درس جمهورية الهند للصف التاسع المنهج العماني
ستتعلم في هذا الدرس:
١- معالم الحضارة الهندية القديمة.
٢- التكوين التاريخي للهند.
٣- غاندي ومقاومة الوجود البريطاني .
٤- العلاقات العمانية الهندية .
٥- معنى المفاهيم والمصطلحات والأسماء الآتية :
وادي السند، الهندوسية، البوذية، شركة الهند الشّرقيّة، الانفتاح الاقتصادي.
٦- ستعرف دور الجماعات والشخصيات التالية في تاريخ الهند :
الفيديون،الآريون، المغول، البريطانيون، بوذا ، غاندي.
تقع جمهورێّة الهند في جنوبيّ قارة آسيا، وتجاورها الصّين في الجهة الشمالية الشّرقية، وباكستان من الغرب، ونيبال وبوتان من الشّمال، وميانمار(بورما) وبنجلاديش من الشّرق ، ويحيط بها المحيط الهندي من الجنوب.
وتقسم إلى ثلاث مناطق جغرافيّة مختلفة: منطقة جبال الهملايا في الشّمال، والسهول الوسطى، ومنطقة الهضبة في الجزء الجنوبي .
تعد الحضارة الهندية من الحضارات القديمة التي بدأت بالظهور في وادي السند حوالي ٢٥٠٠ق.م، حيث ارتبطت حياة الهنود القدماء باستغلال الأراضي الزراعية الخصبة ، فأقاموا المدن، وعملوا على تربية الماشية لاسيما الأبقار التي استخدمت لأغراض النقل والحراثة ، ومن أبرز مدنهم في تلك الفترة مدينة موهنجودارو التي تقع شمال غربي الهند على نهر السند ، وقد بنيت فوق التلال،ويظهر من آثارها أنها كانت كبيرة وشوارعها مستقيمة ، وذات نظام لتصريف المياه من البيوت في مجار فخارية ، وبيوتها ضخمة ، وتضم حمامات عامة كبيرة. ومن المعالم الحضارية البارزة في تلك الفترة أن سكان المدن الهندية استخدموا أنظمة للمحاسبة والقياس والوزن والكتابة ، كما حفروا الخنادق والقنوات في الأراضي وحول المدن لري الحقول والمزارع، وبنوا مخازن للحبوب، ومدرسة في کل مدینة.
في نحو عام ١٥٠٠ق.م وصلت جماعات من الآربين (القبائل التي تربطها رابطة الدم) إلى شمالي الهند قادمة من وسط آسيا ، فهرب الفيديون سكان البلاد الأصليون نحو الجنوب ، وكان الآريون يتصفون بمهارتهم القتالية، فسيطروا على الأراضي
الواقعة على نهر السند ، وعملوا بالزراعة وتربية الأبقار والأغنام ، وأجبروا كثيرا من الهنود على العمل في مزارعهم .
وأحدث الآريون تغيرات كبيرة في الحضارة الهندية، فقد عملوا على تطوير اللغة الهندية القديمة المعروفة بالسنسكريتية، وأدخلوا مفاهيم جديدة على الديانة الهندوسية التي أصبحت أكثر الديانات شيوعا في الهند حتى يومنا هذا، كما أوجدوا نظاما طبقيا جديدا في المجتمع الهندي وأصبح جزءا من الديانة الهندوسية .
أعطت الحضارة الهندية للعالم الكثير من الأفكار ؛ فالديانتان الهندوسية والبوذية نشأتا في الهند ، وكانت الهند في تلك الفترة مركزا للفن والتعليم، فانتشرت المدارس، وأنشئت الجامعات، وازدهرت علوم الفلك والفلسفة والأدب ، وازداد النشاط
التجاري بين الهند ودول العالم .واشتهر الهنود بفن النحت والرسم، وأسهم الهنود في تطوير الأرقام الحسابية ، وعنهم أخذها العرب المسلمون وطوروها .
حكم الآريون معظم شمالي الهند لفترة طويلة وصلت نحو ألف سنة ، وانتشرت في عهدهم الديانة البوذية، على الرغم من معارضة البراهمة الهندوس لها ، ثم بدأت سيطرتهم العسكرية والفكرية بالتراجع أمام هجمات الفرس الذين أخضعوا هذه المناطق لسيطرتهم إلى ما يقارب المائتي عام.
الطبقات الاجتماعية في الهند :
١- الكهنة والملوك.
٢- الفرسان المحاربون.
٣- المزارعون والصناع.
٤- العبيد والخدم.
٥- المنبوذون: فئة كبيرة من السكان لم يكن لهم مكان في الحياة الاجتماعية الهندية ، وكانوا يجبرون على القيام بأسوأ الأعمال وأقذرها.
التكوين التاريخي للهند
في منتصف القرن السادس عشر الميلادي جاء المغول المسلمون من آسيا الوسطى، واستقروا في المناطق الشمالية من الهند، وأقاموا فيها إمبراطورية كبيرة، وأعطى المغول سكان البلاد الأصليين لغتهم وحضارتهم، فامتزجت بذلك الثقافة الهندية بالمغولية .
بدأ التنافس التجاري على الهند بعد الاكتشافات الجغرافية ، ولاسيما من قبل الفرنسيين والهولنديين والإنجليز، ونجحت شركة الهند الشّرقيّة البريطانية بإنشاء مصنعها الأوّل في الهند عام ١٦١٢م،
وعمل الإنجليز من خلالها على تثبيت وجودهم بالهند ، فعملوا على تطوير التلغراف، وسكة الحديد، ونجحوا في تطوير زراعة القطن والشاي ، وأصبحت الهند بعد ذلك تحت السيطرة الإنجليزية .
تشکلت في الهند حركات وطنية ، كان أبرزها حزب المؤتمر الوطني، وحزب الرابطة الإسلامية، وتولت هذه الحركات مهمة إخراج الإنجليز من الأراضي الهندیة.
غاندي ومقاومة الوجود البريطاني
بعد أن تولى غاندي رئاسةً حزب المؤتمر الوطني،أخذ يطالب باستقلال الهند، ولانه عارض استخدام العنف والقوة لتحقيق ذلك . ولتطبيق أفكاره قام بجولات في معظم أنحاء البلاد ، وطالب الهنود بعدم تنفيذ القوانين البريطانية ، وشجعهم على مقاطعة المنتجات الإنجليزية ، وحثهم على مضاعفة إنتاج الملابس الوطنية الهندية ، وعمل هو بنفسه في غزل الصوف فازداد عدد مؤيديه. ورضي أن يلقى به في السجن، وأضرب مرات عدة عن الطعام ليطلع العالم على مطالبة.
وأثارتْ هذه السياسةُ الإدارةَ البريطانيةَ في الهند، فاعتقلت غاندي ونفته إلى خارج البلاد عام ١٩٢٢م، ولكنها أجبرت على إرجاعه بعد استمرار المظاهرات المؤيدة له. وأدت شجاعة غاندي وصلابته إلى إعجاب الهنود به ، وهو أمر دفعهم إلى مساندته ، واتخذوا من حركته السلمية سبيلاً للخلاص من الوجود الإنجليزي ، حتى أطلقوا عليه المهاتما (النفس الكبيرة) .
الهند اليوم
تعد الهند من الدول الآسيوية التي شهدت تطورا كبيرا في اقتصادها ونظمها السياسية والاجتماعية ، فقد عملت
الحكومة فيها على نشر التعليم، وبناء المصانع، وتحديث الطرق ، واستخدام الوسائل العلمية الحديثة في الزراعة ،
ولكنها لازالت تعاني من بعض المشاكل التي من أبرزها الأمية، والفقر، وقلة فرص العمل ، ونقص المدارس والمعلمين ،
وصعوبة إنتاج كميات كافية من الغذاء مقارنة بالزيادة السكانية الهائلة التي تشهدها . وتسعى اليوم في إطار من التعاون وبناء العلاقات مع دول العالم، نحو تحقيق المزيد من التقدم والنمو في المجالات كافة .
العلاقات العمانية الهندية
ترتبط سلطنة عمان وجمهورية الهند بعلاقات تاريخية ، فقد لعب العمانيون منذ القدم دور الوسيط بين بلاد السند والهند من جهة وبلاد ما بين النهرين من جهة أخرى .
وشكلت هذه العلاقات خبرة متراكمة أسهمت في تسهيل التعامل التجاري بينهما واستمراره وتطوره، وتكمن أهمية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع الهند في الميزات التي تتميز بها الهند من حيث الكثافة السكانية العالية ، وكونها سوقا ضخمة تشكل خامس قوة شرائية في العالم، يضاف إلى ذلك توافر الخبرات الفنية والتقنية ومراكز البحث المتخصصة فيها .
ومع بزوغ فجر النهضة المباركة عام ١٩٧٠م بدأت السلطنة منعطفا جديدا نحو الانفتاح الاقتصادي والتجاري مع مختلف دول العالم ، ومنها جمهورية الهند الصديقة ، حيث بدأت الدولتان ببحث الأسس القانونية التي تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية المباشرة بينهما ، ووقع البلدان العديد من معاهدات الصداقة واتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري، وتشجيع الاستثمارات وحمايتها، والتعاون في مجالات العلم والتكنولوجيا.