عمان

المؤسسات الثقافية العُمانية بين الماضي والحاضر

المؤسسات الثقافية العُمانية بين الماضي والحاضر

أسهم العُمانيون في الحضارة الإنسانية منذ القدم، وعند بزوغ فجر الإسلام جعلوا العلم ديدنهم، فظهر منهم نوابغ
في العلم، مثل الصحابي أبو صفرة الأزدي العُماني حيث كان خطيبًا مفوّهًا، ومنهم الإمام التابعي جابر بن زيد العُماني وهو
من أوائل الذين ألفَّوا في الإسلام.
كما عملوا على إنشاء المؤسسات الثقافية المختلفة (الشكل٤)، لتكون رافدًا للعلم والمعرفة للطلبة العمانیین، وقد
تطوَّرت هذه المؤسسات بتعاقب العصور، ليكون عصرنا الحاضر شاهدًا على ما وصلت إليه عُمان من تطوّرٍ ملحوظٍ في هذا المجال.

١- الكتاتيب

الكتاتيب مفردها كُتَّاب وهو المكان الذي يتلقّى فيه الطلبة تعليمهم، ويسمى في عُمان باسم المكتب أو مدرسة القرآن الكريم.
تطوَّرت الكتاتيب في عُمان شأنها شأن المؤسسات التعليمية الأخرى، فمن حيث المكان كانت تقام في غرفةٍ من بيت المعلم أو تحت ظِلِّ الشجر، ثم أصبحت تقام في السَّبْلة (المجلس العام)، أما في الوقت الحاضر فقد أصبح لها مبانٍ خاصة تسمَّى بمدارس القرآن الكريم.
وتطوَّرت من حيث المواد التي تُدرَّس فيها، فقد كانت في السابق مقتصرة على تعلُّم القراءة والكتابة والقرآن الكريم، ثم أدخلت مواد أخرى مثل:
أركان الإسلام، وقواعد اللغة العربية، والخط العربي، وفي الوقت الحاضر أُدخلت علوم أخرى مثل : الفقه، والعقيدة، والنحو.

التعليم في الكتاتيب

٢- المساجد

تتعدَّد وظائف المسجد فهو إلی جانب کونه مکانًا للعبادة، هو مركز للتثقيف والتعليم، وهو مكان للاجتماعات والمناسبات.
ومنذ دخول الإسلام إلى عُمان برزت المساجد كمؤسسة ثقافية، ومن الوظائف الثقافية التي تقوم بها المساجد العُمانية في
الماضي بجانب التعليم أنها مراکز لنسخ الكتب ونشرها، فبعد إنشاء مسجد المضمار (الشكل٦) في سمائل على يد الصحابي
مازن بن غضوبة انتشرت المساجد في جميع ولايات السلطنة.

مسجد المضمار في سمائل
مغهد العلوم الاسلامية في مسقط

٣ – المدارس

ظهرت المدارس في عُمان منذ فترة مبكرة من العصر الإسلامي؛لتكون مكمِّلة لدور الكتاتيب والمساجد، وقد كانت المدارس في البداية تُؤَسَّس من قِبل العلماء ومنها يقومون بنشر العلم ولذلك تُسمَّی باسمهم. ومن المدارس التي أنشأها العلماء العُمانيون مبكرًا مدرسة ابن بركة في القرن الرابع الهجري، ومدرسة محمد بن علي باعلوي في مرباط في القرن السادس الهجري، ومدرسة عائشة الريامية في القرن الثاني عشر الهجري في بهلا، ومدرسة محمد بن كمال بن أحمد في القرن الثاني عشر الهجري في خصب.

وقد ظهرت المدارس الرَّسمية في عُمان منذ فترة مبكرة مثل مدرسة حصن جبرين (الشكل٩) التي أنشأها الإمام بلعرب بن
سلطان، وقد كانت تضم سكنًا للمعلمين والطلبة، ومسجدًا ومكتبة، وتدرَّس فيها علومٌ شتَّى مثل: الآداب واللغة والفقه
والحقوق والتاريخ والفلك والطب، وظهرت بعد ذلك العدید من المدارس في العهود التالية (الشكل٨).

من المدارس العمانية قديما

مدرسة مسجد الخور ومدرسة الزواوي في عهد السلطان تركي بن سعيد (١٨٧١-١٨٨٨م)

مدرسة مسجد الوكيل بمسقط في عهد السلطان فيصل بن تركي (١٨٨٨-١٩١٣م)

مدرسة الشيخ راشد بن عزيّز الخصيبي والمدرسة السلطانية الأولى في عهد السلطان تيمور بن فيصل (١٩١٣-١٩٣٢م)

المدارس السعيدية (صلالة، مسقط، مطرح)، والمدرسة السعيدية في جوادر ومدرسة الغزالي في صور، ومدرسة السيد نادر بن فيصل في عهد السلطان سعيد بن تيمور (١٩٣٢-١٩٧٠م)

مدرسة حصن جبرين القديمة
المدرسة السعيدية بصلالة

وفي العهد الزاهر للسلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه – انتشرت مظلة التعليم في جميع أرجاء السلطنة،
حيث بلغت المدارس الحكومية أكثر من ألف مدرسة (الشكل ١١)، والكثير من المدارس الخاصة والتعليم ما قبل المدرسي.

مدرسة في عهد النهضة المباركة

٤- المكتبات

أنشأ العُمانيون المكتبات كمؤسسات ثقافية بنوعيها العام والخاص، فالمكتبات العامة هي التي تنشئها الدولة، أما المكتبات الأهلية والخاصة فهي التي تُنشأ من قبل الأهالي أو من قبل أشخاص معينين سواء أكانوا علماء أم أعيانًا أم أثریاء.
وقد وجدت المكتبات في عُمان منذ القدم، منها مكتبة مدرسة آل الرُّحيل بصحار في عصر الإمامة الثانية، ومكتبة أحمد بن النضر بسمائل في عصر النباهنة ، ومكتبة حصن الرستاق ، ومكتبة حصن جبرین زمن الدولة اليعربية ، ومكتبة الشيخ محمد بن مسعود بمنح في عصر الدولة البوسعيدية.
واستمر العُمانيون بإنشاء المكتبات في الوقت الحاضر سواء على مستوى الدولة مثل مكتبة حصن الشُّموخ ومكتبة جامع السلطان قابوس الأكبر(الشكل١٢)، ومكتبة الأطفال العامة (الشكل ١٣)، ومكتبة المعرفة، أم على المستوى الأهلي الخاص مثل مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي بالسيب في محافظة مسقط، ومكتبة دار الكتاب العامة بصلالة.

مكتبة جامع السلطان الاكبر في الغبرة
مكتبة الاطفال العامة في القرم

أضف إلى معلوماتك

افتتحت مكتبة وقف الحمراء عام ١٩٩٦م بعد تطويرها من قبل الأهالي بولاية الحمراء في محافظة الداخلية، ويعود تاريخ إنشائها إلى عهد الإمام سلطان بن سيف الأول.

٥- مؤسسات ثقافية أخرى

ظهرت في عصر النهضة المباركة مؤسسات عديدة لرفد الثقافة العُمانية (الشكل ١٤)، فمن المؤسسات الثقافية
الحكومية: النادي الثقافي الذي أُنشئ عام ١٩٨٣م، ويسعى لتوثيق الروابط بين المشتغلين بالثقافة والفكر وإقامة
الندوات والمحاضرات، والمنتدى الأدبي الذي أُنشئ عام ١٩٨٥م ومهمته تنظيم الأنشطة الثقافية كالأمسيات،
والندوات التي تُعْنى بالمُدُن العُمانية والعلماء والأدباء العُمانيين، والنادي العلمي الذي أُنشئ عام ١٩٨٩م ويهدف
إلى نشر الثَّقافة العلمية، واكتشاف المواهب وتوجيهها، كما افتتح عام ٢٠١٦م مجمّع السُّلطان قابوس للثقافة
والترفيه بصلالة، ومن أهدافه النهوض بالفكر والثقافة والفُنون في محافظة ظفار، وتوفير وسائل الترفيه والتَّثقيف
السليمة للشباب. أما المؤسسات الأهلية، فمنها: مركز ذاكرة عُمان الذي تأسس رسميًّا عام ٢٠١٣م واهتم
بالمخطوط العُماني حِفْظًا وفَهْرسةً وتَنْقيحًا ونَشْرًا.

من المؤسسات الثقافية في عمان

دار الاوبرا السلطانية

تعد دار الأوبرا السلطانية بمسقط والتي افتتحت عام ٢٠١١م من المؤسسات الثقافية التي تُسهم في تعزيز الجانب الثقافي

دار الاوبرا في مسقط

مواضيع مشابهة

نسب قبيلة الحنظلي في سلطنة عمان

bayanelm

التواجد العماني في شرق افريقيا

bayanelm

النظام الاساسي في المباديء الثقافية لسلطنة عمان

bayanelm