هدف الحدث إلى معالجة التحديات البيئية الملحة التي تواجه سلطنة عمان، وجمع خبراء بارزين لاستكشاف الأبحاث البيئية المتطورة في البلاد، وتأثيرات تغير المناخ، والاستراتيجيات المستقبلية لحماية مواردها الطبيعية.
وتحدث في الندوة متحدثون بارزون مثل الدكتور مالك الوردي، الأستاذ المشارك في قسم التربة والمياه والهندسة الزراعية في جامعة السلطان قابوس، الذي سلط الضوء على الحاجة الملحة للحد من انبعاثات الغاز في مواجهة الأعاصير المتزايدة ودرجات الحرارة القصوى التي تؤثر على سلطنة عمان.
وأكد على دور المؤتمرات العالمية مثل مؤتمرات الأطراف في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ودعا إلى اتخاذ إجراءات دولية جماعية لمعالجة أزمة المناخ المتزايدة.
استعرض الدكتور راشد اليحيائي، أستاذ بقسم علوم النبات في جامعة السلطان قابوس، المشاريع البيئية المهمة التي تهدف إلى تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ في قطاعي الزراعة والمياه.
وتحدث عن المبادرات التي تقودها منظمة الأغذية والزراعة بدعم من صندوق المناخ الأخضر، والتي تركز على الزراعة المستدامة والحد من تسرب مياه البحر إلى موارد المياه الجوفية. كما أشار إلى الأبحاث المتعلقة بالمحاصيل المقاومة للجفاف والملح، إلى جانب التقنيات المبتكرة مثل الفحم الحيوي لتحسين صحة التربة والممارسات الزراعية الذكية، وكلها ضرورية لتكيف عُمان مع التهديدات المناخية.
قدم الدكتور عبدالله الغافري، رئيس قسم دراسات الأفلاج في جامعة نزوى، تحليلاً شاملاً للأفلاج (قنوات المياه القديمة)، مؤكداً على دورها الحيوي في إدارة موارد المياه الشحيحة في البلاد. وحث على المزيد من التعاون البحثي للحفاظ على هذه الأنظمة التقليدية، والتي تعد حاسمة في التكيف مع تحديات تغير المناخ.
وسلطت الجلسة الضوء أيضًا على تأثيرات “رؤية عُمان 2040” في تعزيز الوعي البيئي، وخاصة بين جيل الشباب، مع التأكيد على أهمية تحقيق الحياد الكربوني.
وأدارت الجلسة الشيخة المحروقي، وشهدت مشاركة الجمهور، حيث ساهم الحضور من خلال الأسئلة والتعليقات.
واختتم الدكتور محمد البلوشي رئيس النادي الثقافي الجلسة بالتأكيد على ضرورة تعزيز الفكر البيئي خاصة بين الشباب، كما أكد على دور البحث العلمي في ضمان مستقبل مستدام لسلطنة عمان.
وأشار إلى أن هذه المناقشات تأتي في إطار جهود أوسع نطاقاً لمواءمة السياسات البيئية في السلطنة مع أهداف رؤية عُمان 2040، والتي تتضمن خطوات مهمة نحو الحفاظ على البيئة والحياد الكربوني.
ولم تسلط حلقة النقاش الضوء على المشهد البحثي البيئي الحالي فحسب، بل قدمت أيضًا منظورًا مستقبليًا حول كيفية تمكن عُمان من تسخير الابتكار العلمي لمكافحة تحديات المناخ الوشيكة.