جغرافيا

الموارد الطبيعية وانواعها

الموارد الطبيعية وانواعها

قال الله تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اَللَّهِ لَا تُحصُوهَاً إِنّ اللَهَ لَغَفُورُ رحِيمٌ﴾ (سورة النحل، الآية ١٨)

تدلُّ الآية الكريمة على تعدد نعم الله تعالى على الإنسان، الذي تمكَّن من استغلال هذه النعم بناءً على احتياجاته ومقدرته
العلمية والإمكانيات الاقتصادية المتاحة. ومن أمثلة هذه النعم الموارد الطبيعية التي تطوّرت معها قدرة الإنسان على استخراجها واستخدامها تبعًا لاختلافها وتنوّعها، إن الحاجة لهذه الموراد هي ما جعلت الإنسان يتوجه لاستغلالها، وقد استطاع الإنسان تحويل العديد من عناصر البيئة إلى موارد اقتصادية، وفي هذه الحال لا يمكن اعتبار أي عنصر من عناصر البيئة الطبيعية موردًا إلا إذا أدرك الإنسان أهميته وفائدته واستغله لخدمته.

الموارد الطبيعية Natural resources

يقصد بالموارد الطبيعية مجموعة العناصر والمواد التي توجد في الطبيعة مع اختلاف نسب وجودها وكمِّياتها وخصائصها من مكان لآخر، ويعمل الإنسان على استغلالها كأحد عناصر الإنتاج الأساسية في مشروعات التنمية.
حيث يتزايد الاهتمام بالموارد الطبيعية خاصة في حال ندرتها مقابل زيادة الحاجة إليها، إضافة إلى أن مستوى الرفاهية الاقتصادية لأي دولة أصبح يقاس بحجم مواردها وتنوّعها وكيفية استغلالها. وبالإمكان تصنيف الموارد الطبيعية تبعًا لمعايير مختلفة تعتمد على الغرض من التصنيف، كما يوضِح الشكل (١) بعض هذه المعايير:

معايير تصنيف الموارد الطبيعية

من حيث المنشأ: عضوية كالنباتات والحيوانات او مختلطة كالتربة او غير عضوية كالماء والهواء

من حيث الاستمرارية : متجددة كالماء والهواء والتربة او غير متجددة كالفحم والنفط والمعادن

من حيث التوزيع الجغرافي: كالموارد التي تتوافر في كل مكان مثل الهواء وموارد واسعة الانتشار كالتربية وموارد احتكارية كاليورانيوم المقوى وموارد نادرة كالالماس

بناءً على أهمية معيار استمرارية توافر الموارد الطبيعية وقدرتها على العطاء، فإنه سيتم التطرُّق له بشيءٍ من التفصيل، حيث تقسم الموارد حسب هذا المعيار إلى قسمين هما:

أولاً: الموارد المتجددة Renewable resources

هي الموارد الطبيعية التي بالإمكان أن تتجدد باستمرار من خلال العمليات التي تحدث في أنظمة الغلاف الأرضي، وتعدُّ الموارد المتجددة من أكبر مكونات النظام البيئي، ويمكن أن نميّز بين نوعين من الموارد المتجددة: إحداها يتجدد بسرعة وخلال فترة زمنية قصيرة، كالمياه الجوفية التي تتجدد بالأمطار، والثروة الحيوانية والسمكية تتجدد نتيجة تكاثرها. والأخرى تلزم وقتًا أطول لكي تتجدد، فمثلاً يلزم تجدد التربة التي تتعرض للتعرية بضعة آلاف من السنين لتستعيد قوامها، كما يلزم نمو أشجار الغابات التي قطع منها آلاف الكيلومترات مئات السنين.
ويستمر تجدد الموارد إذا تركت للطبيعة، ولكنها قد تنفد إذا استغلها الإنسان بشكل مفرط، وزاد من معدل استخراجها عن معدل تجددها. فاستمرار ضخ المياه الجوفية في المناطق الجافة وشبة الجافة يؤدي إلى نفادها أو تملُّحها، والتربة يمكن فقدانها بالانجراف والتعرية، وتعدُّ أشجار الغابات من الموارد المتجددة إذا قام الإنسان بزراعتها بنفس معدل قطعها على الأقل.

ثانيا: الموارد غير المتجددة Non-renewable resources

هي الموارد التي لا يمكن أن تتجدد ضمن إطار العمر البشري بسبب طبيعة تكوّنها التي تحتاج إلى ملايين السنين، حيث إنها تكونت خلال فترات جيولوجية قديمة، وبمرور الزمن وتعاقب الأحقاب تحوَّلت من كائنات حية إلى موارد طبيعية. مثل: الفحم ،والنفط، والغاز، وبعض أنواع المعادن، حيث تعدُّ معظمها مصادر أساسية لتوليد الطاقة. لذا تركّز الدراسات حول إمكانية استخدام الطاقة البديلة (الشمس، والهيدروجين، … ) لتقليل الاعتماد على الموارد غير المتجددة.

استخدامات الموارد الطبيعية:

تختلف استخدامات الموارد الطبيعية تبعًا لعدة عوامل منها: التوزيع الجغرافي للموارد الطبيعية في العالم، والجوانب
الفنِّية والتقنية، ومدى تطور استخراجها واستغلالها كمَّا ونوعًا، إذ تؤثر السياسات والقوانين التي تفرضها الحكومات
والمنظمات الدولية على كيفية استغلال الموارد الطبيعية وتقنَّن من استخدام تكنولوجيا الإنتاج لمنع التلوث وحماية
البيئة عمومًا.
فإذا تعدَّت استخدامات الإنسان القدرة الإنتاجية للموارد الطبيعية أدَّى ذلك إلى استنزافها أو تدهورها، ممَّا يؤثر تأثيرًا خطيرًا على استمرارها، وبالتالي تقليل فرصة الأجيال القادمة في الحصول على كافة احتياجاتهم. ويتَّضح من ذلك أن الاهتمام بإدارة الموارد الطبيعية يعتبر ركيزة أساسية للتنمية المستدامة بما يحقق استدامة هذه الموارد.

احدى الصناعات المعدنية

ويستخدم الإنسان الموارد الطبيعية بأشكال مختلفة، منها:
١. استخدامات الموارد المعدنية: تستخدم في العديد من الصناعات، كصناعة الأسمدة والمركبات الكيميائية
المختلفة، وتستخلص منها الفلزات التي تصنّع منها الآلات والأدوات والأجهزة ووسائط النقل المختلفة.
٢. استخدامات موارد الطاقة: وتستخدم في الصناعة، وتوليد الكهرباء، وتحريك وسائل النقل.
٣. استخدامات موارد المياه: يستخدم الإنسان المياه للأغراض المنزلية، كالشرب والطهي والاستخدامات الزراعية
والصناعية وتوليد الكهرباء، والنقل، ولأغراض ترفيهية ورياضية.
ويجب استخدام جميع أنواع الموارد الطبيعية على نحو يضمن صون التنوُّع البيولوجي وتحسين الإنتاجية من خلال الالتزام بالقوانين والتشريعات المحلية والدولية .

أضف لمعلوماتك

يقصد بالاستدامة البيئية: استدامة رأس المال الطبيعي أو قاعدة الموارد الطبيعية، بحيث تبقى قادرة على توفير متطلبات
عمليات التنمية من الموارد أو الثروات الطبيعية، كما تسعى الاستدامة البيئية إلى الحفاظ على كافة الموارد الطبيعية لتكون
متوافرة للأجيال القادمة.

استنزاف الموارد الطبيعية:
تعدُّ موارد البيئة المتجددة وغير المتجددة ثروة متاحة للإنسان توفر له حياة كريمة، وعلى الرغم
من أهمية تلك الموارد لاستمرار التنمية إلا أنها تعرضت للاستنزاف من قبل الإنسان نفسه ولم تتمكن
التكنولوجيا حتى الآن من إنتاج البدائل التي توازي النقص الكبير في الموارد الطبيعية المستنزفة. ومع
تزايد السُّكَّان في السنوات الأخيرة، زاد استهلاك الإنسان من الموارد المختلفة، وأصبحت الكثير من
الموارد المتجددة وغير المتجددة مهددة بالنفاد كالمياه، والغابات، والتربة، والنفط، والغاز. وللتقليل من استنزاف الموارد الطبيعية توصل العلماء في تسعينيات القرن العشرين إلى آلية لقياس المعدل العام للاستهلاك البشري للموارد الطبيعية من خلال البصمة البيئية Ecological Footprint ويقصد بها مقياس استهلاك الفرد من الموارد الطبيعية مقارنة بمساحة الأرض المطلوبة لتزويد السُّكَّان بالموارد، بمعنى أنه كلما زاد استهلاك الموارد الطبيعية زادت بصمة الإنسان على الأرض. وتهدف الآلية إلى رفع الوعي البيئي بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية وتغيير سلوكيات الناس تجاه الاستهلاك غير المستدام، وتقييم وإدارة الموارد البيئية.

إدارة الموارد الطبيعية :
إن الاهتمام العالمي بالقضايا البيئية ومشاكلها المتعددة يركّز بالدرجة الأولى على المحافظة على الموارد الطبيعية بأنواعها المختلفة. وبذلك تم التركيز على مواضيع الإدارة البيئية من خلال النظم والقوانين التي تضعها الدول للحدِّ من التلوث والقضاء على مصادره الرئيسية، وذلك بعقد المؤتمرات العالمية التي تجمع الدول والمنظمات لتتفق فيما بينها على قوانين عامة على مستوى دول العالم بما يضمن سلامة البيئة للأجيال القادمة.

مكونات البصمة البيئية

مكونات البصمة البيئية

الكربون:
يمثل الغابات التي يمكنها عزل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري باستثناء الجزء الذي تمتصه المحيطات.

الأراضي الزراعية:
تمثل الأراضي الزراعية المستخدمة لتنمية المحاصيل لتوفير الغذاء والألياف للاستهلاك البشري، بالإضافة إلى أعلاف الحيوانات ومحاصيل الزيوت والمطاط.

المراعي:
تمثل المراعي المستخدمة لتربية المواشي لتوفير اللحوم، والألبان، ومنتجات الأصواف، والجلود.

مناطق صيد الأسماك:
يتم حسابها اعتمادًا على الإنتاج الأولي المقدر المطلوب لدعم الأسماك والمأكولات البحرية التي يتم اصطيادها،
وذلك استنادًا إلى معلومات الصيد الخاصة بالأنواع الحية البحرية والأنواع الحية التي تعيش في المياه العذبة.

الأراضي المبنية:
تمثل الأراضي المغطاة بالبُنى التحتية متضمنة المواصلات، والمساكن، ومستودعات الطاقة المائية، والمنشآت
الصناعية.

الغابات:
تمثل الغابات المطلوبة لتأمين منتجات الأخشاب، واللب الخشبي، والأخشاب التي تستخدم كوقود.

مواضيع مشابهة

التكتلات الاقتصادية في العالم

bayanelm

التحضر ومشكلات المدن

bayanelm

أقمار الاستشعار عن بعد ومصادر البيانات

bayanelm