يؤكد هذا التشريع الجديد التزام الحكومة بتعزيز الأفراد ذوي الخبرة والجاهزين للتفوق في التعليم العالي والمنافسة في سوق العمل الديناميكي، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.
يتألف القانون من 97 مادة في عشرة فصول، ويتناول الجوانب الأساسية للتعليم، بما في ذلك معايير المناهج الدراسية، وأدوار أعضاء هيئة التدريس، وبرامج التعليم الخاص وحقوق الطلاب.
تم تصميم إطارها لتهيئة بيئة تعليمية تلبي الاحتياجات الحديثة والمستقبلية، مع تعزيز المشاركة المجتمعية لتشجيع الابتكار والبحث.
ولأول مرة، يضع القانون معايير في كل من المدارس الحكومية والخاصة، ويحافظ على الجودة والاعتماد والشمولية لضمان حصول كل طالب على تجربة تعليمية غنية وداعمة.
تؤكد العناصر الأساسية للقانون على أهمية اللغة العربية باعتبارها الوسيلة الأساسية للتعليم، مع السماح أيضًا بتدريس مواد مختارة بلغات أخرى، مما يجعل التعليم في متناول الاحتياجات المتنوعة.
أصبح التعليم الأساسي الآن إلزاميا للأطفال ابتداء من سن السادسة، مع التزامات محددة للأوصياء لضمان الحضور المنتظم والمشاركة في المدرسة، مدعومة بعقوبات لعدم الامتثال. وتعزز هذه التدابير بيئة تعليمية مستقرة وآمنة، وتعزز الرفاهية والنمو الأكاديمي للطلاب.
كما يشجع القانون الابتكار التعليمي من خلال تعزيز البحث العلمي والإبداع ومسارات التعلم المتخصصة. وتدعم الأحكام إنشاء مدارس متخصصة تركز على العلوم والفنون وغيرها من المجالات، مع تمكين الطلاب الموهوبين أكاديميا من التقدم بسرعة من خلال دراساتهم.
تتوفر منح دراسية للتعليم الخاص، مما يخلق فرصًا جديدة للطلاب للنجاح في بيئات تعليمية مصممة خصيصًا لتناسب مواهبهم. تسمح المرونة في القانون بالتعليم المنزلي أو التعلم عن بعد للطلاب الذين تمنع ظروفهم الحضور المنتظم، مما يؤكد التزام عمان بتوفير التعليم للجميع.
بالإضافة إلى الإصلاحات الأكاديمية، يعطي القانون الأولوية لبيئة مدرسية حاضنة، ومعالجة البنية التحتية المدرسية، والنقل والتغذية، بالإضافة إلى برنامج غني بالأنشطة اللامنهجية. ومن خلال الشراكات المجتمعية، يسعى القانون إلى توسيع نطاق التعلم خارج الفصول الدراسية، وإشراك الأسر والمجتمع المحلي في العملية التعليمية.
ومن السمات الفريدة للقانون التزامه برفاهية الطلاب، بهدف تحقيق التوازن بين الصرامة الأكاديمية والصحة النفسية والجسدية والاجتماعية للمتعلمين. تضمن المراحل المنظمة في المنهج وتيرة يمكن التحكم فيها وتحترم احتياجات كل فئة عمرية، مما يخلق بيئة مدرسية حيث يمكن للطلاب أن يزدهروا بشكل كلي.
وتعد المادة 13 من القانون خطوة ملحوظة نحو تشجيع استثمار القطاع الخاص في الابتكار الطلابي، وضمان حصول المواهب العمانية الشابة على الموارد اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع مؤثرة. ومن خلال تعزيز الإبداع والاستكشاف العلمي، يدعم القانون أهداف عمان الأوسع المتمثلة في تعزيز مكانتها العالمية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
علاوة على ذلك، يتضمن القانون مسارات محددة لتعليم الكبار، ودعم مبادرات التعليم مدى الحياة لضمان قدرة جميع المواطنين على الاستمرار في تطوير مهاراتهم ومعارفهم. ويتماشى هذا مع مهمة عمان لبناء قوة عاملة مرنة وماهرة ومستعدة للتكيف مع التطورات السريعة في العالم الحديث.
وبينما يعمل المعلمون والأسر والمجتمعات في عمان معًا لتنفيذ هذا القانون الجديد، هناك تفاؤل بأنه سيعالج التحديات التعليمية الحالية، ويسد الفجوات، ويدفع طلاب البلاد نحو النجاح في عالم متطور تقوده التكنولوجيا.
يعد قانون التعليم المدرسي علامة فارقة في الرحلة التعليمية في سلطنة عمان، حيث يضع الأساس الذي سيستفيد منه الأجيال القادمة.