عمان

عمان في محيطها الاسلامي

عمان في محيطها الاسلامي

تتمتع سلطنة عمان بموقع استراتيجي بالغ الأهمية في العالم الإسلامي ؛ فهي تقع في أقصى الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية ، حيث تطل على أهم الطرق التجارية البحرية في العالم وهو الطريق الذي يربط الخليج العربي والمحيط
الهندي ، كما أنها اتصلت قديماً بطرق القوافل عبر الجزيرة العربية لتربط بين أجزائها، وكان لهذا الموقع دور في وضع سياساتها وخياراتها في التعامل مع الكثير من القضايا .
ولقد استفادت السلطنة من موقعها الاستراتيجي وعلاقتها المتميزة مع العديد من دول العالم في التفاعل والتواصل الحضاري الذي يمثل امتداداً للإسهام العماني العريق في بناء الحضارة الإنسانية. وانعكس ذلك إيجابيا على التكامل
الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي .

علاقة عُمان بالعالم الإسلامي

كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الدين الإسلامي طواعية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأصبحت منذ
ذلك الحين واحدة من القلاع الحصينة للإسلام التي ساعدت على انتشاره في كثير من المناطق ، حيث شارك العمانيون منذ
السنوات الأولى في الفتوحات الإسلامية براً ولاسيما في العراق وفارس وبلاد السند، أما الإسهام الأبرز لعمان فقد تمثل في النشاط التجاري البحري في شرقي أفريقيا والصين والموانئ الآسيوية التي تعاملوا معها.
وللسلطنة علاقات سياسية وثقافية واقتصادية مع العالم الإسلامي ، وقد قامت هذه السياسة منذ أن تولى السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – الحكم في البلاد على أساس العمل من أجل دعم العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة في ظل أسس من حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وانتهاج سياسة عدم الانحياز .

العلاقات السياسية

تربط السلطنة بدول العالم الإسلامي علاقات سياسية طيبة تهدف إلى إيجاد التضامن والسلام والأمن داخل العالم الإسلامي، فقد عملت السلطنة على تبادل علاقاتها الدبلوماسية مع معظم الدول الإسلامية، والتشاور المستمر بشأن التعاون الأمني الإقليمي والدولي مما جعلها محوراً مهماً في هذا المجال ، حيث عقدت فيها العديد من اللقاءات التنسيقية في هذا المجال ، وقد زار السلطنة معظم قادة الدول الإسلامية .

كما تؤيد السلطنة القضايا السياسية في العالم الإسلامي وفقًّا للقرارات الصادرة عن منظمة المؤتمر الإسلامي فهي
تدين استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى. وتدعو إلى تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة
واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني ، وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقةً أكثر استقرارا وأمنًا وخاليةً من جميع أسلحة
الدمار الشامل .

العلاقات الثقافية

تدعو السلطنة إلى أهمية التفاعل والحوار بين الثقافات بما يتفق مع التعاليم الإسلامية المتمثلة في التسامح والعدل والسلام ، وقد عقدت العديد من المؤتمرات الثقافية في السلطنة بالتعاون مع منظمة “الإيسيسكو” وقد شارك فيها عدد من الدول الإسلامية.

العلاقات الاقتصادية

ظلت التنمية المُستدامَة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية مجالا حيويًا بالنسبة للسلطنة وبقية الدول الإسلامية، مما أدى إلى زيادة فرص التجارة والاستثمارات بين تلك الدول. وتطبيق الاتفاقيات التجارية التي تهدف إلى التوسع في تبادل السلع والخدمات القائمة عليها ، ونقل التكنولوجيا والخبرة الفنية، والشروع في إنشاء سوق إسلامية مشتركة تمثل خطوةً مهمةً نحو التعاون الإسلامي وتشجيع المبادلات التجارية والاستثمارات ، والتنسيق فيما بينها؛
لتعزيز دورها في النظام الاقتصادي العالمي، والتعاون مع الدول الصناعية من أجل الإفادة من نقل التكنولوجيا إلى البلدان الإسلامية، وقد عقدت السلطنة العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع الدول الإسلامية بهدف زيادة الاستثمار بين الطرفين ، إذ أستقدم المختصين فيها للمشاركة في بناء النهضة العمانية الحديثة في مختلف المجالات .

علاقة السلطنة بمنظمة المؤتمر الإسلامي
نشأت هذه المنظمة بعد قيام المتطرفين اليهود بحرق المسجد الأقصى في أغسطس عام ١٩٦٩م، حيث عقدت أول قمة إسلامية من مجموعة بعض الدول الإسلامية في الرباط في شهر سبتمبر من عام ١٩٦٩م، بعدها تقرر تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، واختيار جدة مقرا لها،
وتضم المنظمة سبعاً وخمسين دولة إسلامية، وقد انضمت السلطنة إلى هذه المنظمة عام ١٩٧٢م، ومن أبرز المنظمات التابعة لها :
أ- البنك الإسلامي للتنمية بهدف مساعدة الدول الفقيرة ؛ ليقوم بتنفيذ المشاريع التنموية في تلك البلدان .
ب- مجمع الفقه الإسلامي ومقره مكة المكرمة .
جـ- المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( إیسيسكو)
Islamic Educational,Scientific and Cultural Organization. (ISESCO)
ومقرها الرباط في المغرب ، على أن تكون منظمة متخصصة في ميادين العلوم والثقافة والاتصال .

المساعدات الإنسانية لسلطنة عمان في العالم الإسلامي

للسلطنة وجهها المشرق في مجال المساعدات الإنسانية في العالم الإسلامي ، حيث قامت بتقديم العديد من المساعدات الإنسانية سواء أكانت في الحروب أم النكبات والكوارث الطبيعية ، فقد ساندت الشعب الفلسطيني ماديا وسياسيا ، وقد هدفت تلك المساعدات إلى إعادة بناء المنازل والعقارات المتضررة في فلسطين، وتجهيز المستشفيات والمؤسسات
العلاجية، وتنمية المشروعات الصغيرة والصناعات المنزلية فيها ، وإنشاء صوامع الغلال للمحافظات ضمن مشروع التنمية الزراعية المتكاملة ، وتطوير المشاريع ذات العلاقة بقطاع التربية والتعليم ، وإعادة تأهيل المرافق التعليمية والصحية والبنية التحتية ، وتجهيز مؤسسات تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما قامت السلطنة بمساعدة الشعب البوسني المسلم ومسلمي كوسوفو الذين تعرضوا لأشد موجات الاضطهاد والتطهير العرقي حتى نالوا حقهم واستعادوا أرضهم . وفي أفغانستان قامت السلطنة بمساعدة الشعب الأفغاني إزاء محنته في
حربه ضد الاتحاد السوفييتي السابق والحروب الطائفية الأخيرة ، كما ساندت شعوب شرق أفريقيا المسلمة في تطوير خدماتهم الصحية والاجتماعية .
وعلى صعيد الكوارث والنكبات الطبيعية فإن السلطنة تقدم المساعدات السخية إلى الدول التي تتعرض للمحن بشكل مستمر كإيران وتركيا. وفي أواخر عام ٢٠٠٤م قدمت السلطنة مساعدات للمتضررين في دول جنوب شرق آسيا جراء زلزال آسيا والمد البحري (تسونامي) الذي أعقبه .

تسونامي :
مصطلح ياباني ويعني موجة الميناء، وهي موجة محيطية ضخمة تكون على هيئة سلسلة واسعة من الأمواج والمد البحري تسببه الزلازل ، والبراكين وقد قامت هذه الموجه يوم ٢٠٠٤/١٢/٢٦م بضرب سواحل كل من إندونيسيا وماليزيا، وسيرلانكا، والهند، والمالديف ومملكة تايلند وقد تكررت لأكثر من مرة خلال فترات متلاحقة مما أسفر عنها خسائر بشرية ومادية فادحة .

مواضيع مشابهة

ما هي الاجازات الرسمية في سلطنة عمان

bayanelm

الاقتصاد القائم على المعرفة تطلعات ورؤى

bayanelm

البيئة العمانية حماية واستدامة

bayanelm