اقتصادجغرافيا

الصناعة وأثرها على البيئة

الصناعة وأثرها على البيئة

منذ ظهور الثورة الصناعية حدثت كوارث بيئية في عدد من البلدان الصناعية،وقد تم تسجيل أول كارثة ناتجة عن التلوث
الصناعي عام ١٩٣٠م في بلجيكا، حيث تلوَّث الهواء بالنفايات الكيميائية بسبب العمليات الصناعية، وأودت الكارثة بحياة عدد
كبير من الأشخاص وإصابة آخرين منهم بالتهابات في العينين والرئتين. ومن أسوأ الكوارث الصناعية البيئية في تاريخ البشرية تلك التي تعرض لها الاتحاد السوفيتي (سابقًا) من المفاعل النووي في مجمع تشرنوبل، حيث نتج عن تلك الكارثة إشعاعات نووية أدَّت إلى وفاة العديد من الأشخاص وإصابة آخرين بأمراض مختلفة وإتلاف المزروعات ونفوق الحيوانات في مساحات شاسعة.
لقد أدَّت مثل هذه الكوارث إلى النهوض بالوعي البيئي ومشكلاته. ونظرًا للترابط الوثيق بين التنمية الصناعية وحماية
البيئة، كان لا بد من وضع الإجراءات الوقائية لحماية البيئة من التلوث الصناعي في المراحل الأولى لإنشاء المصانع بواسطة
استخدام أفضل الوسائل العلمية المتاحة للسيطرة على الملوثات الصناعية من جهة، والاتجاه إلى تنمية الصناعات الصديقة للبيئة من جهة أخری.
ومن هنا ركزت الدول على مجال الصناعات الصديقة للبيئة للتخفيف من حدة التلوث الذي تحدثه الصناعات الأخرى
المختلفة، ومن هذه الصناعات :

١. صناعة الفخار: وهي من الصناعات البيئية التقليدية التي تعتمد على مواد مستخلصة من الطبيعة، وتشتهر بها بعض
ولايات سلطنة عُمان .
٢. صناعة السجاد: التي تصنع من الصوف الخالص الطبيعي، وتعتمد على الخامات المحلية المتوافرة .
٣. صناعة السيارات الصديقة للبيئة: التي تعمل بالكهرباء والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي، حيث تنخفض فيها نسبة
الانبعاثات الضارة الناتجة عنها.

٤. صناعة السخانات الشمسية: والتي تستخدم الحرارة الناتجة من أشعة الشمس في تسخين المياه لأغراض
الاستحمام وغيره، وذلك من خلال مجمعات شمسية .

أنواع التلوث الصناعي:
إن التلوث الصناعي له آثار سيئة على البيئة، فانطلاق الأبخرة والغازات وإلقاء النفايات أدَّى إلى ارتفاع نسبة التلوث في مناطق عديدة من العالم، وبدأ يأخذ أبعادًا بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة خاصة بعد التوسع الهائل للنشاط الصناعي المدعوم بالتكنولوجيا الحديثة.
وأسهمت مصادر التلوث الصناعي في إحداث خلل بيئي أدَّى إلى حدوث تغيرات مناخية خطيرة باتت تهدد حياة الإنسان على كوكب الأرض، ومن أهم أنواع التلوث الصناعي ما يلي:

١. التلوث الهوائي :
نظرًا لسهولة انتقال الهواء من منطقة لأخرى خلال فترة زمنية قصيرة، فإن التلوث الهوائي يعدُّ أكثر أشكال التلوث البيئي
انتشارًا على سطح الأرض. ويؤثر هذا النوع من التلوث على الكائنات الحية بما فيها الإنسان تأثيرًا مباشرًا ويخلف آثارًا بيئية،
وصحية، واقتصادية واضحة .
ومن أهم ملوثات الهواء الصناعية الشائعة :- أكاسيد الكبريت والنيتروجين والجسيمات العالقة مثل: (الأتربة، والدخان، ورذاذ المركبات الكيميائية المختلفة) وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والهيدروكربونات. كما تسهم الصناعة في انتشار
روائح في الهواء ناتجة عن تفاعل أو تحلل المادة العضوية.

٢. التلوث المائي :
يعتبر التلوث المائي ظاهرة أو مشكلة تعاني منها العديد من دول العالم نتيجة النشاط الصناعي المتزايد وحاجة
التنمية الاقتصادية المتزايدة للمواد الخام الأساسية والتي يتم إعادة نقلها عبر المياه، فتحوّلت هذه المياه من صورتها
النقية إلى مياه غير صالحة للشرب والاستخدام الآدمي، فأدَّى انتشار المصانع إلى تلوث ماء المطر وتحوله إلى أمطار حمضية نتيجة انبعاث الأبخرة والغازات السامة؛ مما يلحق أضرارًا للأحياء المائية والنباتات والتربة التي تسقط عليها، وغالبًا تظهر هذه الظاهرة في المناطق الصناعية ذات المناخ الرطب كما هو الحال في شرق الولايات المتحدة الأمريكية وشرق الصين ووسط أوروبا. كما أن معظم الصناعات القائمة في الوقت الحاضر تطل على سواحل البحار والمحيطات وضفاف الأنهار والبحيرات، وهو ما أدَّى إلى تلوثها بما تلقيه المصانع من مواد كيميائية وألياف صناعية وعناصر معدنية، مثل: الرصاص، والزئبق، والزرنيخ، والفوسفات، والنترات، والكلور، والنفط.

٣. التلوث الحراري :
إن الحرارة الناتجة عن العمليات الصناعية المختلفة تؤدي إلى مخاطر عديدة تؤثر على البيئة خاصة عندما تكون ذات تركيز عالٍ وفي منطقة محدودة، ومن هذه المخاطر قتل الأسماك والأحياء المائية الأخرى، والروائح النتنة. وفي الغالب يكون التلوث الحراري ناتجًا عن محطات توليد الكهرباء الحرارية والصناعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه من أجل التبريد، وهذه تؤثر بدورها على الأحياء المائية من نباتات وحيوانات.

٤. التلوث الضوضائي :
يعتبر الضجيج أو الضوضاء شكلاً من أشكال التلوث البيئي، والذي جاء نتاجًا للتقدُّم الصناعي والتكنولوجي، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأماكن الصناعية سواء داخل المصنع أو في المناطق المحيطة به. والأضرار الناتجة عن التلوث الضوضائي والتي تلحق أضرارًا بالإنسان في صحته الجسدية والنفسية تتمثل في الإرهاق والصمم، واضطرابات سلوك الفرد وزيادة ميله إلى العنف والعدوانية، وازدياد دقات القلب، والتوتر العصبي، والنفسي، وبعض الأضرار التي تصيب الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، كما تؤثر الضوضاء على العاملين في المصنع فتؤدي إلى تدني مستويات الإنتاج، الأمر الذي يسبب أضرارًا فادحة تعيق مسار التقدُّم والازدهار.

الصناعات الصديقة للبيئة:
هي الصناعات التي لا تؤثر على البيئة الطبيعية من حيث الطاقة المستخدمة في تشغيلها أو المواد المصنعة منها،والتي يمكن تحللها أو إعادة صناعتها.

أضف لمعلوماتك:
شهدت مدينة دبلن الإيرلندية تصنيع أول كمبيوتر صديق للبيئة في العالم يحمل اسم (إيامكو)»،ويتكون من ألواح خشبية قابلة للتحلل بيولوجيًّا، حيث إنها مصنوعة من بقايا صناعة الأخشاب وعجائن النباتات.

المواد الحبيبية: هي جزيئات صغيرة جدًّا من مواد صلبة أو سائلة معلقة في غاز أو سائل.

الضوضاء: ذلك الصوت الذي يؤدي إلى تأثيرات مؤذية صحيًّا أو الأصوات غير المقبولة أو غير المرغوب فيها، وتنتقل في الهواء على شكل موجات متتالية تنتشر في جميع الاتجاهات وتقاس شدة الصوت بوحدة تسمى الديسبل (DB).

أضف لمعلوماتك:
إن تأثير الصوت لا يقتصر على الشخص المستيقظ فقط، إذ إن دراسات متعددة قد أجريت على نائمين وتبيَّن منها أنه حتى ولو لم يؤد الصوت إلى إيقاظ النائم، فإنه يؤدي إلى عدم استقراره في نومه، أو إلى تقليل عمق نومه، وقد يؤدي هذا إلى اختلال مزاجه فيما بعد.

مواضيع مشابهة

شركات الطيران في الشرق الأوسط تشهد زيادة في الطلب بنسبة 5.8%

bayanelm

شركة الطيران الهندية “جو فيرست” ستتعرض للتصفية

bayanelm

مدينة الرسيل الصناعية ترفع محفظتها الاستثمارية إلى 766 مليون ريال

bayanelm