عمان

صحار..من الحواضر العمانية

صحار..من الحواضر العمانية

الموقع الجغرافي

تقع مدينة صحار على ساحل بحر عُمان إلى الشرق من محافظة البريمي وتحدها من الشمال ولاية لوى، ومن الجنوب
ولاية صحم.
وتعد مدينة صحار المركز الإقليمي لمحافظة شمال الباطنة، وتبعد عن مسقط العاصمة بنحو (٢٣٠)كم، ويبلغ عدد
سكانها حوالي (١٤٠,٠٠٦) نسمة، ويمثلون (١٨,١٪) من إجمالي سكان محافظتي الباطنة حسب تعداد ٢٠١٠م.
وتكتسب مدينة صحار أهمية بالغة نظراً لموقعها المتوسط في شمال الباطنة، فهي تجمع بين المواقع البحرية والمواقع
الجبلية الجميلة. وتتميز بانتشار الأودية التي تنساب فيها المياه، ومن أبرزها وادي ((حيبي)) الذي يبعد عن مركز المدينة
حوالي (٦٠) كيلومتراً، إضافة إلى كل من وادي ((عاهن)) ووادي ((الجزي)).

صحار عبر التاريخ

سميت صحار بهذا الاسم نسبة إلى صحار بن إرم بن سام بن نوح (عليه السلام). واكتسبت مدينة صحار أهمية حضارية واقتصادية كبيرة بفضل موقعها الساحلي، فكانت مركزاً تجارياً متميزاً لحركة التجارة مع كل من الهند والصين وشرقي أفريقيا، ومنطقة الخليج العربي، واشتهرت بإنتاج النحاس وتصديره منذ زمن طويل .

وارتبطت صحار بعلاقات تجارية مع العالم الخارجي منذ القدم، فمنذ أكثر من أربعة آلاف سنة كانت المدينة العريقة
تقوم بتصدير النحاس بكميات كبيرة إلى كل من الصين وإيران (فارس) والعراق (بلاد الرافدين) وغيرها من البلدان.

كما اشتهرت صحار بصناعة الثياب الجيدة والتي تم تصديرها إلى معظم البلدان، ويدل على أهمية الأثواب الصحارية وجودتها ما ذكره ابن هشام ((أن رسول الله وكَ له كُفِّنَ في ثلاثة أثواب، ثوبين صحاريين (نسبة إلى صحار)، وبُرد حَبْرَة)).

ولقد كانت صحار من أغنى المدن في عمان، وتزخر بالعديد من المعالم الأثرية المنتشرة في ربوعها، إلا أن أبرزها على الإطلاق هي ((قلعة صحار)) والتي تعد من أهم القلاع والحصون في محافظة شمال الباطنة، نظرًا لموقعها المتميز ودورها الكبير الذي لعبته طوال القرون الماضية، ويرجع تاريخ بنائها إلى نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي، وهذا ما أكدته الحفريات الأثرية المكتشفة حول القلعة عام ١٩٨٠م. وقد اختلفت الآراء في من بناها، وقد أدخلت عليها عدة تعديلات
وإضافات، وتم ترمیمها في عهد السلطان قابوس بن سعید بن تیمور طیب الله ثراه وكان لصحار شرف استقبال رسالة الرسول إلى ملكي سلطنة عُمان ((عبد وجيفر ابني الجلندى))، والتي يدعو فيها أهل عُمان إلى الإسلام، وكانت حينها صحار عاصمة لسلطنة عُمان.
كما حظيت صحار باهتمام الرحالة والجغرافيين العرب الذين زاروها ، وأشادوا بتقدمها ونشاطها التجاري، وقد زارها الرحالة المقدسي، وهو من مشاهير الجغرافيين العرب، في القرن العاشر الميلادي وقال عنها ((أما قصبة عُمان، فهي مدينة صحار وليس على بحر الصين اليوم بلد أجمل منه عامر أهل حسن طيب نزه ذو يسار وتجار وفواكه وخيرات … بها أسواق عجيبة وهي بلدة ظريفة)).

رحلة السفينة صحار
وتقديرًا للدور البارز الذي قام بها العمانيون في الملاحة البحرية من حيث التجارة البحرية وبناء السفن فقد امر السلطان قابوس بن سعید بن تیمور طيب الله ثراه – بتسيير رحلة بحرية مشابهة لرحلات العمانيين في القرون الماضية، وتم بناء
سفينة شراعية أطلق عليها ((السفينة صحار)) حيث أبحرت من مدينة صحار في عام (١٩٨٠م) إلى مدينة كانتون بالصين ، واستغرقت الرحلة عامًا کاملاً.

الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمدينة صحار

تتعدد الأنشطة الاقتصادية التي مارسها ويمارسها سكان صحار، ومن أهمها :
١- صيد الأسماك وما يتعلق بها من صناعات.
٢- الزراعة، ومن أهم منتجاتها : التمور – الحمضيات – البقول – الفواكه – الأعلاف
الحيوانية – قصب السكر – الخضروات.
٣- صناعة الفضيات، وصناعة الحلوى العمانية.
٤- الحدادة .
٥- السعفيات .

صحار في عصر النهضة المباركة

نالت مدينة صحار الكثير من إنجازات عصر النهضة العمانية، ففي المجال الصحي يوجد فيها مستشفى صحار التخصصي، والمراكز الصحية الأخرى. أما في المجال التعليمي، فهناك العديد من المدارس التي تنتشر في أنحاء الولاية، شاملة لمختلف المراحل التعليمية. وهناك أيضاً كلية العلوم التطبيقية، وجامعة صحار التي تعد أول جامعة خاصة في السلطنة.

وفي المجال الاقتصادي، تم إنجاز الآتي:

ميناء صحار الصناعية.

منطقة صحار الصناعية.
-سوق الحرفيين.

محطة الأرصاد الجوية.

محطة توليد الطاقة الكهربائية.

المعالم السياحية

تزخر مدينة صحار بالكثير من المعالم السياحية التي يقصدها زوار المدينة من الداخل والخارج، وإضافة إلى المعالم التراثية والطبيعية التي سبق ذكرها، تنتشر في المدينة الفنادق والاستراحات والحدائق العامة (حديقة اليوبيل الفضي)، وفيها الكثير من الخدمات السياحية الأخرى كالمكاتب السياحية والمطاعم الشعبية.
وتبرز بوابة صحار كأحد المعالم السياحية في المدينة حيث أن فكرتها وعناصرها تجسد العمارة العمانية التقليدية، وما كانت تتميز به المداخل الرئيسية من أهمية ومهابة منذ القدم.

تتكون بوابة صحار من فناء داخلي على شكل مربع تقف القلعة شاخصة على كل ركن من أركانه الأربعة كما تحيط به من الجانبين أروقة مزينة بالعقود، كما أن مظهر البوابة وشكلها العام طبيعي بدون استعمال الأصباغ الاصطناعية حيث تم استخدام الحجر الرملي الذي يمكن زخرفته وصقله بالأشكال الهندسية الإسلامية لحفر الآيات القرآنية ذات الدلالة والمعاني التي تتناسب مع هذه البوابة وموقعها. كما أن الهيكل الأساسي للبوابة تم تشييده من الخرسانة والحديد وتجليد
الهيكل بالحجر الرملي من كل جوانبه.

مواضيع مشابهة

نسب قبيلة الفزاري في سلطنة عمان

bayanelm

النظام الاساسي في المباديء الاجتماعية لسلطنة عمان

bayanelm

قانون العمل العماني الجديد تنظيم العمل

bayanelm