اخبار

البيوت الخضراء – جريدة عمان



تعد زراعة الأشجار في المنازل وسيلة فعالة للمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ.

ومع تزايد المخاوف العالمية بشأن التدهور البيئي وارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة، أصبح من الضروري التفكير في حلول محلية. ومن أبرز الحلول تخصيص جزء من مساحة المنزل لزراعة الأشجار.

تعمل الأشجار كواحدة من أفضل العوامل الطبيعية لتنقية الهواء، حيث أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وتطلق في المقابل الأكسجين. ومن خلال زراعة شجرة، يمكن للفرد أن يساعد في تقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تحسين نوعية الهواء وتقليل مستويات التلوث.

يشرح الدكتور راشد اليحيائي أستاذ قسم علوم النبات بكلية العلوم الزراعية والبحرية ما يسمى بـ “البستنة للهواة” في الحدائق المنزلية والأماكن العامة والمدارس. ويقول إن هذا اتجاه إيجابي وضروري يساهم بشكل كبير في تحسين البيئة.

ويؤكد أن هذه الممارسة تمثل خطوة مهمة في مكافحة تغير المناخ، حيث تمتص الأشجار المزروعة ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات الدفيئة الرئيسية. وأضاف أن هذه الخطوة لا تعود بالنفع على البيئة فحسب، بل توفر مساحات خضراء تعزز المظهر الجمالي للمنازل والمدن.

ويشير اليحيائي إلى أن الزراعة في حدائق المنزل يجب أن تكون مثمرة وذات قيمة غذائية، مثل أشجار النخيل والمانجو والليمون، والتي يمكن أن تلبي احتياجات الأسرة الغذائية وتساهم في تحقيق مستوى من الاكتفاء الذاتي.

وفيما يتعلق بالحدائق العامة أكد على أهمية الاستفادة من النباتات المحلية المتنوعة التي تتمتع بها السلطنة حيث تضم أكثر من 1400 نوع من النباتات التي تتلاءم مع الظروف المناخية المحلية. وأكد أن هذه الأنواع المحلية تحتاج إلى الحد الأدنى من المياه، مما يقلل من استهلاك الطاقة اللازمة للري ويقلل الانبعاثات المرتبطة بصيانة الحدائق.

وأوضح أنه مقابل كل شجرة مزروعة في الحدائق والشوارع العامة هناك نظير عماني أصلي، وهو غالبا ما يكون أكثر جمالا واستدامة مقارنة بالنباتات المستوردة. وأشار إلى أن الأشجار المحلية تحتاج إلى القليل من الماء، مما يعني أنها تتطلب طاقة صيانة أقل، مما يجعلها صديقة للبيئة وتساهم في امتصاص المزيد من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تعزيز الفوائد البيئية لهذه الممارسات.

ويؤكد اليحيائي أهمية تشجيع الأفراد على زراعة الحدائق المنزلية، ليس فقط لتحقيق الأمن الغذائي، بل لتحسين البيئة المحلية أيضا. وأوضح أن استخدام النباتات المحلية في الحدائق المنزلية يساعد في تقليل الانبعاثات واستهلاك الطاقة، وهي خطوة حاسمة في مكافحة تغير المناخ.

وفيما يتعلق بتوعية الأفراد بأهمية مواجهة مخاطر التغير المناخي من خلال البستنة والزراعة، أضاف الدكتور اليحيائي: “لا ينبغي لنا أن ننتظر حتى نصل إلى مرحلة نكون فيها مسؤولين عن كل جزيء كربون نستهلكه أو نطلقه في الهواء”.

وأشار إلى أن هذا الاتجاه بدأ بالفعل في الظهور في بعض الدول وقد ينتشر على نطاق واسع في معظم الدول في السنوات القادمة. لذلك يجب على كل شخص أن يعي أهمية تقليل استهلاك الطاقة والمساهمة في امتصاص الكربون من خلال توسيع المساحات الخضراء سواء في المنزل أو في الأماكن العامة.

إن جعل زراعة الأشجار جزءًا من ثقافة الأسرة يمكن أن يحول أنماط الحياة نحو الاستدامة. ليس من الضروري أن تكون مساحات الزراعة كبيرة؛ فحتى شجرة صغيرة يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا. إن تشجيع الأطفال على المشاركة في عملية الزراعة والعناية بها يساعد على غرس الوعي البيئي في نفوسهم منذ سن مبكرة.

إن تخصيص قطعة أرض صغيرة في المنزل لزراعة الأشجار ليس مجرد مساهمة بسيطة في تحسين البيئة، بل هو استثمار في مستقبل صحي. تساعد الأشجار، من خلال توفير الظل وتبريد الهواء، على تقليل الحاجة إلى أجهزة التبريد، وبالتالي تقليل استهلاك الكهرباء من مصادر قد لا تكون صديقة للبيئة. كما تساهم الأشجار في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتوفير المأوى للحيوانات الصغيرة والطيور، مما يعزز استقرار النظام البيئي ويساعد على منع تدهور الموارد الطبيعية.

مواضيع مشابهة

طائرة إيرباص بيلوجا في مسقط: ماذا تعرف عنها؟

bayanelm

أسياد إكسبرس توقع اتفاقية مع شركات التجارة الإلكترونية

bayanelm

السفارة الهندية تحتفل بالذكرى الـ 155 لميلاد المهاتما

bayanelm