حضارة دلمون في البحرين
سنجيب في هذه المقالة عن الاسئلة التالية:
١- ما المقصودُ بحضارةِ البحرينِ القديمةِ؟
٢- ما الأدلةُ التاريخيةُ على تسمياتِ دلمونٍ؟
حضارةُ دلمونَ
منذُ خمسةِ آلافِ سنةٍ تقريبًا كانتْ جزرُ البحرينِ مركزاً لحضارةٍ عظيمةٍ تركتْ كثيراً منَ الآثارِ التي تدلُّ على رقيّها ، وقدْ عُرفتْ قبلَ التاريخ بأرضِ الفردوسِ وأرضِ الخلودِ والحياةِ .
وتمثِّلُ دلمونَ مركزاً استراتيجياً مهمَّا. فهي حلقةُ الوصلِ بينَ بلدانِ الشرقِ الأوسطِ والأدنى، حيث کانت في الشمالِ حضارةُ بلادِ ما بینَ النهرينِ (العراق)، وفي الشرقٍ حضارةُ (میلوخا) في وادي السندِ (باكستان)، وفي مصرَ حضارةٌ الفراعنةِ ،وفَي شبهِ الجزيرةِ العربيةِ حضارةُ مجانَ في عُمانَ، وحضارةُ الیمن.
وكانت البحرينُ المركْزَ الرئيسيِّ لحضارة دلمونَ، وقدِ امتدتْ على طولِ الساحلِ الشرقيِّ لشبهِ الجزيرةِ العربيةِ منَ الكُوَيْتِ عندَ جزيرةٍ فَيْلَكَةَ حتى حدودِ حضارةِ مجانَ في سلطنةِ عُمانَ ، وحضارةِ أمِّ النارِ في إمارةِ أبوظبي في دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ .
وعُرِفِتْ دلمونُ بهذا الاسمِ عَبْرَ التاريخِ لأَنَّها : محاطةٌ بالمياهِ من كلِّ ناحيةٍ .
أما الأدلّةُ التاريخيةُ على هذه التسميةِ فهي :
-وجودُ اسمِ دلمونَ في نصوصٍ سومرَ ٢٥٢٠ ق.م
– وجودُ الأختامِ الدلمونيةِ .
أهمُّ الآثارِ المكتشفةِ :
١- مقبرةُ عالي :
وهيَ عبارةٌ عنْ مجموعةٍ منَ التلالِ المتجانِسَةِ، وقداكتُشِفَ فيها أكبرُ مقبرةٍ تاريخيةٍ في العالمِ حتى وقتِنا الحاضرِ .
٢- العثورُ على كثيرٍ مِنَ الأواني الفخاريةِ المتنوعةِ ولاسيما في القبورِ، كما عُثِرَ على أوانٍ نحاسيةٍ ، وتماثيلَ مختلفةٍ، وأنواعٍ منَ العقودِ والخواتِمِ، وأختامٍ كانتْ تُستخْدَمُ للمهماتِ الرسميةِ .
اختام دلمونية
ادوات نحاسية دلمونية
وقدْ اشْتُهِرتْ دلمونُ على مِّر التاريخ بأَنها الأرضُ المباركةُ التي تنمو فيها الثمارُ ،وتكثرُ فيها المياهُ العذبةُ، وأصبحتْ في نظرِ سكانِها بمثابةِ الموطنِ الطاهرِ، فجعلوها موطناً يُحَرَّمُ فيهِ القتلُ ولا يشكو فيه أحدٌ من شيءٍ يضایقُهُ .
مظاهرُ حضارةِ البحرينِ القديمةِ :
١- نظامُ الحكم: كانَ نظامُ الحكمِ فيها ملكياً . وتُشيرُ النصوصُ التي عُثرٍ عليها أنهُ لا بدَّ أن يكونَ خادمُ الإلهِ ملكاً، ولكنَّ مملكةَ دلمونَ كانتْ في معظمِ الأحيانِ تخضعُ لسيطرةِ حكامِ بلادِ الرافدينِ وتدفعُ الجزيةَ لهمْ، ولقدْ هاجمَها سرجونُ الأكاديُّ وأحرقَ مدينتَها الأولى وأخضعَها لحُكْمهِ .
٢- العقيدةُ الدينيةُ: بنى سكانُ البحرينِ مِعابِدَ خاصةً بهِمْ، وقدّموا القرابينَ والنُذُرَ لجلبِ رضا الآلهةِ، ووُجِدتْ آثارُ هذهِ المعابدِ قي منطقةِ بار بار .
٣- الزراعةُ: كانتْ دلمونَ بلدًا زراعَيا وافرَ المحاصيلِ نظراً لوفرةِ المياهِ العذبةِ والأرضِ الخصبةِ .
٤- الصناعةُ : وجودُ صناعةِ الفخارِ الذي يتميّزُ بأشكالٍ ورسوماتٍ تختلفُ عن رسوماتِ فخارِ الحضاراتِ المجاورةِ .
٥- التجارةُ: كانَ النحاسُ السلعةَ الرئيسةَ لتجارةِ دلمونَ، ويأتي منْ حيثُ الأهميةُ بعدَ المنتجاتِ الصوفيةِ والزيوتِ النباتيةِ .
٦- العمارةُ: اهتمَّ أهلُ دلونَ ببناءِ مدنِهمْ المحاطةِ بالأسوارِ بالقربِ مِنْ سواحلِ البحرِ ، وقدِ استخدموا الحجارةَ في البناءِ .
تعلّمُ :
أطلقَ اليونانُ على البحرينِ اسْمَ ((تايلوس))، بينما سمّاها الفرسُ ((أوالَ)).