صناعة السفن العمانية القديمة وانواعها
تميزت السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها، إلا أن بعضاً منها لم يعد مستخدماً الآن، بينما لا يزال بعضها الآخر مستخدماً. وتتراوح أعمار بعضها بين ٦٠-١٠٠ سنة. وكانت البداية الأولى على سواحل بحر العرب ، مع التنقل بمحاذاة الساحل على زوارق وقوارب القصب وسعف النخيل والقرب المنفوخة ، وتطورت مواد الصنع، فاستخدمت الأخشاب وكذلك طريقة خياطة القوارب لربط الألواح، فظهرت قوارب تمكنت من قطع مسافات بعيدة لتصل إلى فارس والسند والمليبار .
ومهما قيل عن ضعف بنية المراكب المخيطة وبساطة صنعها فإنها ظلت تسهم في عمليات النقل والملاحة عشرات القرون من التاريخ . وبسبب كثافة عمليات النقل والتجارة البحرية زادت الحاجة إلى تطوير السفن المحيطية فتطورت عمليات البناء ، وظهرت أنواع من السفن مختلفة الشكل والأحجام. وتقسم السفن إلى أنواع حسب طريقة الصنع ومواد بنائها .
١- صناعة السفن :
اتبع العمانيون عدة طرق لصناعة السفن، فكانوا يقومون بخياطة الأضلاع والألواح وربطها بخيوط وحبال عبر ثقوب ، ثم يطلى المركب من الداخل بالقار ومن الخارج بالدهن ، ثم تتم عملية القلفطة النهائية لسد ما تبقى من ثقوب وشقوق .وسميت السفن التي تصنع بهذه الطريقة بالقنباريات، ثم استخدمت المسامير ، وسميت السفن التي تصنع بهذه الطريقة بالمسماريات.
أما أهم الأجزاء المكونة للسفينة فهي :
أ- قاعدة السفينة: وتسمى الهراب، ويطلق عليها في عمان (البيص) ويقوم عليها
جسم السفينة.
ب – الصدر: ويسمى جؤجؤ السفينة وهو مجتمع رؤوس ألواح المركب،
ويزين ببعض الزخارف.
ج – العجز: ويسمى عند البحارة بـ (التفر) ويختلف من مركب إلى آخر.
د – السكان : لوح يثبت خلف العجز، ولم يظهر إلا منذ القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي.
هـ – الغاطس: ويعرف بالكشوة ويبنى حسب قياسات معينة ، ويكون حاداً لحماية أسفل السفينة .
و – الجدار : وهو ما فوق لوح الكمر من جانبي السفينة .
ز -الأجزاء الداخلية والملحقة وهي : الحلاقيم وهي أضلع على شكل رقم سبعة تربط جانبي السفينة من الداخل . والصواري لسند السطوح في السفينة وتقسم إلى مستودعات للتخزين، والبذول لتجميع المياه المتسربة ، وسطح المؤخرة حيث توجد
عجلة السكان والدقل أو الصاري وهو خشبة طويلة تثبت في وسط السفينة ويثبت عليها الشراع، والشراع كان يصنع من الحصير ثم من القماش، والمثلث منه هو أجود أنواعه لاستغلال الرياح العرضية والتحكم في مسار السفينة في المضايق المائية .
٢- أنواع السفن (حسب تقنية الصنع):
1- القنباريات : ومن أنواعها في سلطنة عُمان ومنطقة الخليج:
العيكار (العيكوي) : ويستخدم في النقل التجاري الخفيف ، حيث تلائم السفينة المسافات القصيرة كما بين صور وقلهات. كما كان يستخدم في القتال لخفته ، ويمكنه مغالبة الأمواج .
الطواد : يشبه العيكار، ويستخدم في النقل الساحلي الخفيف والقتال ، ويستخدم هذا المركب في نقل الخيول ، ومن أهم مراكز صناعته ساحل المهرة .
البدث والبقارة : من المراكب القنبارية التي لم تتغير أشكالها بعد استعمال المسامير في بنائها . وكانت عُمان أهم مراكز صناعة مراكب البدن ، أما البقارة فتصنع في بعض موانىء الخليج العربي.
ب – المسماويات : ومت أهمها :
■ البغلة: أشهر السفن العربية على الإطلاق حتى الحرب العالمية الأولى ، حيث ظهرت سفينة أخرى متطورة هي” البوم” التي أصبحت سعتها تضاهي البغلة وسرعتها عالية ، وشعار البغلة في رأس مقدمتها الشكل الرباعي يتوسطه نتوء بارز
منحوت تحيط به زخارف .
القنجة: تشبه البغلة في هيكلها، وحمولتها أقل من البغلة .
■ السنبوق : صنعت أنواع عديدة منه ، تختلف من منطقة إلى أخرى ، وأشهره
السنبوق الذي يصنع في عمان ، حيث يمتاز عن غيره ببروز الأطراف الخلفية
وسطحه الکامل .
■البتيل : اشتهرت تلك السفينة في شمال الخليج، وتتميز برأس على شكل كمان ، ورأس حصان.
■ البدن: يتميز بمقدمته ومؤخرته العموديتين ، وليس له سطح إلا في المؤخرة . البوم : من أشهر السفن العربية حتى الآن ، من حيث حجمه وسعته ، وسرعته ، وتوجد منه أنواع عديدة مختلفة الأحجام ، والكبير منه له دقلان ،ومقدمته بارزة .
وهناك مراكب أخرى للصيد والنقل مثل: الكشتي ،العبري، البقارة، الزاروق.
صورة مركب السنبوق:
صورة مركب البوم
