعددة، فضلاً عن التقنيات الطبية المتقدمة والكوادر المدربة تدريبًا عاليًا. ويعمل البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء في سلطنة عمان بنشاط لتلبية هذه المتطلبات.
إن النقص العالمي في المتبرعين بالأعضاء يشكل تحديًا كبيرًا، ويزداد الأمر تعقيدًا بسبب الحاجة إلى قبول المجتمع لتشخيص الموت الدماغي والتبرع بالأعضاء بعد الموت الدماغي. إن رفع مستوى الوعي وتشجيع الأفراد على التبرع بالأعضاء أثناء حياتهم أو التسجيل بعد الوفاة من خلال تطبيق شفاء أمر حيوي.
في حين أن التفكير في الموت أمر صعب، فإن التفكير في التبرع بالأعضاء والأنسجة قد يكون أكثر صعوبة. ومع ذلك، يلعب المتبرعون بالأعضاء دورًا لا غنى عنه في إنقاذ الأرواح. من خلال التبرع بالأعضاء، يساهم الأفراد بشكل مباشر في إعطاء المرضى الذين يعانون من فشل الأعضاء فرصة متجددة للحياة. نظرًا لأن البشر هم المصدر الوحيد للأعضاء البشرية، فإن حياة بعض المرضى تعتمد بالكامل على كرم المتبرعين بالأعضاء.
نبذة مختصرة: يشكل النقص العالمي في المتبرعين بالأعضاء تحديًا كبيرًا، ويزداد الأمر تعقيدًا بسبب الحاجة إلى قبول المجتمع لتشخيص الموت الدماغي والتبرع بالأعضاء بعد الموت الدماغي. إن رفع مستوى الوعي وتشجيع الأفراد على التبرع بالأعضاء أثناء حياتهم أو التسجيل بعد الوفاة من خلال تطبيق شفاء أمر حيوي.
حقائق
12 ألف شخص مسجلين كمتبرعين بعد الوفاة
19 عملية زراعة كلى في 2023
11 عملية زراعة كبد في 2023