جغرافيا

تدهور النباتات الطبيعية

تدهور النباتات الطبيعية

١- ما أسبابُ تدهورِ الغاباتِ الطبيعيةِ والمراعي في العالِمِ؟
٢- ما أهميةُ صيانَةِ الغاباتِ والمراعي؟

١- ما أسبابُ تدهورِ الغاباتِ الطبيعيةِ
والمراعي في العالِمِ؟
٢- ما أهميةُ صيانَةِ الغاباتِ والمراعي؟

تُشَكَّلُ الغاباتُ والحشائِشُ موردًا طبيعيا مفيدًا لتوفيرِ الأخشابِ والمراعي. كما أنها مأوىٌ للحيواناتِ البرَّية المختلفةِ ، وأماكنُ جاذبةٌ للسياحةِ والترفيهِ والصَّيْدِ. وتساعدُ أشجارُ الغاباتِ على تسرُّبِ كميَّاتٍ كبيرةٍ مِنَ الأمطارِ في التربةِ والصَّخّْرِ وهو ما يخفَفُ الجريانَ السَّطْحيَّ ويَحِدُّ منِ انْجرافِ التربةِ وحدوثِ الفيضاناتِ العنيفةِ.
وبالرَّغْمِ مِنْ بَقاءِ مِساحاتٍ كبيرةٍ مِنَ الغاباتِ الطبيعيةِ في المناطقِ النائيةِ مِنْ شماليِّ كندا ،وسيبريا، وحَوَّضيْ نَهْرِ الأمازونِ ونَهْرِ الكنغو، إلاَّ أَنَّ مساحات كبيرة مِنَ الغابات قد اختفت على مرِّ العُصورِ واسْتُغِلَّتْ أراضيها في أغراضٍ مختلفةٍ .
وممَا يدُلُّ على تعاظُمِ مُشكلةِ تناقصِ الغاباتِ ، تدميرُ نصفِ الغاباتِ المداريةِ المطيرةِ ، و(٩٠٪) من غاباتِ امريكا الوسطى، و(٩٥٪) من غاباتِ الهِنْدِ. وتُقْطَعُ أشجارُ الغاباتِ لتوفيرِ الأخشابِ وبناءِ المساكِنِ وتحويلِ أراضيها إلى مزارعَ واسعةٍ وقرىَ زراعيةٍ . كما تُقْطَعُ أشجارُ الغاباتِ لتكون وقودًا للطَّبخِ والتدفِئةِ. ففي دولٍ مِثْلِ نيبالَ وإثيوبيا وتنزانيا يوَفّرُ الحَطَبُ حواليَّ (٩٠٪) من الطاقَةِ المستخدَمَةِ في تلكَ الأغراضِ. وقد هلكتْ بعضُ الغاباتِ بسببِ تلوَّثِ الهواءِ الناجِمِ عن احتراق كميّات كبيرةٍ من الفحم الحجريِّ والنِقْطِ.

توفّرُ المراعي الأعشابَ لحيواناتِ الرَّعيِ مثل الأغنامِ والماعزِ والأبقارِ والخيولِ والحيواناتِ البريَّةِ التي تعيشُ فيها. وتتعرَّضُ الكثيرُ مِنَ المناطقِ الرعويةِ في العالم إلى الرَّعيِ الجائرِ بسببِ زيادَةِ أعدادِ حيواناتِ الرعي مقارنةً مَعَ كميّاتِ الأعشابِ التي يوَفَرهُا المَرْعَى، وبقاءُ حيواناتِ الرَعْي في المَرْعى لفترَةٍ طويلةٍ مما يَمْنَعُ تجدُّدَ النباتاتِ الرعويةِ بإعادةِ نُموِّها . ولذلكَ تموتُ الأعشابُ الملائِمةُ للرعيِ وينَمَّو بَدَلاً مِنْها نباتاتٌ غيرُ صالحَةٍ للرعي . ويؤدّي الرعيُ الجائِرُ أيضًا إلى زيادةِ الجريانِ السطحيِّ ثُمَّ زيادَةِ انجرافِ التربةِ، إضافةً إلى تدميرِ مواطنِ الحيواناتِ البريةِ المختلفةِ.

تتطلبُ صيانةُ المَراعي والمحافظةُ عليها، أنْ يكونَ الرعيُ منظَمًا بحيثُ يتناسبُ عددُ حيواناتِ الرعيِ مَعَ كميةٍ
العُشْبِ الذي ينمو في المَرْعَى سنويا، مَعَ مُراعاةٍ نَقْلِ حيواناتِ الرعي من مَرّْعى إلى آخرَ والسماحِ بتجدّدِ نموِّ
النباتاتِ الرعويةِ .

(يمثِّلُ الغطاءُ النباتيُّ للسلطَنَةِ أهميَّةً خاصةً للبيئةِ العُمانيةِ ولذلك تُولي أجهزةُ وزارةِ البلدياتِ الإقليميةِ ومواردِ المياهِ عناية خاصةً للمحافظَةِ على الأشجارِ والنباتاتِ البريةِ المهمَّةِ لتثبيتِ التربةِ ومكافحةِ التصّحُّرِ. وفي هذا الصددِ أصدَرَتْ وزارةُ البلدياتِ الإقليميةِ وموارِدِ المياهِ قرارًا بَمَنَّعٍِ قَطْعِ الأشجارِ إلا بَعْدَ الحصولِ على تصريحٍِ خاصٍّ مِنْ قِبَلِ الجهاتِ المختصَّةِ بالوزارةِ. وقدْ تفَهَّمَ المواطِنُ العُمانيُّ هذهِ الخطوةَ الحضاريةَ، وَأَصْبَحَ حريصاً على حمايةِ النباتاتِ الطبيعيةِ وَعَدَمٍ
قَطْعِها، والعملِ على زراعَةِ الأنواعِ النَّادِرَةِ مِنْها).
(بتصرف عن: مجلة البلديات الإقليمية والبيئة، السنة السابعة، العدد الثالث، ١٩٩٧، ١٥)

بفضلِ توجيهات السلطان قابوس بن سعيد – طيَّب اللهُ ثراهُ -، مُنْذُ انطلاقِ فجرِ النهضةِ المباركةِ، كانتْ العِنايةُ بصوْنِ البيئَةِ تُمثَّلُ هاجِسًا للسلطنةِ كما أنَّها تُمَثَّلُ أحدَ المعالمِ الثابتةِ لها انطلاقًا من خطاباتِ السلطانِ قابوس بن سعيد – طيَّب اللهُ ثراهُ -؛ أنَّ البيئة لا تعرفُ الحدودَ السياسيةَ للدَّولِ،
وأَنَّ على دولِ العالمِ أَنْ تَتَضافَرَ لدَرْءِ الأخطارِ المُحْدِقَةِ بالبيئةِ على كوكبِ الأرضِ لضمانِ استمرارٍ الحياةِ. ومُنْذُ عَقْدِ أوَّلِ مؤتمرٍ عالميٌّ للبيئةِ تَحْتَ رعايةِ الأُممِ المتحدةِ في استكهولم بالسويدِ عامَ ١٩٧٢م، أخذَتِ السلطنةُ زِمامَ المبادرةِ في مجالِ حمايةِ البيئةِ وصَوْنِ الموارِدِ الطبيعية على كافةِ المستوياتِ والأصْعِدَةِ المحلّيةِ والإقليميةِ والعربيةِ والدوليةِ.
وفي مُؤْتَمَرِ الأُممِ المتَحدةِ المَعْنيِّ بالبيئةِ والتنميةِ الذي عُقِدَ في ريودى جانيرو بالبرازيلِ في يونيو عامَ ١٩٩٢م، بحضورِ مئةِ رئيسِ دولةٍ وحكومةٍ ، تشَكَّلَ أكبرُ لقاءٍ لزعماءِ العالمِ حتَّى أصبحَ معروفًا باسم ((قمةِ الأرضِ)، كان اختيارُ شخصِ السلطان قابوس بن سعيد – طيَّب اللهُ ثراهُ – متحدثًا باسمِ العربِ تتويجًا لدورِ السلطنةِ في مجالٍ حمايةِ البيئةِ.

وتقديرًا مِنَ الاتحادِ الدَّوْيَّ لصَوْنِ الطبيعة الذي عقدَ مؤتمرَهُ في مدينةِ مونتريالَ بكندا في أكتوبرَ ١٩٩٦م، قرّرَ تقديمَ ميداليةِ جون فيليبس التذكاريةِ إلى السلطانِ قابوس بن سعيد – طيَّب اللهُ ثراهُ – اعترافًا مِنْ الاتحادِ بدورهِ في حمايةِ البيئةِ العُمانيةِ والعالميةِ وصَوْنِ موارٍدِهما الطبيعيةِ لصالحِ البشرِ جميعًا وخيرِهِم في كلِّ مكانٍ.

هلَّ تعلمُ ؟
«تمثّل جائزةُ السلطانِ قابوس للبيئةِ تثميئًا لكافَةِ الجهودِ العالميةِ المبذولةِ لحمايةِ البيئةِ وصَوْنِ الموارِدِ الطبيعيةِ ، بما يتوافَقُ مَعَ أهدافِ منظمةِ اليونسكو التي تتولّى الترشيحَ للجائزةِ كلَّ عاميْنِ. وقد مُنِحَتْ الجائزةُ لأوَّلِ مرّةٍ عامَ ١٩٩١م إلى مركزِ
البحوثِ البيئيةِ في المكسيكِ، وفي عامِ ١٩٩٣م فازَ بها العالِم التشيكي جان جينيك، وفي عامٍ ١٩٩٥ م فازتْ بِها السلطاتُ المسؤولةُ عن إدارةِ وتنميةٍ بحيرةٍ ملاوي الطبيعيةِ».

عن مجلة البلديات الإقليمية والبيئة، السنة السابعة، العدد الثالث،١٩٩٧م)

مواضيع مشابهة

الصناعة وأثرها على البيئة

bayanelm

الامن الغذائي

bayanelm

سلطنة عمان وبروتوكول كيوتو

bayanelm