بالنسبة للعديد من الأفراد، أصبح استخدام هذه الكريمات عادة يومية. ومع ذلك، غالبًا ما يتم التغاضي عن المخاطر المرتبطة بمنتجات تفتيح البشرة. على عكس الاعتقاد السائد، فإن كريمات تفتيح البشرة لا تعمل على تفتيح البشرة في الواقع. إنها مركبات صيدلانية مصممة لعلاج مشاكل التصبغ الناجمة عن حالات جلدية مختلفة. يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المنظم والمفرط لهذه الكريمات إلى آثار جانبية كبيرة.
من المهم توخي الحذر عند استخدام كريمات تفتيح البشرة، لأنها قد تسبب تغيرات قد يكون لها عواقب جمالية وضارة. الإفراط في الاستخدام أو الاستخدام غير السليم يمكن أن يزيد من حساسية الجلد للشمس، مما يؤدي إلى الاحمرار أو الحروق أو زيادة التصبغ بسبب نقص الميلانين الواقي. هذا الضعف المتزايد يجعل الجلد أكثر عرضة لأضرار الشمس والحروق.
علاوة على ذلك، فإن الخلط العشوائي للكريمات الطبية دون إشراف طبي مناسب يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة. وتتضمن الممارسة الشائعة استخدام “مزيج ثلاثي” أو “تركيبة ثلاثية” للحصول على بشرة أفتح. ومع ذلك، ينصح الأطباء بشدة بعدم القيام بذلك بسبب احتمال حدوث آثار جانبية خطيرة من الجمع بين مواد كيميائية مثل الهيدروكورتيزون والهيدروكينون والريتينويدات. يمكن أن يؤدي سوء استخدام هذه المواد إلى أضرار جسيمة، مما يؤكد على الحاجة إلى الحذر وتجنب المكونات الضارة في منتجات تفتيح البشرة.
ويحذر الدكتور لطفي بن عمر الكثيري، استشاري الأمراض الجلدية، من خلط كريمات التفتيح مع الكورتيزون، موضحاً أن “استخدام الكريمات المخلوطة بالكورتيزون على مناطق واسعة من الجسم قد يؤدي إلى تثبيط المناعة المحلية، مما يسمح للميكروبات الضارة باختراق الجلد ودخول مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى التهابات تهدد الحياة”. ويجب استخدام الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون تحت إشراف طبي صارم ولفترات محدودة لتقليل المخاطر.
قد يؤدي الاستخدام غير السليم لهذه الكريمات إلى مشاكل جلدية مختلفة، مثل تفاقم حب الشباب، وترقق الجلد، وتغير اللون، والتهاب بصيلات الشعر، والتهيج الناتج عن ردود الفعل التحسسية. كما قد يؤدي الاستخدام المطول إلى تسريع شيخوخة الجلد، حيث تعمل المواد الكيميائية على تغيير التركيب الطبيعي للبشرة، مما يتسبب في ظهور خطوط وعلامات مبكرة.
إن استخدام كريمات تفتيح البشرة لفترات طويلة يشكل مخاطر أشد خطورة، بما في ذلك زيادة احتمالات الإصابة بسرطان الجلد. فالهيدروكينون، وهو أحد المكونات الشائعة في هذه المنتجات، يمكن أن يتلف الحمض النووي إذا تم استخدامه يوميًا لفترات طويلة، وخاصة عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس بشكل متكرر دون حماية كافية. ويوصي الأطباء بالتوقف عن الاستخدام فورًا في حالة حدوث أي آثار جانبية غير عادية واستشارة طبيب الأمراض الجلدية للحصول على بدائل أكثر أمانًا.
لتجنب الآثار السلبية لمنتجات تفتيح البشرة، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام أي نظام لتفتيح البشرة للتأكد من سلامته واتباع تعليمات المنتج بعناية. من المهم مناقشة أي تاريخ طبي أو حساسية أو حالات مثل الإكزيما أو الصدفية أو الربو مع الطبيب.
وينبغي تجنب استخدام هذه المنتجات أثناء الحمل لأنها قد تشكل خطراً على صحة الأم والطفل، كما لا توجد أدلة كافية تدعم سلامتها خلال هذه المراحل.
من المهم التحقق من المكونات الضارة للتأكد من أن المنتج لا يحتوي على الزئبق، لأنه يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، وخاصة بالنسبة للنساء الحوامل والرضع والأطفال الصغار. يمكن أن يؤدي التعرض للزئبق إلى إعاقة النمو العصبي وينتقل إلى الطفل من خلال الرضاعة الطبيعية.
مستويات الهيدروكينون هي عامل آخر يجب وضعه في الاعتبار. يقول أحد خبراء الجلد: “تأكدي من أن تركيز الهيدروكينون في أي منتج لا يتجاوز 2%. إذا كانت النسبة غير واضحة أو غير مدرجة، تجنبي استخدام المنتج لتجنب الضرر المحتمل”.
للواقي من الشمس فوائده الخاصة، فمن المستحسن استخدام الواقي من الشمس بعد استخدام أي من منتجات تفتيح البشرة لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الضرر.
من الضروري أن ندرك أن محاولة تغيير لون البشرة الطبيعي، بغض النظر عن لونها، لتحقيق بشرة أفتح ليس أمراً مؤقتاً فحسب، بل إنه مكلف نفسياً ومالياً وجسدياً أيضاً.
