تاريخعمان

جمهورية الصين الشعبية والعلاقات العمانية

جمهورية الصين الشعبية والعلاقات العمانية

ستتعلم هنا

١- معالم الحضارة الصينية القديمة .
٢- التكوين التاريخي للصين الحديثة والمعاصرة.
٣- العلاقات العمانية الصينية .
٤- معنى المفاهيم والمصطلحات والأسماء الآتية :
النهر الأصفر، سور الصين العظيم، التراب الصيني، مدينة الخان،
طريق الحرير ، منشوريا ، فرموزة ، مكاو
٥- ستعرف دور الجماعات والشخصيات التالية في تاريخ الصين :
كونفوشيوس، سلالة تجو ، شيه هوانج، أسرة تائج ، سلالة فينغ، ماوتسي تونغ ، الحزب الشيوعي ، الحزب الوطني .

الصين بلاد واسعة، تقع في شرقي قارة آسيا ، وتمتلك حدودا طويلة مع ١٤ دولة، أبرزها منغوليا والهند وكازاخستان وروسيا. تشكل جبال الهملايا جزءا كبيرا من الأراضي الصينية، وتقع هضبة التبت في الجنوب الغربي منها، وتمتد صحراء
جوبي لتشمل القسم الأكبر من المناطق الشمالية ، بينما تخترقها ثلاثة أنهار كبيرة هي:
هوانج هو(النهر الأصفر)، يانجتسي، وبیرل ریفر.

الحضارة الصينية القديمة ظهرت الحضارة الصينية شمال شرقي الصين عام ٣٠٠٠ ق.م، ثم امتدت لتشمل
معظم أراضي الصين. ولقد تأثرت هذه الحضارة بالطبيعة الجغرافية للصين ، فعاش السكان في مدن وقرى محاطة بالأسوار، وتركز معظمها في ودیان الأنهار الكبری.
اعتمد الصينيون القدماء في حياتهم على الزراعة على أطراف النهر الأصفر، مستفيدين من التربة الغنية التي يرسبها النهر عند
فيضانه، وكانوا يزرعون الأرز، ويربون الحيوانات. ولكنهم عانوا من الآثار التدميرية التي كان يحدثها فيضان النهر، فكثيرا ما تضررت الأراضي الزراعية ، وتهدمت المدن والقرى. وكان الناس يتعاونون فيما بينهم للحد من الفيضانات وآثارها على حياتهم.

تطورت الحضارة الصينية من الناحية التقنية والثقافية ، فاستخدم الصينيون السلاح الناري والبوصلة، والساعات، وتوصلوا إلى طبع الورق.
واهتم الأباطرة بإصلاح المدن وبناء المعابد ، واهتموا بالفنون والآداب، وطوروا صناعة الخزف الصيني واستخدموه في تزيين القصور الإمبراطورية ، وصدروه إلى معظم الحضارات التي كانت معاصرة لهم .

كونفوشيوس (٥٥١ -٤٧٩ق.م) :
في أثناء حكم سلالة تجو ازدهرت الفلسفة والأفكار التي تؤكد على الأخلاق ، وكان كونفوشيوس من أشهر حكماء الصين في هذه الفترة ، فقد وضع أفكارا مهمة عن الأسرة والدولة، فاعتبر الأسرة أهم فئات المجتمع الصيني، وأكد على
طاعة القوانين التي يجب أن تكون عادلة للجميع.
وقال إن العلاقات الاجتماعية يجب أن تبنى على التعاون والأمانة والاحترام المتبادل بين جميع أفراد المجتمع وقد استمر
تأثير هذه الأفكار في المجتمع الصينى قرونا عديدة.

كونفوشيوس

سور الصين العظيم:

كان سور الصين العظيم قبل حكم الإمبراطور (شيه هوانج) يتكون من أجزاء عدة غير متصلة. ونظرًا لتعرض الصين لهجمات القبائل المتكررة فقد أمر الإمبراطور هوانج بإتمامه ووصل أجزائه، واشترك في بناء السور أكثر من ٣٠٠ألف شخص. واستمر العمل به سنوات عدة إلى أن وصل امتداده إلى نحو ٢٢٥٠كم.

أبرز إنجازات الحضارة الصينية

حقق الصينيون إنجازات حضارية مهمة، كان لها أثر كبير في الحضارة الإنسانية،
وفيما يلي أبرز هذه الإنجازات:
١- اختراع الورق،وابتكار أسلوب الكتابة الخاص بهم، مما ساعد على تطور الجهاز الإداري
وانتشار التعليم.
٢- صناعة الأطباق والمزهريات والتحف الجميلة من التراب الصيني الأبيض، وزخرفتها بأنواع
متعددة من الرسوم والأشكال الجميلة، ولازالت هذه الأطباق تعرف بالصيني حتى الآن.
٣- صناعة الأدوات الحربية والزراعية من المعادن الصلبة .
٤- اختراع البوصلة.
٥- تطوير أساليب الري.
٦- صناعة ا العربات ذات العجلات التي
تجرها الخيول ، فازداد اتصال الصين بالعالم الخارجي.
٧- صناعة الحرير والاحتفاظ بسر صناعته لسنوات طويلة، فكان مصدرا أساسيا في ثروتهم.

التكوين التاريخي للصين
منذ القرن السادس الميلادي توحدت الصين في إمبراطورية واحدة ، وتتابعت على حكم الإمبراطورية الصينية أربع عائلات إمبراطورية مشهورة، حاولت جميعها توحيد البلاد واستغلال ثرواتها الطبيعية والإفادة من تجارة الملح والشاي والحرير والعطور في تلك الفترة. وحقَّقت الصّين درجة كبيرة من التقدم في أثناء حكم أسرة تانج (٦١٨ – ٩٠٩ م) لاسيما في مجال الشعر والفن والطباعة الخشبية التي أتاحت طباعة العديد من الكتب الثقافية والأدبية الصينية.
وصل الإسلام عن طريق الفتح إلى منطقة تركستان الشرقية ، وامتد إلى بقية أجزاء الصين عن طريق التجار والدعاة ، فقد عرفت الصين الإسلام مبكرا حينما وصل التجار المسلمون، ومعظمهم من العمانيين ، عن طريق البحر إلى جنوبها الشرقي، وكانت لهم جالية كبيرة في مدينة كانتون في القرن ٨م. أما الدعاة فقد قاموا بنشر الإسلام في المناطق الداخلية من الصين. وحينما دخل المغول الصين في القرن الرابع عشر الميلادي ازداد عدد المسلمين الذين وفدوا إلى الصين من الشمال الغربي واستقروا بها ، واختلطوا بأهلها وكونوا فيها إمبراطورية كبيرة كانت بكين (مدينة الخان) عاصمة لها. واستمر حكم المغول
للصين حتى تمكنت إحدى السلالات الصينية (سلالة فينغ) من إخراجهم، واستمرت بعدها الصين وحدة واحدة .
حققت الصين المزيد من الإنجازات على الصعيد الداخلي، ونجحت في استغلال مناجم الحديد والفحم وتوظيفهما في ثورة صناعية متقدمة. وبدأت بالتوسع في القرن الثّامن عشر الميلادي، وكونت إمبراطورية واسعة.

تنافست الدول الأوروبيةُ في القرن التاسع عشر الميلادي للسيطرة على الصين، واستخدمت في ذلك أساليب مختلفة. وبدأت الصين تفقد تدريجيا القوة التي كانت لها في العصر الماضي ، وتمكنت الدول الكبرى من السيطرة على الأراضي الصينية : فسيطر الروس على الشمال، واليابانيون في الشرق ، والألمان والأمريكيون في الجنوب ، والفرنسيون في الجنوب الغربي ، كما كان الإنجليز في شنغهاي وهونج كونج .

في عام ١٩٣١م هاجمت اليابان منطقة منشوريا شمالي الصين وجعلت منها دولة مستقلة تابعة لها ، وأحكمت سيطرتها على معظم موانئ الصين الشّرقيّة والسكك الحديدية فيها. وفي ١٩٣٧م، حاول الصينيون التخلص من النفوذ الياباني ، فكانت تلك
بداية الحرب اليابانية الصينية التي استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (١٩٤٥م) حيث استسلمت القوات اليابانية للحلفاء ،فخرجت القوات اليابانية من الصين . ولكن البلاد دخلت في صراع سياسي على السلطة ، وقامت حرب أهلية بين طرفين رئيسين :
الحزب الشيوعي الصيني بزعامة ماوتسي تونغ الذي يدعمه الاتحاد السوفييتي ، والحزب الوطني الذي تدعمه أمريكا ولكن الغلبة كانت للحزب الشيوعي الذي أعلن قيام جمهوريّة الصّين الشّعبيّة في أكتوبر ١٩٤٩م. أما جماعة الحزب الوطني فقد خرجوا نحو جزيرة فرموزة(تايوان) وأعلنوا قيام حكومتهم فيها ،واستمرت الأوضاع على ما هي عليه حتى وقتنا الحاضر .
لقد تطورت الصين في السنوات الأخيرة من القرن العشرين ولا زالت تتقدم في المحالات كافة، ودخلت فيما عرف بمرحلة الإصلاح والانفتاح، وازداد حجم منتجاتها الصناعية وعملت على تطوير الزراعة على الرغم من قلة الأراضي الزراعية مقارنة بعدد
السكان ، وتوجهت نحو تحرير اقتصاد الدّولة، والإفادة من التقدم التكنولوجي .

حرب الافيون

في القرن التاسع عشر بدأ التجار الأوروبيون بتصدير الأفيون إلى الصين، وحاولت الحكومة الصينية عام ١٨٣٩م منع هذه التجارة غيرٍ الشرعية ، فصادرت كميات كبيرة من الأفيون من التجار البريطانيين ، وهو ما أدى إلى نشوب حرب بين بريطانيا والصين عُرفَتْ بحرب الأفيون، التي انتصرت فيها بريطانيا وأجبرت الحكومة الصينية على توقيع معاهدة عام ١٨٤٢م، تنازلت الصين بموجبها عن جزيرة هونج كونج بموجب عقد إيجار ينتهي عام ١٩٩٧م. كما فتحت خمس موانئ صينية للتجار البريطانيين .

أحداث بارزة في تاريخ الصين المعاصر :
يوليو ١٩٩٧م عادت هونج كونج إلى السيادة الصّينيّة بعد انتهاء عقد الإيجار مع بريطانيا .
عام ١٩٩٩م أعيدت المستعمرة البرتغاليّة ” مكاو” إلى الحكم الصّينيّ.
نوفمير ٢٠٠١م الصّين أُدْخِلَتْ إلى منظّمة التّجارة العالميَة.
أكتوبر ٢٠٠٣م دخلت الصّين عالم الفضاء فأطلقت سفينة فضائية ، على متنها طيّار من القوّات الجوّيّة دار حول الأرض ١٤ مرة، وأنجز مهمّته في ٢١ ساعة.
وأصبحت البلد الثّالث في هذا المجال ( بعد روسيا والولايات المتّحدة).

العلاقات العمانية الصينية

تعد العلاقات المتبادلة بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية اليوم واحدة من أفضل الاتصالات التي تتم بين البلاد الصديقة ، حيث تقوم على أساس الاحترام المتبادل والتشاور والتعاون لخدمة المصالح المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. وتعد الصين شريكا إستراتيجيا مهما للسلطنة في محالات الطاقة وسوق الاستثمار والعلاقات التجارية بين البلدين فقد بدأت عدد من الشركات الصينية تدخل منتجاتها المنافسة إلى الأسواق العمانية، وقامت شركات صينية متخصصة بالماء والكهرباء بتنفيذ بعض مشاريع البنية التحتية في السلطنة.
وتشهد العلاقات الثقافية بين البلدين تواصلا يجسد العلاقات التي ترسخت بين البلدين منذ عهود قديمة على إرث حضاري بين البلدين يزيد على ألفي سنة .
ومن مظاهر التعاون بين السلطنة والصين توقيع اتفاقية تعاون إعلامي بين وكالة الأنباء العمانية ونظيرتها الصينية، وقيام شركة النفط الصينية الوطنية باستثمارات ضخمة في السلطنة للحصول على امتيازات نفطية في المنطقة ولأول مرة .

ومن المجالات التي تناولتها مشاريع التعاون القائمة حاليا بين البلدين مجال التعاون السياحي ، حيث أن السلطنة تولي حاليا قطاع السياحة اهتماما بالغا لتطويره وتشجيع المؤسسات الصينية على الاستثمار في الفنادق والمنشآت السياحية العمانية .
ويسعى البلدان إلى تعزيز الاستثمار وتوظيف رؤوس أموال كل طرف لدى الآخر،
في مختلف أوجه التعاون الثنائي مع إعطاء الجانب الاقتصادي ودفع التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين الأهمية في تعزيز التعاون المشترك.
كما قررت حكومة السلطنة إصدار طابع بريدي يخلد ذكرى السفينة صحار التي زارت مدينة قوانتشو في عام ١٩٨١م،كما أقيم لهذه السفينة نصب تذكاري في مدينة قوانتشو .
وفى عام ٢٠٠٢م تم تدشين صيانة هذا النصب ليأخذ مكانه الطبيعي في تعميق وتطوير العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين، وليتلاءم مع تطوير مدينة قوانتشو التي تعد واحدة من أهم المدن الصينية الحديثة .

مواضيع مشابهة

قضايا بيئية تحديات عالمية وجهود وطنية

bayanelm

مسقط.. حواضر عمانية

bayanelm

من اشرف المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة اوكيو للطاقة العمانية

bayanelm