يستخدم المحتالون تقنيات مختلفة، بما في ذلك الرسائل الخادعة والمكالمات الهاتفية، وانتحال صفة ممثلي الشركات أو المؤسسات المالية. فهم يتلاعبون بالضحايا لحملهم على تقديم تفاصيل شخصية أو مالية. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون التطبيقات المحمولة التي تبدو مشروعة مصممة لسرقة معلومات حساسة.
تتضمن إحدى التكتيكات الشائعة إرسال روابط مزيفة عبر رسائل نصية، مما يدفع المستخدمين إلى إدخال تفاصيلهم المصرفية على مواقع ويب احتيالية. في سيناريو آخر، قد يدعي المحتالون أنهم موظفون في شركات معروفة، ويطلبون من الأفراد تحديث تفاصيلهم المصرفية أو الأمنية. تتطور الأساليب المستخدمة، مما يجعل من الصعب على الأشخاص اكتشاف الاحتيال حتى فوات الأوان.
يقول خبير الأمن السيبراني عبدالله البلوشي: “إن الاحتيال عبر الهاتف يستغل افتقار المستخدمين إلى الوعي بالتهديدات السيبرانية. كثير من الناس يسارعون إلى الوثوق في المكالمات أو الرسائل التي تبدو رسمية، مما يعرضهم للخطر”. وينصح الأفراد بالحذر، ويوصي “بعدم مشاركة المعلومات الشخصية أو المصرفية عبر الهاتف إلا إذا كنت متأكدًا من هوية المتصل. وفي حالة الشك، فمن الأفضل الاتصال بالشركة أو البنك مباشرة للتحقق”.
وتشير ندى الجابري، الخبيرة في مجال التكنولوجيا المالية، إلى أنه في حين تعمل التطورات التكنولوجية على تعزيز الأمن، فإنها تقدم أيضاً نقاط ضعف جديدة يمكن للمحتالين استغلالها.
وتضيف: “إن رفع مستوى الوعي المجتمعي واستخدام تدابير متقدمة مثل المصادقة الثنائية يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الاحتيال الإلكتروني. ومع ذلك، فإن تحقيق التوازن بين الراحة والأمان أمر ضروري”.
وقد شارك العديد من الضحايا تجاربهم مع الاحتيال عبر الهاتف. وتتذكر سارة محمد، وهي موظفة حكومية، أنها تعرضت للخداع لإقناعها بتقديم معلوماتها المصرفية خلال مكالمة هاتفية من شخص انتحل صفة ممثل أحد البنوك. وتقول: “أدركت بعد ساعات أن حسابي قد استنفد. لقد كان درسًا قاسيًا – فالبنوك لا تطلب أبدًا معلومات حساسة عبر الهاتف”.
تعرض أحمد خالد، طالب جامعي، لعملية احتيال عبر رابط رسالة نصية بدا أنه من إحدى منصات التواصل الاجتماعي الموثوقة. وبعد إدخال بياناته، تم اختراق حسابه واستخدامه في أنشطة غير قانونية. ويحذر قائلاً: “التكنولوجيا سلاح ذو حدين، والوعي هو أفضل وسيلة دفاع لدينا”.
يشكل الاحتيال عبر الهاتف تهديدًا كبيرًا، مما يتطلب التعاون بين الهيئات الحكومية والمؤسسات المالية لرفع مستوى الوعي وتحسين التدابير الأمنية. يحتاج المستخدمون إلى البقاء على اطلاع بأحدث عمليات الاحتيال واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية بياناتهم.
وشدد البلوشي على أهمية التأكد من هوية أي متصل والامتناع عن مشاركة أي معلومات حساسة عبر الإنترنت أو عبر الهاتف دون التأكد بشكل صحيح.
تلعب حملات التوعية العامة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي دورًا حاسمًا في تثقيف المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، تضمن التحديثات المنتظمة للتطبيقات وأنظمة الأمان وجود أحدث وسائل الحماية.
تعمل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بشكل فعال على دعم تحرك سلطنة عمان نحو اقتصاد رقمي آمن قائم على المعرفة.
وتقوم الوزارة بمراجعة التهديدات الأمنية السيبرانية بشكل مستمر وتدعو المؤسسات الحكومية والخاصة إلى تبني برامج متطورة لحماية البنية التحتية والخدمات الرقمية. ومن خلال القيام بذلك، فإنها تهدف إلى بناء أنظمة مرنة تخدم المجتمع دون المخاطرة بالاختراقات أو التهديدات الأمنية.