حضارات بلاد الشام
سنجيب في هذه المقالة عن الاسئلة التالية:
١-ما الموطنُ الأصليُّ للأموريينَ؟
٢-ما أهمُّ الدويلاتِ الأموريةِ؟
٣- ما مراحلُ قيامِ دولةِ الكنعانيينَ؟
٥-ما أصلُ العبرانيينَ؟
٦-ما أبرزُ الممالكِ ألآراميةٍ؟
٧-ما أبرزُ المميزاتِ الحضاريةِ للفينيقيينَ؟
تقعُ بلادُ الشامِ في جنوبِ غربيِّ قارةِ آسیا، وتمتدُّ بينَ جبالِ طوروسَ شمالاً وشبهِ الجزيرةِ العربيةِ جنوباً، والمناطقُ الشرقيةُ من بلادِ الشامِ صحراويةٌ، ولذلكَ استوطنَ السكانُ المناطقَ الجبليةَ والساحليةَ التي تسقطُ عليها كمياتٌ وفيرةٌ منَ الأمطارِ. وقدْ تعاقبتْ على بلادِ الشامِ حضاراتٌ كثيرةٌ أهمُّها :
الأموريون (العموريون)
يُعَدُّ الأموريونَ منْ أوائلِ الشعوبِ الساميةِ التي هاجرتْ منْ شبهِ الجزيرةِ العربيةِ حوالي ٢٥٠٠ ق.م إلى سهولِ بلادِ الشامِ الشماليةِ، ثم انتشروا في المناطقِ الجنوبية منها. وجعلوا من مدينةِ ماري عاصمةً لهُمْ، كما بَنوا مدنًا أخرى مهمةً في عهدِهم. أبرزهُا حلبُ وجبيلُ .
هل تعلم
١-استقرت الشعوبُ الساميةُ في بلادِ الشامِ.
٢-يعدُّ كلُّ منَ الأموريينَ والكنعانيين والفينقيينَ منَ الشعوبِ الساميةِ، وموطنُهمْ الأَصليُّ شبهُ الجزيرةِ العربيةِ.
اشتغلَ الأموريونَ بالزراعةِ المرويةِ، وسيطروا على طرقِ التجارةِ التي كانتْ تمرُّ بعاصمتِهِمْ ماري، ولكنَّ الأهميةَ التجاريةُ لهذهِ الطرقِ جلبتْ عليهِمْ الأخطارَ وعرّضتَهُمْ للاحتلالِ منَ قبلِ الأكاديينَ والبابليينَ والفراعنةِ في مصرَ، إذْ كانَ كلُّ طرفٍ يحتلُّ بلادَ الشامِ يحاولُ القضاء على الطرفِ الآخرِ، ولقد استطاعَ حمورابي القضاءَ على الدولةِ الأموريةِ وضمَّها إلى إمبراطوريتهِ
البابلية الأولى في حوالي ١٧٠٠ ق.م.
ومنذُ العامِ ١٥٠٠ ق.م تحوّلَ مركزُ الثقلِ الأموريِّ إلى وَسَطٍ بلادِ الشامِ حيثُ أنشأوا دولاً عُرفتْ باسمِ (الدويلاتِ الأموريَّة)، ومِنْ أشهرِها: دولةُ حورانَ الواقعةُ جنوبيّ سوريا، ودولةُ حُسبانَ في الأردنِ.
لَمْ تكُنْ علاقةُ الدويلاتِ الأموريةِ معَ جيرانِها حسنةً فقدْ وقَعتَ هذهِ الدويلاتُ بينَ دولٍ قویةٍ أهمُّها دولةُ الفراعنةُ في مصرَ ، ودولةُ الآشوريينَ في بلادِ الرافدينِ، ودولةُ الحيثيينَ في شماليِّ بلادِ الشامِ، وكان على الدويلاتِ الأموريةِ أنْ تُرضي هذهِ الدولِ حفاظًا على كيانِها.
كذلكَ لمْ تكُنْ علاقَتُها حسنةً معَ الكنعانيينَ الذينَ كانوا يجاورونَها في الجنوبِ ، فقد شهِدْتِ العلاقاتِ توترًا شديدًا في معظمِ الأوقاتِ بسبب الحروبِ بينَ الطرفينِ. ولقد تبادلَ الطرفانِ فيها الاستيلاءَ على الأراضي والممتلكاتِ، واستمرَّ الوضعُ بينَهما على هذا الحالِ حتَّى مجىءِ العبرانيينَ الذين أخضعوا الطرفين لسيطرتِهمْ.
الأراميون
هاجرَ الآراميونَ مِنْ شبهِ الجزيرةِ العربيةِ عامَ ١٢٠٠ق.م واستقروا في بلادِ الشامِ، وکوَّنوا مُدُنا وممالكَ متعددةً، ولكنَّ دولتَهُمْ ضعفتْ نتيجةَ الحروبِ المستمرةِ بينَ هذهِ الممالكِ، وسقطتْ بسيطرةِ الأنباطِ على الأردنَ، والآشوريينَ على دمشقَ، ويحسبُ للآراميينَ تطویرُهُمْ لأبجديةٍ خاصةٍ ، اشتقّوها منَ الأبجديةِ الفينيقيةِ التي تطوَّرتْ منها الكتابةُ العربيةَ.
الفينيقيون
الفينيقيونَ جزءٌ مِنْ الموجةِ الكنعانيةِ التي جاءتْ منْ شبهِ الجزيرةِ العربيةِ ونزلتْ فلسطينَ في البدايةِ، ثم رحلتْ جماعةٌ منهمْ إلى الساحلِ أمامَ جبل لِينان، وعُرِفوا فيما بعدُ بالفينيقيينَ، وبنوا بيوتَهُمْ في المنطقةِ الساحليةِ منْ بلادِ الشامِ وأصبحوا أولَ أمةٍ بحريةٍ في التاريخِ، وساعدَهُمْ على ذلكَ أنَّ جبالَ لبنانَ كانتَ تعيقُ التجارةَ مَعَ داخلَ سوريا، كما أنَّ وفرةَ الأخشابِ بها ساعدتْهُمْ على صناعةِ السفن التي عبروا بها البحرَ، وتاجروا بمنتجاتِهم مِن موانِئهِم المحليةِ في لبنانَ مثلٍ
صورَ وصيدا وجُبَيْلٍ.
استطاعَ الفينيقيونَ اجتيازَ البحرِ المتوسطِ والوصولِ إلى شاطئٍ أفريقيا الشماليِّ، وانشأوا لهمْ مستعمراتٍ عدةً ظهرتْ منْ بينِها قرطاجةُ على ساحلِ تونسَ حالياً. وبمرورِ الزمنِ تحوَّلتْ إلى مدينةٍ كبيرةٍ وأصبحتْ أشدَّ خصمٍ لروما فترةً منَ الزمنِ ، كما أنَّهمْ وصلوا إلى الشاطئِ الجنوبى لإسبانيا وأقاموا مستعمراتِهُمْ هناكَ.
ولقدْ أسهمَ الفينيقيونَ في تقدّمِ علمِ الجغرافيا والفلكِ عندما كانوا يعبرونَ البحارَ، وعَرفوَا الطرقَ البحريةً عبرَ البحرِ المتوسطِ، ويعودُ إليهمْ اكتشافُ النجمِ القطبيّ. وشيدوا القلاعَ والأبراجَ والمعابدَ وأقاموا مدنَهُمْ علَى المرتفعاتِ، واهتموا بالزراعةِ والصناعةِ.
