عمان

نزوى..من الحواضر العمانية

نزوى..من الحواضر العمانية

موقع مدينة نزوى

تقع مدينة نزوى بمحافظة الداخلية في وسط سلطنة عُمان على مقربة من سفح الجبل الأخضر، وتكمن أهمية موقع مدينة
نزوى أنه يتوسط شمال السلطنة ويسهل الوصول إليه من ثلاث جهات (الشرق، الغرب، الجنوب) وبذلك تُعدُّ مدينة نزوى ملتقى طرق القوافل التجارية القادمة من تلك الجهات، كما أكسب هذا الموقع المدينة مناخاً متميزاً يجمع بين المناخ شبه الجاف في السهول والأودية، والمناخ المعتدل في الجبل الأخضر. الأمر الذي أوجد تنوعاً واضحاً في الحاصلات والمنتجات الزراعية.

ويبلغ عدد سكان مدينة نزوى (٨٤,٥٢٨) نسمة، وهم يشكلون ما نسبته (٢٥٫٩)٪ من إجمالي سكان محافظة الداخلية حسب تعداد عام ٢٠١٠م.

وتبعد عن العاصمة مسقط مسافة (١٤٠كم)، وتعد المركز الإداري لمحافظة الداخلية. وتتبع ولاية نزوى نيابتا
الجبل الأخضر وبركة الموز، وتوجد بها عدة قرى منها:
فَرْق، رَدّة البوسعيد، تنوف، طيمسا، كرشا، كمه.

من اقوال الحموي … ، معجم البلدان، ج٥، ص٣٢٥ بتصرف) في مدينة نزوى ((نزوى جبل بعُمَان … ، عنده عدة قرى كبار يسمى مجموعها بهذا الاسم، فيها قوم من العرب كالمعتكفين عليها، يُعمل فيها صنف من الثياب منمقة بالحرير جيدة فائقة، لا يُعمل في شيء من بلاد العرب مثلها، ومآزر من ذلك الصنف يُبالغ في أثمانها، رأيت منها واستحسنتها)).

خريطة لموقع ولاية نزوى

قال السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه- في خطابه التاريخي السامي بمناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين المجيد سنة (١٩٩٤م) الذي أقيم في مدينة نزوى واصفًا الدور البارز لمدينة نزوى في مسيرة الحضارة العُمَانية :

((كان لها دور بارز في مسيرة الحضارة العُمَانية لا يزال يتألق نورًا وضياءً، ورفعة وجلالاً، لقد كانت نزوى معقل القادة والعظماء، وموئل العلماء والفقهاء، ومرتاد الشعر والأدباء، فأعْظِم بها من مدينة لها في قلوب العُمانيين منزلة عالية)).

تعد مدينة نزوى من مدن سلطنة عُمان القديمة، فهي مدينة التاريخ والتراث، وقلعة الأصالة والمجد.

وهي إحدى عواصم عُمان القديمة، اتخذها الأئمة عاصمة في أغلب العصور منذ آواخر القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي.

سبب تسمية ولاية نزوى بهذا الاسم

سميت نزوى بهذا الاسم نسبة إلى عين ماء شمالي القلعة تسيل في وادي كلبوه .

وقيل : نسبة إلى جبل غربي البلدة .

وأطلق على نزوى : تخت العرب .

وسميت بيضة الإسلام في عهد الإمام غسَّان بن عبدالله لكثرة دور العلم والعلماء فيها .

قلعة نزوى

ومدينة نزوى مدينة تراثية عريقة ، تفخر بمبانيها التاريخية المتمثلة في قلعتها الشهباء، التي تعد من أهم القلاع وأكبرها
حجمًا ، وقد تم بناؤها علی ید الإمام سلطان بن سيف الأول ، وقد بدأ البناء بها عام ١٦٧٠م، واستغرق اثنا عشر عاما. وقد
مكَّن موقع القلعة الإستراتيجي من حراسة مدينة نزوى وما جاورها .

أمَّا حصن نزوى فقد بُني في عهد الإمام محمد بن عبدالله الیحمدي (١٧٧-١٧٩هـ/٧٩٣-٧٩٥م)، كما يوجد في نزوى أيضًا حصن تنوف الذي يقع على سفح الجبل الأخضر وتحيط به ثلاثة أبراج ، وهناك حصن الرديدة بنيابة بركة الموز، وقد بناه محمد بن الإمام أحمد بن سعید وولده هلال .

حصن نزوى

كما يوجد بنزوى عدد من الأبراج أهمها برج القرن الذي بني في القرن الرابع عشر الهجري ، وكان يستخدم للحراسة ، أمَّا الآن
فتنطلق منه طلقات المدفع في مناسبات العيدين ، وشهر رمضان المبارك ، وتحتضن نزوى عددًا من المساجد الأثرية ، التي كان لها الدور الحضاري على الصعيدين الديني والفكري، وأهمها المسجد الجامع، الذي بني قرب القلعة في القرن الثاني الهجري ، وجدِّد مرات عدة، وقد أعيد بناؤه في عهد السطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه على نفقته الخاصة ، وأطلق عليه ((جامع السلطان قابوس)).
ومن مساجدها القديمة أيضًا مسجد الشيخ ، ومسجد النصر ، ومسجد اليعاربة ببركة الموز .

النشاط الاقتصادي في نزوى
أ- الزراعة :
تعد الزراعة من أهم نشاطات السكان الاقتصادية، وهي المورد الرئيسي لدخل الفرد قبل ظهور النفط، نظرًا لوفرة المياه وخصوبة التربة، وتعتمد الزراعة في نزوى على مياه الأفلاج بصفة خاصة، وأشهرها فلج دارس أكبر أفلاج عُمان، وفلج الغنتق، وفلج المحدوث وهي أفلاج داؤودية. وأهم المحاصيل الزراعية فيها التمور، والحمضيات، والفواكه، والخضروات،
والحبوب، والرياحين.

وتتبع لنزوى نيابة الجبل الأخضر الذي يتميز مناخه بالاعتدال ، الأمر الذي هيأه لإنتاج محاصيل توجد في المناخ البارد والمعتدل، وقد كان جهد سكان الجبل الأخضر كبيراً في إعداد المدرجات الزراعية وذلك بإمكانياتهم التقليدية ،
وهذا يدل على شدة العزم، وقوة الإرادة لديهم.
وما زالت هذه المدرجات تجود علينا اليوم بأجود الأصناف من الرمان والعنب والخوخ والمشمش والجوز والكرز والزيتون والبوت .
بالإضافة إلى أصناف الخضروات المعروفة ومحاصيل العلف التي تحتاجها الحيوانات التي يربيها السكان .

كم ارتفاع الجبل الاخضر

يبلغ أقصى ارتفاع للجبل الأخضر حوالي ٣٠٠٩م في قمة جبل شمس.

ب- التجارة :
مارس سكان نزوى التجارة منذ القدم، وقد ساعد على ذلك، موقعها المتميز كحلقة وصل بين مناطق سلطنة عُمان، وهو ما جعلها سوقًا من الأسواق الرئيسية في سلطنة عُمَان، كما أنها مركز تموين لمحافظة الداخلية، حيث يتزود المواطنون من
أسواقها کافة احتیاجاتهم.
وقد قامت حکومة سلطنة عُمان ببناء سوق نزوی المركزي، وقد فاز هذا السوق بجائزة المدن العربية نظرًا لما يتميز به من فن معماري إسلامي، امتزجت فيه الأصالة مع المعاصرة.

ج- الصناعة :
اشتهرت نزوى منذ أقدم العصور بالصناعات الحرفية والتقليدية، وأهمها صناعة السيوف والخناجر والأسلحة التقليدية القديمة، كما برع أهل نزوى في صياغة الذهب والفضة المتمثلة في أنواع شتى من الحلي، وكذلك صناعة الحلوى والأواني النحاسية كالقدور ودلال القهوة، وصناعة النسيج المتمثلة في الإزار والعمائم، وغيرها من المنسوجات.

نزوى في عصر النهضة المباركة

منذ بزوع فجر النهضة العُمَانية المباركة في ٢٣ يوليو عام ١٩٧٠م بقيادة السلطان قابوس پن سعید بن تیمور طیب الله ثراه
تحولت مدينة نزوى إلى مدينة عصرية كغيرها من المدن العُمانية الزاهرة، فقد توافرت بها كافة الخدمات اللازمة للإنسان
العُماني، ففي مجال التعليم أقيمت كلية العلوم التطبيقية، وهي مؤسسة تعليمية جامعية، ويوجدها بها أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ، وانتشرت مدارس التعليم الأساسي والتعليم العام، كما يوجد بها أيضًا الكلية التقنية، ومعهد التمريض ، وغيرها من مؤسسات التعلیم، وقد تمَّ إشهار جامعة خاصة بنزوى تعرف باسم ((جامعة نزوى)) بدأت الدراسة بها عام ٢٠٠٤م. وفي المجال الصحي تم إنشاء المستشفيات والمجمعات الصحية ، ويعد مستشفى نزوى أكبر المستشفيات بمحافظة الداخلية وهو مزوَّد بأحدث الأجهزة الطبية ، والكوادر المؤهلة.

وقد تم ربط المدينة بشبكة من الطرق المعبدة الحديثة ، وتحديث شبكات الإنارة، ومد المدينة بالمياه النظيفة، وتقديم الخدمات الاجتماعية ، والمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية ، وإنشاء مجمع للشباب يمارسون فيه أنشطتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية.
كما دخلت الصناعة الحديثة في نزوی، حيث توجد منطقة صناعية بها مصانع الرخام، والسيراميك، والبلاستيك، والأصباغ، والأدوات الكهربائية، وغيرها من الصناعات الأخرى ، كما تم تخطيط الأحياء السكنية الحديثة ، وقد أخذت هذه الخدمات
في التوسع تبعًا لحاجة البلاد التنموية، وروعي في تحديث مدينة نزوى المحافظة على الطابع المعماري التقليدي الذي تتمیز به .

المعالم السياحية في ولاية نزوى

تمثل المعالم التراثية التي سبق ذكرها مزارات سياحية للكثير من السواح الذين يزورون المدينة ، كما يعد الجبل الأخضر بمدرجاته الخضراء وينابيعه المنسابة ومناخه المعتدل أحد المعالم السياحية بالولاية ، يضاف إلى ذلك وادي المعيدن الذي تنساب مياهه طوال العام ، وشلالات وادي تنوف التي تتدفق من الفلج بعد هطول الأمطار. كما يعد فلج دارس وحديقته
من المعالم السياحية المهمة في الولاية .

ويدعم كل هذه المعالم، العديد من الفنادق والاستراحات السياحية والمطاعم التي تقدم الوجبات التقليدية العمانية .

مواضيع مشابهة

نسب قبيلة السعيدي في سلطنة عمان

bayanelm

كم قيمة مخالفات الوقوف الخاطيء في قانون المرور العماني

bayanelm

نسب قبيلة المزروعي في سلطنة عمان

bayanelm