وأرجع مازن بن حميد السيابي، مساعد المدير العام لشؤون الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، هذا النمو إلى السياسات الحكومية الهادفة إلى تعزيز التنويع الاقتصادي. وأشار إلى أن مساهمة الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت من 8% عام 2020 إلى 10.5% في النصف الأول من عام 2024، مما يعكس التقدم المطرد في القطاع.
كانت المصادقة الملكية على الاستراتيجية الصناعية 2040 في مايو 2024 لحظة محورية، بعد مشاركة واسعة النطاق من قبل أصحاب المصلحة. ونفذت الوزارة سياسات لتعزيز الإطار التنظيمي، بما في ذلك الموافقة على قانون الصناعة الموحد ولائحة هوية المنتج الوطني، مع تبسيط عمليات الترخيص وتسريع الإعفاءات الجمركية.
وقد أدت هذه التدابير إلى زيادة النشاط الصناعي. وارتفعت طلبات التراخيص الصناعية بنسبة 62%، من 12100 في عام 2020 إلى أكثر من 135000 بحلول نوفمبر 2024. وزادت طلبات الإعفاء الجمركي بنسبة 42%، ووصلت طلبات شهادات المنشأ إلى 77300، مما يعكس نمو التجارة الخارجية وثقة المستثمرين.
وقال السيابي: “لقد أدت جهود الوزارة لتعزيز القدرات الإنتاجية وجذب الاستثمارات وتحفيز الابتكار إلى إحداث تحول في المشهد الصناعي في السلطنة”، مسلطًا الضوء على دور التكنولوجيا الحديثة والأتمتة في تعزيز الكفاءة.
كما تعطي الوزارة الأولوية للاستدامة من خلال دعم الصناعات القائمة على إعادة التدوير وتنفيذ مبادرات للحد من الآثار البيئية. وقد عززت الشراكات مع المؤسسات الصناعية التعاون، في حين أن التدابير الرامية إلى منع تصدير النفايات تعمل على تعزيز كفاءة استخدام الموارد.
وأكد السيابي التزام السلطنة بتطوير سلاسل التوريد المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الاكتفاء الذاتي. وتهدف خطة “التصنيع” للمحتوى المحلي إلى تعزيز الصناعات الوطنية وتعزيز القدرة التنافسية وتعزيز الميزان التجاري للسلطنة.
تم تحقيق خطوات كبيرة في توطين القوى العاملة، حيث ارتفع عدد العمانيين العاملين في قطاع التصنيع بنسبة 79.5٪ من 32400 في عام 2020 إلى 58100 في عام 2023. وبشكل عام، وظف القطاع أكثر من 249700 عامل بحلول نهاية عام 2023.
ولتنمية الكفاءات الوطنية، أطلقت الوزارة برنامج “إتقان” في عام 2024، والذي يقدم مبادرات تدريبية متخصصة وبناء المهارات. وتم تدريب عشرة مصانع على مؤشر Siri للتميز الصناعي، وتم عقد ورش عمل لتعزيز الابتكار والاستدامة.
وأكد السيابي أن القطاع الصناعي في سلطنة عمان يستعد للنمو المستدام، مدعومًا بمبادرات مثل برنامج “تعمير” الذي يعطي الأولوية للمنتجات المحلية في المشتريات العامة. ويؤكد تشكيل لجنة الصناعات الوطنية التزام الحكومة بزيادة الاستثمارات وتعزيز الصادرات وتحسين جودة المنتجات العمانية.
ومن خلال التخطيط الاستراتيجي والجهود التعاونية، لا يؤدي القطاع الصناعي في سلطنة عمان إلى دفع عجلة التنويع الاقتصادي فحسب، بل يتماشى أيضًا مع الأهداف الأوسع لرؤية عمان 2040.