ويقام المختبر على مساحة 18 ألفاً و155 متراً مربعاً ويتضمن أحدث التقنيات والمعدات بتكلفة إنشاء تبلغ 18 مليوناً و200 ألف ريال عماني.
وقالت الدكتورة حنان بنت سالم الكندي مديرة إدارة مختبرات الصحة العامة بوزارة الصحة إن المختبر المركزي للصحة العامة يهدف إلى جمع كافة مختبرات الصحة العامة المرجعية الحالية التابعة للإدارة العامة للوزارة تحت سقف واحد، الأمر الذي من شأنه تعزيز القدرات التشخيصية للمختبرات وتعزيز أهداف الصحة العامة والأمن الصحي الحيوي.
وأضافت أن المبنى الرئيسي للمختبر يتكون من ثلاثة طوابق، حيث يحتوي الطابق الأول على مكاتب إدارية وقاعة محاضرات تتسع لـ130 شخصاً وجناح لاستقبال العينات.
كما سيضم المبنى مختبرين للسلامة البيولوجية من المستوى الثالث (BSL3) للتعامل مع الميكروبات عالية الخطورة، بالإضافة إلى مختبرات من المستوى الثاني في مجالات الفيروسات والبكتيريا والكيمياء والسموم وفحوصات الأطفال حديثي الولادة. وسيتم توفير الوصول إلى الأنظمة الميكانيكية عبر ممرات خارجية، لضمان عدم تأثر مستوى الاحتواء البيولوجي.
وقالت إن المبنى سيضم قسمًا لإدارة الجودة والمخاطر (مختبر يخدم برنامج الجودة الإقليمي)، وشؤون مختبر الصحة العامة، ومختبرًا فيروسيًا (مختبر مرجعي إقليمي لشلل الأطفال، ومختبر إقليمي للحصبة والحصبة الألمانية، ومختبر وطني للإنفلونزا، ومختبر إقليمي لفيروس سارس-كوف، وغيرها).
وسيحتوي المبنى على مختبر مرجعي لمرض السل الرئوي، ومختبر للمراقبة البكتيرية والوبائية والمخبرية، ومختبر للطفيليات والملاريا والفطريات، ومختبر لفحص الأطفال حديثي الولادة، ومختبر بيئي، ومختبر كيميائي، ومختبر للسموم والتسلسل الجيني، وقسم للمعلومات الحيوية، ومركز إقليمي متعاون مع منظمة الصحة العالمية للأمراض الناشئة والنامية، بالإضافة إلى الأقسام الإدارية والمالية.
وأشارت إلى أن عملية التصميم الأولية سبقتها سلسلة من الاجتماعات بين الفريق الهندسي ووزارة الصحة والفريق الفني من مختبرات الصحة العامة وأعضاء اللجنة الفنية الوزارية، بالتعاون مع خبراء من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الدكتورة حنان إنه بعد البدء بأعمال البناء قام فريق من المهندسين وخبراء المختبرات بزيارة عدد من المختبرات الأمريكية التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC) والمختبرات المشاركة في الجمعية الأمريكية لمختبرات الصحة العامة (APHL) بهدف الاطلاع على أحدث التطورات في بناء المختبرات بعد جائحة كورونا.
وأوضحت أن مبنى المختبر المركزي للصحة العامة تم تصميمه لضمان الاستدامة والرؤية العامة والأسلوب المعماري المتطور دون المساس بأمنه أو البيئة المحيطة، وتم استخدام مواد بناء عالية الجودة لضمان المتانة وسهولة الصيانة، حيث يعكس الطابع المعماري للمبنى التزاماً بحماية الصحة العامة.
وتعمل وزارة الصحة حالياً على وضع الخطط اللازمة لتدريب الكوادر الوطنية التي ستعمل في هذا المشروع من خلال التدريب والتطوير المهني المستمر من خلال توفير برامج تدريبية مستمرة وتحديثات دورية للكوادر لضمان مواكبتها لأحدث التطورات في التكنولوجيا والأنظمة المستخدمة لتجهيز الكوادر الوطنية بالمعارف والمهارات اللازمة لضمان التشغيل الفعال والآمن للمشروع.
وسيساهم المختبر بشكل كبير في تعزيز قدرات الرعاية الصحية وتحسين مستويات الصحة العامة في سلطنة عمان والمنطقة والعالم، كما سيواصل دوره كوجهة رئيسية للتعاون الإقليمي والدولي في مجالات الصحة العامة والبحث العلمي، مما يعزز مكانة سلطنة عمان على الساحة الإقليمية والدولية.
ويعد المختبر المركزي للصحة العامة المختبر المرجعي الأكثر أهمية المتعاون مع منظمة الصحة العالمية في المنطقة.
تمثل مختبرات الصحة العامة ركيزة أساسية في منظومة التقصي عن الأمراض ومراقبتها، حيث تعد المختبرات الطبية من أهم ركائز التشخيص في الرعاية الصحية وأحد أهم ركائز الأمن الوطني الحيوي.
