اخبار

عمان والجزائر تتقاسمان نفس الرؤى والمواقف


مسقط ـ العمانية: تجمع سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية علاقات مستقرة وتوافق في الرؤى والمواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وتتميز العلاقات بين البلدين بالتعاون المتين بين القطاعين الحكومي والخاص في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة والطاقة المتجددة والتعدين والصناعة والبتروكيماويات وإنتاج الأدوية والنقل والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي والزراعة الصحراوية.

سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تتضافران في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يبدأ غدا الاثنين زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام إلى سلطنة عمان. 28 أكتوبر 2024.

ومن المؤمل أن يبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والتعدين. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن فرص مربحة، بما في ذلك آفاق إنشاء مشاريع مشتركة.

العلاقات بين عمان والجزائر عميقة الجذور. وساهمت الزيارة التي قام بها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد للجزائر عام 1973 في تعزيز العلاقات التي تعززت أكثر من خلال زيارة الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد إلى سلطنة عمان عام 1990.


وفي إطار الاحترام المتبادل، زار رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بن جراد سلطنة عمان لتقديم التعازي في وفاة السلطان الراحل قابوس بن سعيد في يناير 2020.

ومن المتوقع أن تلعب اللجنة المشتركة التي شكلتها حكومتا البلدين (في 23 فبراير 1991) دورا أكبر في تطوير التعاون الثنائي، لا سيما في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والتعدين والصناعة والبتروكيماويات وإنتاج الأدوية. والنقل والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي والزراعة الصحراوية والصناعات الغذائية والأسمدة وتكنولوجيا المعلومات والسياحة.

واتفق الجانبان، خلال اجتماع عقد في يونيو 2024 بالجزائر، على إعداد رؤية مشتركة لإنشاء صندوق استثماري للعمل في مختلف القطاعات.

وفي إطار الدورة الثامنة للجنة المشتركة عقدت ندوة لرجال الأعمال العمانيين ونظرائهم الجزائريين. وشهدت الندوة مشاركة جهاز الاستثمار العماني وعدد من الرؤساء التنفيذيين وممثلي صالة استثمر عمان. وتضمنت الجلسة اجتماعات ثنائية، بحث خلالها الجانبان مجالات إقامة مشاريع مشتركة. كما وافقوا على عدد من التوصيات واتفقوا على متابعة تنفيذها.


بلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية حوالي 41 مليون ريال عماني بنهاية عام 2023. ويعكس هذا الرقم مستوى جيد من التعاون التجاري مقارنة بدول عربية أخرى في شمال أفريقيا. كما أنها حافز لمزيد من النمو والشراكة في مختلف المجالات الاقتصادية.

وبلغ إجمالي صادرات عمان إلى الجزائر حتى نهاية يوليو 2024م (37,348,252 ريالا عمانيا)، فيما بلغت قيمة واردات عمان من الجزائر خلال نهاية يوليو 2024م (509,272 ريالا عمانيا)، وقيمة إعادة التصدير إلى الجزائر. حتى نهاية الشهر نفسه وبلغت (375.063 ريالا عمانيا).

وهناك عدد من المشاريع المشتركة التي تمثل التعاون الاقتصادي بين الجانبين، مثل التعاون بين الشركة الوطنية الجزائرية للمحروقات “سوناطراك” ومجموعة بهوان لإنتاج الأمونيا واليوريا بمدينة أرزيو بولاية وهران، بإجمالي استثمارات تبلغ إلى حوالي 3 مليارات دولار أمريكي، حيث تبلغ مساهمة مجموعة بهوان 51%.

ويعتبر هذا المشروع الأهم في الشراكة الاقتصادية بين عمان والجزائر ويعكس التزام البلدين بتطوير التعاون في مجالي الصناعة والطاقة.


إضافة إلى ذلك، تسعى “أبراج” و”أو كيو” إلى إقامة مشاريع استثمارية في قطاع الطاقة في الجزائر.

وتحرص سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بما في ذلك استكشاف فرص الاستثمار في مجالات الطاقة والتعدين وكذلك الصناعات الدوائية، مع الأخذ في الاعتبار التطور الملحوظ الذي يشهده قطاع الأدوية في الجزائر. . وفي السابق، كانت الجزائر تغطي فقط 15 إلى 20 في المائة من احتياجاتها الدوائية، لكن هذا الرقم ارتفع الآن إلى حوالي 80 في المائة، مما يجعلها واحدة من الدول المصدرة للأدوية المتقدمة مثل الأنسولين. ويمثل هذا القطاع فرصة واعدة للتعاون بين عمان والجزائر، حيث يمكن لعمان الاستفادة من الخبرات الجزائرية في تطوير الصناعات الدوائية وتوسيع أسواق التصدير.


وفي القطاع الفلاحي تعتبر الزراعة الصحراوية في الجزائر من القطاعات ذات النمو الواعد، إذ تم تجهيز 3 ملايين هكتار للزراعة على المدى الطويل، ويهدف المشروع الحالي إلى زراعة مليون هكتار.

تتميز المنتجات الزراعية بالصحراء الجزائرية بالجودة العالية. أما بالنسبة للأسمدة التي تمثل منتوجا استراتيجيا للاقتصاد الجزائري، فإن الجزائر تصدر كميات منها إلى الدول الإفريقية، إضافة إلى مشروع ضخم لإنتاج الفوسفاط، ما يجعلها من أكبر منتجي الفوسفاط في العالم بإنتاج سنوي ما يصل إلى 1.5 مليون طن.

وفي مجال الطاقة المتجددة -أحد مجالات التعاون الواعدة بين البلدين- شرعت الجزائر مؤخرا في إقامة مشاريع كبرى في هذا المجال بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. ولذلك يمكن للبلدين تبادل الخبرات والتقنيات في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، واستكشاف فرص الاستثمار المشترك في هذا القطاع الحيوي الذي يمثل أحد أبرز الحلول المستقبلية لتلبية احتياجات الطاقة المستدامة.

وعلى الجانب الثقافي والعلمي، قدمت الجزائر لأول مرة هذا العام 10 منح دكتوراه و25 منحة بكالوريوس للطلبة العمانيين. وفي الوقت نفسه، يوفر البرنامج العماني للتعاون الثقافي والعلمي 3 مقاعد دراسية للطلبة الجزائريين. ويجري حاليا تطوير البرنامج العماني لزيادة عدد المنح الدراسية المخصصة للجزائر إلى 10 مقاعد.

ويقدر عدد أفراد الجالية الجزائرية في سلطنة عمان بحوالي (2469) حتى منتصف عام 2024، منهم حوالي 400 مهندس وفني في قطاعي النفط والطاقة.

سيف ناصر البداعي سفير سلطنة عمان لدى الجزائر

سيف ناصر البداعي سفير سلطنة عمان لدى الجزائر

وقال سيف ناصر البداعي سفير سلطنة عمان لدى الجزائر: إن العلاقات بين عمان والجزائر عميقة الجذور، ويتمتع البلدان برؤى سياسية ثاقبة وتنسيق بشأن القضايا العربية والدولية. وعليه، يمكن وصف هذه الزيارة، الأولى من نوعها، بأنها “زيارة تاريخية” ومن شأنها تعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل وفتح آفاق أوسع، وذلك بفضل توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد المجيد تبون. وحرصهما على دفع الشراكة الثنائية إلى الأمام”.

وأوضح لوكالة الأنباء العمانية أن هذه الزيارة ستعزز العلاقات بين البلدين بما يخدم شعبيهما.

وأضاف السفير أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مطلع السبعينيات وهي تشهد تطوراً مستمراً، حيث تم التوقيع على اتفاقية إنشاء اللجنة المشتركة بين حكومة سلطنة عمان وحكومة سلطنة عمان. الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

وأوضح أن اللجنة عقدت 8 جلسات آخرها في العاصمة الجزائرية في يونيو الماضي.

وذكر السفير أنه تم الإعلان في جويلية 2024 عن تقدم المفاوضات لإنشاء مصنع لشركة هيونداي في الجزائر. يهدف المشروع إلى إنشاء خط لتصنيع هياكل المركبات وخط لعمليات الدهان. ومن المقرر أن ينتج المشروع في مراحله الأولى ثلاثة نماذج لسيارات الركاب، ونموذجين لمركبات الخدمات، ونموذج واحد للسيارات الكهربائية.

وأضاف أن عدد الشركات المسجلة في سلطنة عمان بمشاركة جزائرية حتى نهاية عام 2023 بلغ (423) شركة مقابل (251) شركة في عام 2022 بنسبة نمو بلغت (68.5 بالمائة).


واختتم سعادة سيف ناصر البداعي سفير سلطنة عمان لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تصريحه قائلا: “الثقافة هي جوهر الرؤية العمانية، ونحن حريصون على إبراز حضور عمان في كافة المؤسسات الثقافية الجزائرية و المساحات كواحدة من أهم أهدافنا. ولذلك سعينا إلى تخصيص ركن خاص له بمكتبة مسجد الجزائر الكبير الذي تم افتتاحه هذه السنة (2024). كما قدمت عمان مؤخرا كتبا قيمة للمسجد. وقد حرصنا على أن تكون الموسوعة العمانية على رفوف مكتبة المجلس الأعلى الجزائري للغة العربية هذا العام أيضا”.

مواضيع مشابهة

صلالة تفوز بالجائزة الأولى للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية

bayanelm

الهروب إلى صلالة: استمتع بسحر الخريف الرائع

bayanelm

صحة الطلاب في بؤرة الاهتمام

bayanelm