اخبار

رعاية العقول الشابة – جريدة عمان



يمثل الأطفال المستقبل، ويحملون التقاليد إلى الأمام بينما يشكلون المجتمع الذي يعيشون فيه. والطريقة التي يرعاهم بها الآباء تضع الأساس للأجيال القادمة، وتشكل نماذج يحتذى بها وتحدد مسار العالم في المستقبل.

كل تصرفات الوالدين وممارساتهم في تربية الأطفال تؤثر بشكل عميق على نمو الطفل.

إن نهج التربية المتوازن – الذي يجمع بين الدفء والحدود والدعم المناسبين – يعزز النمو العاطفي والفكري، ويساعد الأطفال على النمو.

الأطفال زينة الحياة ومن أعظم نعم الله. إن كيفية رعاية الآباء وأفراد الأسرة المقربين لهذه الزهور الصغيرة في حديقة الحياة تحدد مستقبل العالم. وبالتالي فإن تربية الطفل هي من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الوالدين، والتي تتأثر بشدة بالعوامل الثقافية والمجتمعية والفردية.

وتوضح الدكتورة منيزة حسنات، أخصائية طب الأطفال بمسقط، أن أسلوب التربية المتبع يلعب دورًا محوريًا في تشكيل النمو العاطفي والاجتماعي والمعرفي للطفل.

“إن دماغ الطفل المتنامي يحتاج إلى أكثر من مجرد القواعد والانضباط. وتقول: “إنها تتطلب بيئة رعاية مع مساعد وصديق ومقدم رعاية متاح عاطفيًا”. مثل هذه البيئات تجعل الأطفال يشعرون بالأمان والفهم والتقدير، مما يعزز النمو الصحي للعقل.

يحدد الدكتور حسنات أربعة أنماط رئيسية للتربية:

القواعد الصارمة والمعايير العالية تفرض الانضباط، ولكنها قد تغرس الخوف في الأطفال. مزيج من الدفء والحدود الواضحة يعزز الثقة والمرونة والأساليب المتساهلة تشجع احترام الذات ولكنها قد تؤدي إلى سلوك متهور.

كما أن الحد الأدنى من التوجيه يمكن أن يؤثر سلبًا على احترام الذات والأداء الأكاديمي.

وتضيف: “يجب على الآباء أن يهدفوا إلى اتباع نهج متوازن، وتوفير التوافر العاطفي إلى جانب البنية لضمان النمو الشامل”.

يعكس الأطفال العواطف ويستوعبون كلمات آبائهم، ويشكلون صوتهم الداخلي. يساعد التواصل الإيجابي والمحترم على تعزيز احترام الذات وتقدير الذات، مما يؤثر على كيفية تفاعل الأطفال مع العالم.

يتطلب تعليم الأطفال القيم الأساسية مثل الحب والتسامح والتعاطف والصبر سلوكًا نموذجيًا وتعليمًا مباشرًا وبيئة داعمة. إن التحلي بالصبر مع الأطفال يساعدهم على إدارة الإحباط وبناء المرونة.

تجلب المراهقة نموًا مهمًا للدماغ وتحديات عاطفية. المراهقون معرضون للتوتر والصراعات المتعلقة بالصحة العقلية، مما يتطلب من الوالدين الرعاية والاهتمام والاتساق.

يقول الدكتور حسنات: “إن حبنا وصبرنا وحضورنا يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا”. “إن الاستماع النشط والدعم الثابت يمنح المراهقين الاستقرار الذي يحتاجون إليه للتنقل في هذه المرحلة التحويلية.”

إن الأبوة والأمومة هي فن وعلم في نفس الوقت، حيث يكون الهدف النهائي هو تربية أفراد يتمتعون بصحة عاطفية وواثقين من أنفسهم وعلى استعداد لمواجهة تحديات الحياة وجعل العالم مكانًا أفضل.

مواضيع مشابهة

جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية تحتفل بتخريجها

bayanelm

السيد بلعرب يفتتح اليوم متحف السيارات الملكية

bayanelm

وزارة العمل تطلق 45 ميزة جديدة لـ “إجادة”.

bayanelm