تزيد التجمعات الكبيرة في المدارس والمرافق التعليمية من خطر انتشار الفيروسات التنفسية، وخاصة الإنفلونزا، مما يستلزم اتخاذ خطوات استباقية لحماية الطلاب والمجتمع الأوسع.
ويشير خبراء الصحة إلى أن موسم الإنفلونزا يبدأ عادة في أواخر سبتمبر/أيلول ويمتد إلى أوائل الربيع. ويؤدي الاتصال الوثيق بين الطلاب أثناء ساعات الدراسة، وفي الحافلات، وأثناء الأنشطة اللامنهجية إلى خلق بيئة مواتية لانتشار الأمراض المعدية.
يسلط الدكتور عبدالله الحضرمي، أخصائي أمراض الجهاز التنفسي، الضوء على قابلية انتقال الأنفلونزا الموسمية، والتي تنتشر عبر الجسيمات المحمولة في الهواء والاتصال بالأسطح الملوثة.
وأضاف أنه “مع بدء العام الدراسي نلاحظ في كثير من الأحيان ارتفاع حالات الإصابة بالأنفلونزا بين الطلاب، ما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس داخل المدارس”.
تتراوح أعراض الأنفلونزا من خفيفة إلى شديدة، بما في ذلك الحمى والسعال والتهاب الحلق والصداع والتعب.
وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي الأنفلونزا إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، وخاصة بين الأطفال الصغار أو أولئك الذين يعانون من حالات صحية سابقة. ولا يؤثر المرض على صحة الطلاب فحسب، بل يؤثر أيضًا على أدائهم الأكاديمي، حيث تؤدي حالات الغياب المرتبطة بالإنفلونزا إلى تعطيل التعلم وتضع ضغوطًا إضافية على كل من الطلاب والمعلمين لتعويض الدروس الفائتة.
وتقول شيخة الغيلاني، معلمة في السنة الأولى: “نشهد كل عام ارتفاعًا في حالات الغياب بسبب الإنفلونزا في بداية الفصل الدراسي. ويواجه الطلاب المصابون بالإنفلونزا صعوبة في التركيز في الفصل، ويضطر بعضهم إلى البقاء في المنزل، مما يعطل تعليمهم. وبصفتنا معلمين، نؤكد على أهمية النظافة ونعمل بشكل وثيق مع أولياء الأمور للحفاظ على بيئة تعليمية صحية”.
وفي إطار الاستجابة لهذا الوضع، أطلقت وزارة الصحة مبادرات تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول الوقاية من الإنفلونزا، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتوعية الطلاب والأسر بممارسات النظافة وأهمية التطعيم ضد الإنفلونزا.
وتستهدف حملات التطعيم هذه بشكل خاص الفئات المعرضة للخطر، بما في ذلك الطلاب والأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويتم تقديمها مجانًا.
وتدعم المدارس هذه الجهود من خلال ورش العمل والبرامج التعليمية، مما يضمن اطلاع كل من الطلاب والموظفين.
يتم تشجيع الأسر على لعب دور فعال في الوقاية من الإنفلونزا من خلال ضمان ممارسة أطفالهم للنظافة الجيدة، وتناول وجبات متوازنة، وتلقي لقاح الإنفلونزا.
ويؤكد أولياء الأمور مثل سعاد الهاشمي على الوقاية في المنزل، قائلة: “أعلم أطفالي غسل أيديهم بشكل متكرر، وخاصة بعد المدرسة، والتأكد من حصولهم على لقاح الإنفلونزا سنويًا. تبدأ الوقاية في المنزل، والعمل مع المدارس ومسؤولي الصحة هو المفتاح لحماية أطفالنا”.
ومن خلال الجهود المتضافرة من جانب السلطات الصحية والمؤسسات التعليمية والأسر، يمكن الحد من انتشار الأنفلونزا. وسوف تكون التدابير الوقائية البسيطة، إلى جانب التطعيمات في الوقت المناسب، ضرورية لحماية الطلاب والمجتمع الأوسع خلال موسم الأنفلونزا هذا.