جغرافيا

العوامل المؤثرة في الإنتاج الزراعي

العوامل المؤثرة في الإنتاج الزراعي


تسهم مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية في تحديد نوعية المحاصيل الزراعية التي يمكن أن تنتج
وتحصد بشكل أكبر وأفضل، ومن أهم هذه العوامل:

أولا: العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي

١. الظروف المناخية:
يعدُّ عامل المناخ من أكبر العوامل الطبيعية تأثيرًا في تحديد نوعية المحصول الزراعي وموسم زراعته، حيث يحدد المناطق
التي يمكن زراعتها بمحاصيل معينة. فمثلا تجود بعض المحاصيل الزراعية بثمارها عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة إلى حدِّ
كبير كالنخيل ، وهذا هو سبب انتشار أجود أنواع النخيل في شبه الجزيرة العربية، وبعض المحاصيل يعتمد نموها
وإنتاجها على كمية الرطوبة أو سقوط الأمطار كمحاصيل الإقليم الاستوائي والموسمي.
بينما تتطلب بعض المحاصيل لنموها درجات حرارة منخفضة كالرُّمان شكل والزيتون والخوخ، وهذه المنتجات منتشرة في الأقاليم الباردة المعتدلة من العالم، ومن أهم عناصر المناخ التي تؤثر في الإنتاج الزراعي درجة الحرارة وكمية الأمطار والرياح والضوء والرطوبة وسقوط الثلج والصقيع .

٢. التربة :
تعدَّ التربة الصالحة للزراعة من العناصر الأساسية الضرورية في العمليات الزراعية؛ لأن النبات يثبِّت جذوره فيها وتحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لنموه ، ويتحدد نمو المحاصيل الزراعية بنوعية التربة وبسمكها وبمقدار اشتمالها على العناصر
اللازمة لغذاء النبات. كما أن التربة الطينية الرملية من أفضل التُّرب المناسبة للزراعة، حيث تمتاز بخصوبتها
وتهويتها وقدرتها على التخلص من المياه الزائدة عن حاجة النباتات. ويختلف سمك التربة من مكان إلى آخر،
حيث يبلغ أقصاه في الأراضي السهلية المنخفضة، ويبلغ أدناه على سطوح الجبال شديدة الانحدار، وتعمل عوامل
التعرية المختلفة بفعل المياه الجارية والرياح على إزالة الطبقات العليا من التربة؛ مما يؤثر على نمو النباتات.

٣. الموارد المائية:
تعدُّ نوعية المياه وكمِّيَّتها من العناصر المهمة في العملية الزراعية، ويمكن تصنيف مصادر المياه المستخدمة للزراعة في الآتي :
أ. مياه الأمطار:
تختلف كمية الأمطار على سطح الأرض من مكان إلى آخر، كما تختلف معدلات سقوطها من فصل إلى آخر،
ولهذا فإن الزراعة المعتمدة على الأمطار ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه الظروف، وليس في قدرة المزارعين التحكم في أحوال
زراعتهم. فقد يزيد المطر الساقط أحيانًا عن معدله فيهدد الزراعة بالغرق كما يحدث في المناطق الموسمية، وقد يقل
أحيانًا أخرى فيحصل الجفاف على الأرض، مما يؤدي إلى قتل النبات واندثار المحاصيل، ويظهر ذلك واضحًا في الجهات
ذات المطر الفصلي المتذبذب مثل: الصومال، وأثيوبيا، وشمال الصين .

ب. المياه السطحية : تتمثل في الأنهار والبحيرات والسدود
الكبرى، وما يتفرع عنها من قنوات مائية، وهذا يتطلب الإشراف على تلك المياه، وتنظيم توزيعها بعدالة على الأرض الزراعية. ويكون ذلك بإقامة السدود وتقويتها ، وبناء القنوات المائية وصيانتها، لذلك كانت السياسة المائية من أهم واجبات الحكومة في كل بلد زراعي يعتمد على الرَّي.
ج. المياه الجوفية: هي المياه المختزنة في مسام صخور القشرة الأرضية والتي تسربت من مياه الأمطار والمياه السطحية عبر مسام التربة والصخور وشقوقها، سواء التي تظهر على سطح الأرض إما بشكل طبيعي مثل: الآبار الارتوازية، والعيون، وإما التي يتم استخراجها بواسطة عمليات الحفر التي تصل إلى مستوى المياه الباطنية مثل: الأفلاج ، والآبار، ولهذا النوع من الرَّي أثر مهم في مناطق الواحات والمناطق الصحراوية .

فلج الخطمين في نيابة بركة الموز بمحافظة الداخلية

٤. التضاريس :
لسطح الأرض أثر كبير في الإنتاج الزراعي سواء من حيث الارتفاع أو الانخفاض عن مستوى سطح البحر ، أو من حيث درجة
الانحدار ومدى مواجهة السطح للشمس والرياح والمطر. وتتركز معظم مناطق الإنتاج الزراعي في العالم في المناطق السهلية
لسهولة العمل فيها وخصوبة تربتها، وخير مثال على ذلك سهل الصين العظيم في قارة آسيا الذي يتميز بتربته السمراء الخصبة ويشتهر بزراعة القمح والقطن ، وقد استطاع الإنسان أن يسخِّر بعض المناطق الجبلية للزراعة بعد أن أقام المدرجات لحماية التربة من الانجراف، كما هو الحال في عدة أقاليم من العالم، مثل: مدرجات الأرز في الفلبين، وإندونيسيا،
ومدرجات الجبل الأخضر في سلطنة عُمان.

ثانيا: العوامل البشرية المؤثرة في الإنتاج الزراعي

١. السكان :
لتوزيع السكان وكثافتهم ومستواهم المعيشي والحضاري والتعليمي وعاداتهم ومعتقداتهم الدينية دور كبير في الإنتاج الزراعي ، فالكثافة السكانية المرتفعة في جنوب شرق آسيا تستدعي زراعة الأرز الذي يعطي غلة وفيرة ويؤمِّن العمل لأعداد كبيرة من السكان ، كما يؤدي المستوى التعليمي للمزارع دورًا كبيرًا في كيفية إدارة مزرعته واختيار أفضل المحاصيل الزراعية التي تناسب أرضه، بينما يعمل الجهل وانتشار الأمية بين المزارعين على عرقلة تطبيق التكنولوجيا في الزراعة.

وتقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بجهود كبيرة في تثقيف المزارعين وتشجيعهم على استخدام الأساليب الحديثة والطرق الصحيحة والسليمة لزيادة الإنتاج الزراعي في جميع دول العالم.

٢. التقدم العلمي والتكنولوجي :
يسهم التقدم العلمي والتكنولوجي بدور كبير في الإنتاج الزراعي، ويتمثل ذلك في تطوير المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية وتحسين السلالات النباتية وتصميم وسائل الرَّي الحديثة والبيوت الزجاجية ؛ مما ساعد على توفير المنتجات الزراعية في معظم أيام السنة ، والتغلب على الظروف المناخية والتضاريس الوعرة.

٣. رأس المال:
يعدُّ رأس المال من العناصر الأساسية المؤثرة في الإنتاج الزراعي، فالمزارع بحاجة إلى تأمين متطلباته الضرورية من أجل استصلاح الأرض الزراعية وشراء المعدات والآلات الحديثة وتشغيلها، وتوفير الأسمدة والبذور والمبيدات الحشرية ووسائل النقل وغيرها من المواد الضرورية، وتتضح تلك الأهمية في المبالغ الضخمة التي تخصِّصها بعض الدول لإقامة السدود ومشاريع الرَّي واستصلاح الأراضي، وإعداد الكوادر الفنية وشراء المعدات الزراعية وتوفير الأسمدة والبذور ومواد مكافحة الحشرات، وتطوير البحوث وإقامة الندوات الإرشادية والتوعوية للمزارعين.

٤. الطرق ووسائل النقل:
للطرق ووسائل النقل دور فعَّال في الإنتاج الزراعي، حيث تساعد في استغلال الأراضي الزراعية واستثمارها، فالطرق تربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك، وكلما كانت طرق النقل ووسائل المواصلات جيدة وسريعة ومتوفرة كلما كان انتقال السلع وانتشارها في الأسواق أسهل وأسرع، وتقوم وسائل النقل بأنواعها المختلفة بدور رئيسي في التجارة بالمنتجات الزراعية بين مختلف دول العالم القريبة والبعيدة،
وسهولة النقل وقلة تكلفته يسهم في فتح أسواق جديدة لكثير من المنتجات الزراعية، ويظهر دور النقل واضحًا لمجموعة المحاصيل والمنتجات الزراعية النباتية والحيوانية غير المرنة (سريعة التلف) التي تتطلب سرعة في إيصالها إلى أسواق الاستهلاك كالخضار والفواكه والورود واللحوم ومنتجات الألبان والأسماك، والتي تتطلب وسائل نقل خاصة مبردة وسريعة لإيصالها إلى الأسواق البعيدة. لذلك نلاحظ أن زراعة المحاصيل الزراعية غير المرنة تتمركز حول المدن والأسواق، وكلما كانت مناطق الإنتاج بعيدة عن مركز الاستهلاك كلما ارتفعت تكاليف النقل؛ مما يؤدي إلى ارتفاع قيمة السلع المنقولة، وهذا يؤدي
بدوره إلى عرقلة الإنتاج الزراعي .

٥. السوق:
تختلف أهمية الأسواق في المنظومة الزراعية من إقليم إلى آخر ومن نمط زراعي إلى آخر، فمثلاً “في الزراعة المعيشية حيث معظم الإنتاج يكون بهدف الاكتفاء الذاتي نجد المزارع هنا لا يهتم بذوق المستهلك ولا بنوعية الإنتاج وحجمه ومدى ملاءمته للتسويق ، بينما أهمية السوق تزداد في الزراعة التجارية حيث يعتمد هذا النوع من الزراعة على إمكانية السوق (العرض والطلب)، فالمزارع هنا يركز على رغبة المستهلكين ونوع المنتج الزراعي وحجمه حتى يستطيع المنافسة مع إنتاج بقية المزارع الأخرى،
ويمكن تقسيم الأسواق إلى عدة أقسام :
الأسواق المحلية:
وهي الأسواق الصغيرة على مستوى المناطق الريفية أو المدن الصغيرة، ويعتمد تسويق المنتجات الزراعية فيها على القوة الشرائية للمنطقة، وأحيانًا لا يتمكن المزارع من بيع كل منتجاته الزراعية في هذه الأسواق لضعف القدرة الاستيعابية أو ضعف القوة الشرائية .

الأسواق المركزية: تكون على مستوى الإقليم أو الدولة والتي تستوعب الإنتاج الزائد عن حاجة الأسواق المحلية، ومثال على ذلك سوق الموالح في السلطنة، ويتم من خلال هذا السوق إعادة بيع الإنتاج إلى بقية المناطق الأخرى.

الأسواق الدولية: وهي الأسواق التي تستورد المنتجات الزراعية من خارج حدود الدولة، وتعتبر أسواق دول مجلس التعاون الخليجي من أنسب الأسواق العربية لتصريف المنتجات الزراعية العربية والدول المجاورة الأخری .

ما هي منظمة الفاو

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
Food and Agriculture Organization of the
United Nations (FAO)
هي منظمة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع في العالم، وتأسست في ١٦
أكتوبر عام ١٩٤٥م في مدينة كويبيك بكندا، ومقرها مدينة روما بإيطاليا. شعار المنظمة باللاتينية هو fiat panis
ويعني بالعربية (أوجدوا خبزًا). الموقع الإلكتروني للمنظمة : www.fao.org

مواضيع مشابهة

الامن الغذائي

bayanelm

عناصر المناخ

bayanelm

نظام تحديد المواقع العالمي

bayanelm