ويأتي هذا المنتدى في نسخته الافتتاحية هذا العام في إطار الجهود الرامية إلى تعميق التعاون بين مطارات دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف دفع عجلة النمو الاقتصادي وتطوير قطاع الطيران والنقل الجوي في المنطقة، بما يعود بالنفع على شعوب دول المجلس وتعزيز التكامل الاقتصادي.
ويهدف المنتدى إلى دعم الأهداف المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز التنسيق الثنائي بين مؤسساتها استجابة لتطلعات قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.
ويأتي ذلك تماشياً مع التركيز الاستراتيجي لمنطقة الخليج على الاستثمار في البنية التحتية وتحسين الخدمات لاستيعاب النمو المتوقع في السفر الجوي والطيران، إلى جانب اللجان المشتركة وخطط العمل المستمرة في قطاع المطارات.
وقال الرئيس التنفيذي لمطارات عمان الشيخ أيمن بن أحمد الحوسني إن مشاركة الرؤساء التنفيذيين لمطارات دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المنتدى الذي تم تصميمه كمنصة حيوية لتعزيز التعاون والتكامل بين المطارات الخليجية.
وأكد أن المنتدى يعكس التزام قطاع الطيران في السلطنة ودول الخليج بتضافر الجهود ضمن رؤية شاملة لتطوير الخدمات والبنية الأساسية في القطاع ودفع عجلة التنمية المستدامة في المنطقة.
وقال الحوسني إن منتدى الرؤساء التنفيذيين للمطارات في دول مجلس التعاون الخليجي سيوفر فرصة مهمة لاستكشاف التعاون في مجالات مثل الابتكار والتحول الرقمي وتبادل الخبرات في مجال الموارد البشرية وتنمية المواهب. كما سيناقش المنتدى سبل تعزيز السلامة والأمن في المطارات، فضلاً عن الاستفادة من إمكانات الشباب في مجالات الابتكار والتميز المؤسسي.
وقال الحوسني الذي شغل منصب رئيس مجلس المطارات الدولي من 2020 إلى 2023: “لقد شهدت مطارات دول مجلس التعاون الخليجي تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وأظهرت قدرتها على التغلب على التحديات، وتمكنت من العودة بسرعة إلى مستويات ما قبل الجائحة، بل وتجاوزتها، وهو ما يعكس قوة التخطيط الاستراتيجي والاستثمار المستمر في هذا القطاع الحيوي”.
وأشار إلى أن تقارير المؤسسات العالمية مثل وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تؤكد أن قطاع الطيران في دول مجلس التعاون الخليجي يواصل نموه، بدعم من الاستثمارات الضخمة وخطط البنية التحتية الطموحة.
ويؤدي هذا إلى تعزيز فرص التمويل وتسريع التنمية.
وأوضح أن السفر الجوي عبر مطارات دول مجلس التعاون الخليجي سيرتفع بنسبة 20% في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً مستويات ما قبل كوفيد-19 بنحو 8%.
وتهدف خطط دول مجلس التعاون الخليجي إلى مضاعفة الحركة الجوية بحلول عام 2030 من خلال تطوير البنية التحتية وتعزيز القدرات التشغيلية.
وأشاد الحوسني بخطط السلطنة لإضافة ستة مطارات جديدة بحلول عامي 2028 و2029، وهو ما سيرفع الطاقة الاستيعابية للمطارات إلى نحو 50 مليون مسافر سنويا، مشيرا إلى أن هذه الخطة تنسجم مع أهداف رؤية عمان 2040 الرامية إلى تعزيز البنية الأساسية وتطوير قطاع النقل لدعم التنمية المستدامة وتعزيز مكانة السلطنة كمركز إقليمي للنقل الجوي. وأضاف أن مطاري مسقط وصلالة شهدا نموا كبيرا في أعداد المسافرين، مشيرا إلى أن الحكومة تستثمر ملايين الريالات العمانية في تطوير البنية الأساسية لقطاعي النقل والطيران لضمان استدامة هذا النمو.
تعد مطارات دول مجلس التعاون الخليجي من بين أهم المحاور الاستراتيجية في قطاع الطيران العالمي نظراً لموقعها الجغرافي الفريد، حيث تربط القارات وتعمل كحلقات وصل رئيسية في حركة المرور الجوي الدولي.
ومن شأن تكتل الطيران الخليجي المرتقب، الذي قد يتجسد بشكل رسمي خلال هذا المنتدى، أن يعزز المكانة العالمية لهذه المطارات من خلال تعزيز التعاون وتطوير البنية التحتية، ما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية واستثمارية أوسع.
ولا يعمل التعاون الإقليمي على تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي فحسب، بل يساهم أيضاً في دعم النمو المستدام وتطوير قطاع الطيران للأجيال القادمة، مما يضمن استمرار دول الخليج في احتلال مكانة رائدة في هذا المجال الحيوي على المستويين الإقليمي والدولي.
