ستدعم زيارة الدولة التي سيقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى بلجيكا اليوم الاثنين ولقائه مع ملك بلجيكا فيليب ليوبولد لويس ماري مساعي البلدين في تعزيز مجالات التعاون.
وواصل قادة ومسؤولو البلدين تبادل الزيارات، حيث زار الملك فيليب سلطنة عمان في فبراير 2022، وتوجت الزيارة بافتتاح مشروع ميناء الدقم، وهو مشروع مشترك بين حكومة سلطنة عمان وحكومة عمان. إدارة ميناء أنتويرب البلجيكي.
وفي هذا السياق يسعى مشروع هايبورت الدقم للهيدروجين الأخضر، وهو مشروع مشترك بين مجموعة أوكيو ومجموعة ديم البلجيكية، إلى تأسيس تحالف دولي لإنتاج واستيراد الهيدروجين الأخضر لبلجيكا والدول المجاورة لها وتنفيذ معايير الاعتماد الأخضر لشبكة الكهرباء. .
وفي عام 2021 نجح المشروع في الحصول على موقع لتوليد الطاقة المتجددة يمتد على مساحة 150 كيلومترا مربعا بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. وسيتم في المرحلة الأولى إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 250 إلى 500 ميجاوات، ومن المخطط أن يبدأ تشغيله عام 2026.
كما وقع البلدان في بروكسل في مايو 2023 على اتفاقية إعلان النوايا المشترك في مجال الهيدروجين الأخضر واتفاقية المشروع التجريبي لشهادة الهيدروجين الأخضر لمشروع “ميناء الدقم”.
من ناحية أخرى ناقشت سلطنة عمان وبلجيكا سبل تعزيز أوجه التعاون والتنسيق مع المفوضية الأوروبية في الأطر التنظيمية لمشاريع إنتاج ونقل الهيدروجين النظيف.
وعلى الجانب السياسي، وبفضل علاقات عمان المتميزة مع العديد من دول العالم، أثمرت الجهود العمانية عن اتفاق بين بلجيكا وإيران لتسوية قضية المواطنين المعتقلين في البلدين.
وقالت سعادة رؤى عيسى الزدجالي سفيرة سلطنة عمان لدى بلجيكا ورئيس بعثة سلطنة عمان لدى الاتحاد الأوروبي إن زيارة الدولة المرتقبة لجلالة السلطان إلى بلجيكا تعكس حرص البلدين على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وقالت لوكالة الأنباء العمانية (أونا) إن هذه الزيارة تمثل فرصة للتطرق إلى المواضيع ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر حول التحديات العالمية والقضايا الراهنة.
وأشارت إلى أن الزيارة ستفتح آفاقا جديدة للشراكات الاستراتيجية بين البلدين وتدفع العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وآفاق أوسع من خلال تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك التجارة والاستثمار والطاقة.
وأوضح السفير أن العلاقات بين عمان وبلجيكا تشهد تطورا ملحوظا وتعاونا وثيقا ساهم في خلق شراكات استراتيجية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين، مشيرا إلى أن تاريخ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يعود إلى تاريخ طويل. إلى عام 1978.
وأضافت أن حجم التبادل التجاري بين السلطنة وبلجيكا بنهاية أغسطس 2024 بلغ 148 مليون ريال عماني، كما بلغ حجم الصادرات العمانية إلى بلجيكا ما يقارب 10 ملايين ريال عماني، في حين بلغ حجم الواردات من بلجيكا إلى عمان حوالي 148 مليون ريال عماني. 138 مليون ريال عماني.
وأضافت أن أهم الصادرات البلجيكية إلى السلطنة هي المنتجات الغذائية والصناعية وزيت الوقود وغيرها، في حين أن أبرز الصادرات العمانية إلى بلجيكا هي مادة البولي بروبلين ومنتجاته ومنتجات الحديد والنحاس وغيرها.
وقالت السفيرة روا إن عدد الشركات المسجلة بمشاركة بلجيكية حتى سبتمبر 2024 بلغ 39 شركة مسجلة زيادة قدرها 50 بالمائة، كما ارتفع حجم رأس المال المستثمر من 19.243.000 ريال عماني في عام 2023 إلى 819.778.000 ريال عماني حتى سبتمبر 2024. وأكدت هذه الأرقام. يعكس اهتمام البلجيكيين بتأسيس شركات عمانية.
من جانبه، قال باسكال غريغوار، سفير بلجيكا لدى سلطنة عمان، إن زيارة الدولة المرتقبة لجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى بلجيكا يومي 3 و 4 ديسمبر 2024، تمثل فصلا هاما في العلاقة الدائمة والمتعددة الأوجه بين السلطنة عمان ومملكة بلجيكا.
وقال لوكالة الأنباء العمانية إن هذه الزيارة التاريخية تؤكد الاحترام المتبادل والقيم المشتركة التي شكلت منذ فترة طويلة أساس العلاقات الثنائية، وتشير إلى التزام عميق بصياغة مستقبل أكثر إشراقا وأكثر ترابطا.
وأشار السفير البلجيكي إلى أن عمان وبلجيكا أظهرتا باستمرار التزامهما بالدبلوماسية والقانون الدولي، وتتقاسمان رؤية للاستقرار العالمي والمشاركة البناءة.
وقال السفير إن الدور المثالي الذي تلعبه عمان كوسيط في الصراعات الإقليمية يتردد صداه مع تركيز بلجيكا على المصالحة والتسوية، مشيرا إلى أن هذا التفاني المتبادل لتعزيز السلام يؤكد الأهمية الاستراتيجية لتعاونهما، حيث يؤكد كلا البلدين على أدوارهما كجهات فاعلة مسؤولة على الساحة العالمية. منصة.
وأوضح أن الشراكة الاقتصادية بين السلطنة وبلجيكا تطورت إلى علاقة ديناميكية ومثمرة.
وأضاف أن هذه الشراكة توسعت لتشمل مشاريع تحويلية مثل: 1. ميناء الدقم: شهادة على التعاون العماني البلجيكي، هذا المشروع المشترك، الذي تأسس في عام 2011، يضع الدقم كمركز محوري لـ الخدمات اللوجستية البحرية ومبادرات الطاقة الخضراء. 2. هايبورت الدقم: تركز هذه الشراكة الرائدة، بقيادة شركة DEME البلجيكية وشركة OQ العمانية، على إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، بهدف تحفيز إزالة الكربون في الصناعات ودعم طموحات الطاقة المتجددة في أوروبا.
وأكد السفير أن هذه المشاريع لا تجسد الابتكار والاستدامة فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على الخبرة التكميلية لكلا البلدين في قطاعي الطاقة البحرية والمتجددة.
“إدراكًا للإمكانات الهائلة للاستثمارات الثنائية، تستكشف سلطنة عمان وبلجيكا الفرص المتاحة لتعميق العلاقات بين الصناعات الناشئة، بما في ذلك علوم الحياة والابتكار التكنولوجي والفضاء. إن تمديد امتياز ميناء الدقم من شأنه أن يرمز بشكل أكبر إلى هذه الشراكة التطلعية، مما يمكّن كلا البلدين من ترسيخ مكانتهما كلاعبين عالميين في الصناعات المستدامة.
وأكد أن زيارة جلالة الملك ستسهل المناقشات حول تعزيز السياسات الصديقة للمستثمرين وخلق فرص مشتركة تعد بمنافع اقتصادية دائمة للمواطنين والشركات على حد سواء.
وأشار كذلك إلى أن العلاقات الثقافية والأكاديمية تشكل العمود الفقري للتواصل الشعبي بين عمان وبلجيكا. تدرك الدولتان أهمية البحث التعاوني والتبادلات الأكاديمية والمبادرات المشتركة التي تعزز التفاهم المتبادل والابتكار. ومن خلال الاستثمار في تبادل المعرفة والحوار الثقافي، تهدف عمان وبلجيكا إلى إلهام جيل جديد من القادة والمفكرين العالميين.
وأشار إلى أن زيارة الدولة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، من شأنها أن ترتقي بالعلاقات العمانية البلجيكية إلى آفاق جديدة. ومن خلال التركيز على قطاعات مثل الصحة والأدوية الحيوية والفضاء والدفاع والأبحاث، تضع هذه الزيارة الأساس لنمو متنوع ومستدام. إن الالتزام المتبادل بالحوار والابتكار يضع كلا البلدين كلاعبين رئيسيين في تشكيل مستقبل عالمي سلمي ومزدهر ومترابط.
واختتم السفير البلجيكي تصريحه بقوله: إن تعاون عمان وبلجيكا هو أكثر من مجرد علاقة ثنائية – فهو شراكة متجذرة في التطلعات المشتركة لتحقيق الاستقرار والاستدامة والرخاء المشترك. إن زيارة الدولة المقبلة هي شهادة على الصداقة الدائمة والإمكانات اللامحدودة للتعاون بين هذين البلدين.
ومع استمرار عمان وبلجيكا في تعميق علاقاتهما، فإن جهودهما المشتركة ستكون بمثابة منارة لما هو ممكن عندما تجتمع الدول معًا بروح الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة، مما يشكل نموذجًا ملهمًا للعالم.
من جانبه قال فيصل عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان إن هذه الزيارة تأتي تأكيدا على العلاقات الثنائية المتقدمة والتعاون بين السلطنة وبلجيكا مؤكدا على أهمية الملف الاقتصادي كعنصر رئيسي. في دفع هذه العلاقات نحو آفاق أوسع.
وأوضح لوكالة الأنباء العمانية أن هناك فرصا وإمكانات كبيرة توفرها قطاعات رئيسية أبرزها الخدمات اللوجستية وتطوير الموانئ والطاقة والسياحة وتقنية المعلومات.
وأوضح أن ميناء الدقم يمثل نموذجا للشراكة الناجحة بين سلطنة عمان ومملكة بلجيكا حيث يعد محركا رئيسيا للعديد من المشاريع الواعدة التي تعزز التنمية الاقتصادية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وأضاف رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان أن هناك تعاونا ملحوظا بين القطاع الخاص في البلدين من خلال التواصل المستمر بين غرفة تجارة وصناعة عمان ونظيرتها البلجيكية بهدف استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في الموانئ العمانية بالإضافة إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في مبادرات التنقل الأخضر ودعم مجالات التقنيات الحديثة.
وقال ريجي فيرميولين القنصل الفخري لمملكة بلجيكا لدى سلطنة عمان إن زيارة جلالة السلطان المعظم إلى بلجيكا هي بمثابة شهادة على العلاقة القوية بين البلدين.
وأشار إلى أن أحد الأهداف الأساسية لهذه الزيارة هو تسليط الضوء على أهمية الفرص المتاحة في عمان للمستثمرين البلجيكيين.
وأوضح أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت العلاقة الاقتصادية بين السلطنة وبلجيكا نموا مطردا.
وأضاف: «تتمثل مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين في قطاع المعادن، لا سيما في مشاريع الحجر الجيري الكبيرة في صلالة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون كبير في قطاع الهيدروجين، مع مشروع كبير لتوليد الهيدروجين الأخضر قيد التنفيذ في الدقم. والمشروع الرئيسي هو تطوير ميناء الدقم، الذي تتم إدارته حاليًا من خلال مشروع مشترك بين مجموعة أسياد وكونسورتيوم ميناء أنتويرب.