اخبار

أوقفوا التنمر – عمان أوبزرفر



مع بدء العام الدراسي الجديد، يشعر الآباء بقلق متزايد بشأن خطر التنمر، وخاصة مع انتقال الأطفال إلى صفوف جديدة وخوضهم لتعقيدات تكوين صداقات جديدة. ويؤكد الخبراء والمستشارون الاجتماعيون أن الطلاب الذين ينتقلون إلى مدارس جديدة يواجهون خطرًا متزايدًا للتنمر مقارنة بأولئك الذين يظلون في بيئات مألوفة. وقد أصبح التصدي للتنمر في المدارس – وهي قضية عالمية منتشرة – أولوية قصوى للمتخصصين الذين يعملون بلا كلل لإيجاد حلول فعالة.

إن التنمر المدرسي مشكلة خطيرة بشكل خاص بين الطلاب في أواخر مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة، حيث يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من الفصول الدراسية. ويمكن أن يؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية للطفل وأدائه الأكاديمي وقدرته على تكوين علاقات اجتماعية صحية. وبالتالي، فإن دور علماء النفس والمستشارين المدرسيين بالغ الأهمية؛ حيث يجب عليهم تعزيز السلوكيات الإيجابية وتثقيف الطلاب حول الآثار الضارة للتنمر وفرض التدابير التأديبية اللازمة.

تظهر ظاهرة التنمر في أشكال مختلفة، بما في ذلك الاعتداء الجسدي، والإيذاء العاطفي، والإساءة اللفظية، والتلاعب النفسي. تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في تشكيل نمو الطفل ولديها مسؤولية كبيرة في غرس القيم الاجتماعية الإيجابية. يجب على الآباء أن يكونوا قدوة في السلوك الإيجابي، حيث غالبًا ما يحاكي الأطفال والديهم. يمكن أن يؤدي قيام أحد الوالدين بممارسة التنمر أو السلوك العنيف إلى قيام الطفل بتكرار هذه الأفعال في المدرسة.

ويؤكد الدكتور يوسف العطار، استشاري التربية والنفسية، أن 80% من سلوكيات الأطفال تتشكل من خلال تربيتهم. ويشير إلى أن التنمر علامة على ضعف الشخصية ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ إذا لم يتم التعامل معه في وقت مبكر. لذلك، فإن تعزيز احترام الذات والثقة منذ سن مبكرة أمر بالغ الأهمية. وإدراكًا لانتشار التنمر على مستوى العالم، جعلت اليونيسيف مكافحته أولوية، مما يؤكد على إمكانية حدوث أضرار نفسية طويلة الأمد للضحايا. وتركز المؤسسات في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد على مخاطر التنمر وتكرس الموارد للقضاء عليه. ويحدد تقرير لليونيسيف ثلاثة عوامل رئيسية في التنمر: القصد والتكرار وديناميكيات القوة، مسلطًا الضوء على أن التنمر هو نمط من السلوك وليس حادثًا معزولًا.

وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن التنمر يمكن أن يؤثر على وظائف المخ لدى الأطفال، مما يؤدي إلى انخفاض استجابات المكافأة وإضعاف مناطق المخ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم. ويؤدي هذا الاضطراب إلى إعاقة قدرتهم على التعامل مع التحديات ومعالجة تجاربهم. وقد يعاني الضحايا أيضًا من أعراض نفسية جسدية مثل الصداع وآلام المعدة ومتلازمة القولون العصبي وآلام العضلات بسبب التوتر والقلق المستمرين.

ولمكافحة التنمر بفعالية، يتفق الخبراء على ضرورة تدخل الأسرة والمدرسة. فالأسرة هي المؤثر الأساسي على سلوك الطالب، ولا ينبغي للوالدين أن يعذروا التنمر أو يبرروه. بل يتعين عليهم بدلاً من ذلك تعليم الأطفال احترام مشاعر الآخرين وتثبيط السخرية أو الضحك على حساب الآخرين.

كما يجب على المدارس أن تلعب دوراً محورياً في معالجة مشكلة التنمر من خلال تطوير برامج شاملة لمكافحة التنمر تشمل المسؤولين التربويين والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع ككل. وقد أظهرت الدراسات أن المدارس التي تنفذ مثل هذه البرامج شهدت انخفاضاً بنسبة 50% في حالات التنمر على مدى عامين. ويتعين على الآباء اتخاذ عدة خطوات رئيسية لإعداد أطفالهم للعام الدراسي الجديد. ويشمل ذلك إعداد الأطفال نفسياً وجسدياً وعقلياً للعودة الإيجابية إلى المدرسة، وتعزيز روح متجددة وعزيمة للتغلب على أي أفكار سلبية قد تعيق النجاح.

مواضيع مشابهة

ومن المرجح أن يستمر هطول الأمطار يوم الخميس

bayanelm

فنان عماني يشارك في ملتقى الفنون التشكيلية الأردني

bayanelm

اجتماع مجلس أمناء أكاديمية الدراسات الدفاعية

bayanelm