تاريخ

مراحل تطور الملاحة عند العمانيين

مراحل تطور الملاحة عند العمانيين

١- في العصر القديم :

يعود تاريخ الملاحة البحرية في عمان إلى أقدم عصور التاريخ ، وذلك من خلال محاولات الإنسان العماني قديماً الإبحار باستخدام الصاري والشراع ، وقد ارتاد العمانيون البحار سعيا وراء التبادل التجاري مع الشعوب المجاورة ، وكانوا في طليعة
رواد البحار والمحيطات منذ العصور التاريخية القديمة، فلا غرابة أن تصف المصادر السومرية القديمة أهل عمان برواد الملاحة البحرية .
وتشير المصادر التاريخية القديمة إلى أن العمانيين امتلكوا في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد أسطولاً بحرياً قوياً، وكان وسيلة فاعلة في نقل حضارة بلاد الرافدين إلى الهند وفارس .

٢- في عصر الدولة الإسلامية (من القون السابع حتى الخامس عشر الصيلادي):

كانت لعمان مكانة خاصة في التاريخ العربي الإسلامي ، وهي من البلدان التي اعتنقت الإسلام طوعاً واستجابت لدعوته ، وأصبحت إحدى قلاعه الحصينة إلى اليوم.

وكان للعمانيين دور في نشر الإسلام في جميع المناطق التي وصلوا إليها طوال عصر عمان التجاري الذهبي وإبان ازدهار الملاحة الإسلامية في المحيط الهندي من القرن السابع حتى القرن الخامس عشر، إذ كان التجار العمانيون يقومون بنشر الرسالة الإسلامية في أماكن بعيدة في أفريقيا والهند والصين .
ونتيجة لذلك ازدهرت مدن عمان الساحلية ، وأصبحت من الموانئ المهمة للتجارة بين الشرق والغرب وذات بعد عالمي، وفي طليعتها مدينة صحار عاصمة عمان القديمة.

٣- في عصر اليعاوبة (١٦٢٤ – ١٧٤١ م):

استطاعت دولة اليعاربة أن تضع يديها على العنصر الفاعل في التاريخ العماني وهو ارتباط البحر باليابسة ، إدراكاً منها لأهمية موقع البلاد على خريطة الملاحة العالمية .
ولقد نجح اليعاربة في إعداد قوة بحرية استطاعت تعقب البرتغاليين في الخليج العربي والمحيط الهندي، ولم يكتف اليعاربة بخبرتهم المحلية بل طوروا سفنهم مستفيدين من التقدم الكبير الذي طرأ على صناعة السفن الأوروبية .
وشهدت الفترة بين عامي (١٦٥٠ و١٦٥٢ م) نشاطاً بحرياً عمانياً أقلق الإنجليز والهولنديين حيث تمكن الإمام سلطان بن سيف من الاعتماد بالكامل على السفن الحديثة التي بني بعضها في الهند وبعضها الآخر تم شراؤه من الهولنديين، يضاف إلى
ذلك الإفادة من السفن التي وقعت بأيدي العمانيين بعد طرد البرتغاليين ، واستخدام المدافع المتطورة التي كانت بكفاءة المدافع الأوروبية نفسها .

وكان تطور البحرية العمانية لافتاً خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر ، ويعدُّ مؤشراً عملياً للتطور الاقتصادي الذي حققه العمانيون خلال هذه الفترة ، حيث شغلت التجارة فيه حيزاً مهماً ، لا سيما وأن نهاية الوجود البرتغالي في عمان كانت نهاية عملية لسياسة الاحتكار التي فرضها البرتغاليون على موانئ الخليج العربي والمحيط الهندي منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي .

٤- في عصر الدولة البوسعيدية (١٧٤١ م – إلى عصر النهضة):

واصلت عمان في زمن الدولة البوسعيدية اهتمامها بالأسطول البحري العماني ، وكان عنصراً فاعلاً في تقوية نفوذها في المناطق البحرية .
ولعل عهد السيد سلطان بن أحمد (١٧٩٢ / ١٨٠٤ م) يمثل نقلة جديدة في الأسطول العماني، وكان الأسطول التجاري في عهده يضم خمس عشرة سفينة كبيرة تتراوح حمولة الواحدة منها ما بين أربعمائة وسبعمائة طن إلى جانب المئات من السفن
الصغيرة، أما الأسطول الحربي فكان على جانب كبير من القوة والكفاءة .
وفي عهد السيد سعيد بن سلطان (١٨٠٤-١٨٥٦م) كان الأسطول العماني يأتي في المرتبة الثانية بعد الأسطول البريطاني في المحيط الهندي من حيث قوته وتعداده ، وكانت له قواعد رئيسة على الساحل الشرقي للخليج العربي في موانئ بوشهر ولنجا
وبندر عباس وهرمز، إضافة إلى موانئ على الساحل العماني ، أما الساحل الأفريقي فكانت لعمان فيه قواعد بحرية في ممباسا ولامو وكلوه ومقدیشو وزنجبار .

وكانت السفينة الحربية “سلطانة” من أهم قطع الأسطول العماني وقد أرسلت إلى ميناء نيويورك عام (١٨٤٠م) بقيادة السفير العماني ((أحمد بن النعمان)) تحمل هدايا للرئيس الأمريكي فان بورين (van buren).
وكانت الموانئ العمانية مهيأة لاستقبال أكبر السفن من الدول الصديقة التي ترتبط معها بعلاقات تجارية . وتشير تقارير قناصل وقادة الأساطيل الأوروبية إلى التسهيلات التي كانت تقدمها سلطات الموانئ العمانية إلى تلك الأساطيل .

وتمثل البحرية السلطانية العمانية حاليًا امتداداً للملاحة البحرية العمانية، حيث تمتلك أسطولاً من السفن الحديثة يضم مجموعة من الفرقاطات ، والزوارق ، وسفن المدفعية والإسناد، والمسح البحري للشواطئ، كما يتوافر لها عدد من القواعد البحرية التي تشمل خدمات لوجستية وهندسية وإدارية. وبفضل القوة البشرية المؤهلة والمدربة استطاعت
البحرية السلطانية العمانية أن تحظى بتقدير المجتمع الدولي واحترامه في حماية المصالح الوطنية الإستراتيجية والأمنية ، بما في ذلك سلامة الملاحة في مضيق هرمز .

خريطة الطرق والمراكز التجارية العمانية

ما هي الفرقاطة :
سفينة حربية صغيرة الحجم سريعة تستخدم للمناورة .

مواضيع مشابهة

النظم الادارية والعسكرية في الحضارة الاسلامية

bayanelm

الحوار بين المنهجية وشروط النجاح

bayanelm

الثورة الصناعية

bayanelm