جغرافيا

العالم بين قضايا البيئة ومخاوف الغد

العالم بين قضايا البيئة ومخاوف الغد

لقد تدخل الإنسان في مختلف الأنظمة البيئية على وجه الأرض فعدل فيها، على نحو استأثر بموارد البيئة الطبيعية ، فاستهلك قسما كبيرا منها ونشر النفايات في الكثير من الأماكن ، الأمر الذي أثر على النظام الحيوي.
وعلى الرغم من ذلك فإن الإنسان قادر على إصلاح ما أفسده ، بحماية بيئته وإعادة النظر في جميع ما قد يلحق الضرر بها، وذلك من خلال سن القوانين والتشريعات الدولية وأخذ المبادرة الفردية والجماعية لتنظيف البيئة وحمايتها ، ولا يتأتى ذلك إلا بالتعاون بين الحكومة والمواطنين في كل بلد، ثم بين دول العالم .

البيئة والتنمية .. مؤتمرات عالمية :
لقد زاد الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها خلال الخمسين سنة الأخيرة ، حيث إن العديد من الحوادث ، وفي مقدمتها تفجير القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، ورحلات الفضاء، والتقدم المتسارع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، جميعها دلت على أن كوكب الأرض يبدو أصغر مما كنا نعتقد، وأکثر قابلية للتأثر والتغيير.

كما أن زيادة الوعي بضرورة الاهتمام بمشاكل البيئة ، والوعي العالمي بالأخطار التي تهدد مستقبل الثروات الطبيعية للكون، جعلت المجتمع الدولي ينظم ابتداء من ١٩٧٢م، سلسلة من اللقاءات تحت رعاية الأمم المتحدة، عرفت كلها باسم “قمة الأرض”.

“مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والسكان ” عقد في عام ١٩٧٢م في ستوكهولم / السويد وابرز ما جاء فيه

  • إنشاء “برنامج الأمم المتحدة للبيئة”
  • تعهد المشاركون بالالتقاء كل عشر سنوات
    لتقييم الوضع البيئي .

مؤتمر نيروبي عقد في عام ١٩٨٢م، في نيروبي في كينيا وابرز ما جاء فيه اعتماد مساعدة الدول النامية ماديا وتقنيا
وعلميا، ومعالجة التصحر والجفاف وتشجيع الزراعة ومكافحة الفقر وتحسين أوضاع البيئة .

والتنمية” للبيئة المتحدة الأمم”مؤتمر في عام ١٩٩٢م في ريودي جانيروفي البرازيل وابرز ما جاء فيه

  • إشعار الرأي العام العالمي بأهمية الاعتبارات البيئية والاجتماعية واعتبارها جزءا مهما من سياسة التنمية الاقتصادية الإنسانية .

مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في عام ٢٠٠٢م، في جوهانسبرغ / جنوب أفريقيا وابررز ما جاء فيه

  • إقرار برنامج القرن ٢١.
    تحديد الأولويات لمواجهة تحديات عديدة منها : الفقر ، الغذاء، العولمة ، حقوق الإنسان، الموارد الطبيعية للأرض

إنجازات قمة الأرض:
تمكنت مختلف مؤتمرات قمة الأرض من تطبيق بعض البرامج التي يعتبرها بعضهم مؤشرا إيجابيا على طريق دعم التنمية المستدامة والحد من الإفراط في تلوث البيئة. وفي ما يلي بعض القضايا التي تم البدء في معالجتها:
١. مكافحة الفقر :
تم التخفيف من حدَّة الفقر في بعض البلدان نتيجة المؤتمرات التي عقدت فى أعقاب قمة الأرض مثل مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية الذي انعقد عام ١٩٩٤، والالتزام بتنفيذ توصيات هذه المؤتمرات وبتحقيق بعض مشاريع التنمية التي جاء تمويلها من خلال المؤسسات المالية الدولية.

٢. التمويل والتجارة:
تتجسد جهود الدول في إنشاء “المشروع العالمي للبيئة”، مشاركة البنك الدولي و”برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ” الذي أصبح المصدر الرئيس للقروض الموجهة للبلدان النامية لتمويل المشروعات البيئية العالمية ، كما تبنت منظمة التجارة العالمية برنامج التعاون الدولي لتحقيق نظام تجاري متوازن.

٣. تغير المناخ:
طرح اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ (المدرجة ضمن برنامج القرن ٢١)، ورغم ذلك نلاحظ أنَّ معظم البلدان الصناعية لم تحقق الهدف التطوعي الرامي إلى تقليل انبعاث غازاتها، رغم تحديد نسبة هذه الغازات منذ سنة ١٩٩٠م.

٤. التنوع الحيوي:
ألزمت اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الحيوي (المدرجة ضمن برنامج القرن ٢١) البلدان المشاركة بحماية الأجناس النباتية والحيوانية، مع تأكيد ضرورة الاستخدام الآمن للتكنولوجيا الحيوية في مجال التعامل مع الكائنات ذات التركيبة الوراثية المعدلة .

٠٥ التصحر:
عالجت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أسباب تدهور الأراضي الزراعية، والتي قد تؤثر على موارد الرزق والإمدادات
الغذائية لما يزيد عن ٩٠٠ مليون شخص في العالم، وفي أفريقيا على وجه الخصوص.

٦. المواد الكيماوية الشامة:
تبنت البلدان في عام ١٩٨٩ م اتفاقية بازل حول النفايات الخطرة، والتي صدق عليها حوالي ١٢١ بلدا، بغية تنظيم ما يقرب من ٤ ملايين طن من النفايات السامة التي تعبر الحدود القومية سنويًّا، كما تم منع تصدير النفايات السامة من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية التي تفتقر إلى التكنولوجيا المتقدمة لمعالجة هذه النفايات بطريقة آمنة.

٧. الغابات:
استنادا إلى مبادئ احترام الغابات والحفاظ عليها تبنت هيئة دولية مختصة بالغابات، تحت إشراف لجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، إنشاء معاهد لدراسة حماية الغابات والحد من تقلص مساحاتها ودعم التنوع النباتي فيها.

٨- طبقة الأوزون :
أوصت قمَّة الأرض بالتقليل من استخدام المواد المهددة لطبقة الأوزون التي تحمي الأرض من تسرب الأشعة ما فوق البنفسجية للشمس ، حيث إن وصول الأشعة ما فوق البنفسجية إلى سطح الأرض يسهم بدوره في ارتفاع درجة الحرارة. وقد تناقصت المعدلات الكلية لاستهلاك مركبات الكلوروفلوروكربون الضارة بطبقة الأوزون ، وهو ما يقرب من ١,١ مليون طن عام ١٩٨٦م إلى ١٥٦ ألف طن عام ١٩٩٨م.

مواضيع مشابهة

التنبؤ بالطقس والنشرة الجوية

bayanelm

الموارد الطبيعية وانواعها

bayanelm

عناصر المناخ

bayanelm